شكّل اليوم العالمي للمرأة مرتكزا جديدا للتضامن مع كفاح المرأة. وقد سجّلت «الحركة النسوية العالمية خلال القرن العشرين، قرن الأحداث العالمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الكبرى، ملاحم بطولية لانتزاع حقوقها والمشاركة الفعّالة في صياغة مستقبلها، ومشتقبل البشرية جمعاء. ويحلّ الثامن من مارس هذه السنة محطة مستعادة ليوم المرأة العالمي تحت شعار «العمل لنهاية وقف المحاسبة على العنف ضد النّساء والفتيات»، وهي فرصة جوهرية للنّضال من أجل النّظر في أولويات قضايانا المجتمعية والسكانية والصحية بما يؤسّس لبناء ثقافة الحقوق والعدالة والمساواة بين الجنسين والدفاع عن قضايا وحقوق المرأة العربية. وتشارك المرأة العربية زميلاتها في العالم أجمع بيوم الثامن من مارس كل عام، وبمشاركتها هذه تبدو المرأة العربية أكثر تصميما على الاستمرار في النّضال من أجل إزالة الظلم الفاضح والتّمييز الصارخ والتنكّر لحقوق الإنسان واستغلال المرأة من الموروث البائد. وعلى الرّغم من مشاركة المرأة العربية في العملية الإنتاجية، إلاّ أنّ مشاركتها في الحياة النقابية والسياسية لا تكاد تصل الى مقدار مشاركتها في الحياة الإقتصادية. إنّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وهو يحيي اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس يدين الوضع المأساوي لوضع المرأة، على الصعد كافة: السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وينظر بقلق بالغ لتردي حال المرأة العربية الواقعة تحت نير الاحتلال الصهيوني في فلسطين، والأمريكي البريطاني في العراق. وفي الوقت عينه فإنّ اتحادنا يقف بإجلال وإكبار لتضحيات النّساء الجرحى والشهيدات اللواتي قدّمن أرواحهنّ ودماءهنّ من أجل حرية الوطن وتحرّره من ربقة الاحتلال في فلسطين والعراق ولبنان والجولان، كما يحيّي اتحادنا نضال الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني والسجينات العراقيات في السجون الأمريكية في العراق، ويطالب منظمات حقوق الإنسان بالدّفاع عنهنّ وإطلاق سراحهنّ. كما يجدّد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب تضامنه مع نضال جميع النساء والعاملات العربيات في الدفاع عن حقوق النساء وتنفيذ الاتّفاقيات الدولية كافة والالتزام بمعايير العمل الصادرة عن منظّمتي العمل العربية والدولية، ومن أجل تنفيذ برامج الأممالمتحدة الخاصة بالمرأة وتحقيق المطالب العادلة للمرأة. إنّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يدعو في اليوم العالمي للمرأة النقابات العمّالية الى تعاضد نقابي دولي ضد أشكال التمييز ضد المرأة في جميع أنحاء المعمورة. إنّنا في هذا اليوم نرفع صوتنا عاليًا، وندعو الى مواصلة النضال السياسي والاجتماعي حتّى تحقيق أهداف المرأة العربية في المساواة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحياة الكريمة.