بين احتراف وزارة التربية لسياسة التسويف والمماطلة من جهة والأوضاع المهنية والاجتماعية الصعبة من جهة ثانية، وإيمانا منهم بوحدة الصف النضالي من جهة أخرى، كان لابد لكافة أعضاء الهيئة الإدارية لقطاع عملة التربية التي انعقدت يوم الخميس 15 مارس 2007 برئاسة الأخ المنصف الزاهي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية، كان لا بد لهم أن يصوتوا بالإجماع أولا على مبدأ الاضراب كحل لا مفرّ منه أمام وزارة الاشراف، وثانيا الإجماع على يوم 11 أفريل 2007 تاريخا لتحركهم المشروع وهو اليوم الذي ستُشنّ فيه أيضا اضرابات التعليم الثانوي والتعليم الابتدائي والقيمين. بافتتاحه لأشغال الهيئة الإدارية الثانية في ظرف ثلاثة أشهر (الأولى كانت يوم 13 جانفي 2007) لقطاع عملة التربية، التي انعقدت يوم 15 مارس 2007 أكّد الأخ المنصف الزاهي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية على أن خيار الاضراب الاحتجاجي الذي من أجله اجتمع كل نواب الجهات لعملة التربية، هو الخيار الذي لا مفرّ منه لدفع وزارة الاشراف للتراجع عن سياستها التي تتوخاها معهم من تسويف ومماطلة ووعود وتعنت، واعتبر الاضراب «أبغض نضال» في تقاليد الاتحاد العام التونسي للشغل باعتبار أن التفاوض وباب الحوار أرقى وأفضل أشكال تحقيق مكاسب العاملات والعمال، وقد ذكر بجولات التفاوض والحوار التي كانت لنقابة عملة التربية مع الوزارة والتي لم تُفض الى حلّ عملي لأوضاع العملة داخل المؤسسات التربوية والتي وصفوها بالصعبة خاصة في غياب النقص الفادح في الاطار وتهميش الاختصاص. ولئن ثمن الأخ المنصف الزاهي مجهودات النقابة العامة وتحركات قطاع عملة التربية عموما فقد دعا كل النواب الحاضرين الى مزيد إحكام مجهوداتهم والحرص كل الحرص على التنسيق بين مختلف هياكل القطاع المحلية والجهوية والوطنية لإنجاح إضرابهم المشروع ولم يفوت الفرصة أيضا للتذكير بتراتيب القيام بالاضراب و»بإخلاقياته». شرارة جهوية في كلمته، عدّد الأخ المنصف الحسناوي الكاتب العام لنقابة عملة التربية الاجتماعات الجهوية وتحركات مختلف عمال وعاملات وزارة التربية من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وقد وصفها بالتاريخية لما تحلت به من روح رفاقية والتفاف كبير خاصة في ولايات سليانة وصفاقس ونابل وجندوبة. وذكر الأخ المنصف الحسناوي بالمقترحات الإيجابية والعملية التي قدمتها النقابة العامة لوزارة الاشراف لحل بعض المسائل القطاعية العالقة منذ سنوات ، واعتبر أن الاضراب المزمع تنفيذه يوم 11 أفريل المقبل سيعدّ خطوة هامة على درب إرساء تقاليد نضالية بحجم قطاع عملة التربية الحقيقي، مؤكدا في الآن نفسه أن هذه الخطوة النضالية المشتركة والموحدة مع الاخوة الأساتذة والمعلمين والقيمين هي احدى اللبنات المهمة التي يجب أن يخوضها قطاع العملة الى جانب تحركاته الخاصة السابقة وفي المستقبل. ردّا لإعتبارات دنيا ردا لاعتبارات دنيا في قطاع العملة، فإن كل نواب الجهات أجمعوا على شن الاضراب يوم 11 أفريل 2007 وقد أقروا العزم على تكريس الأيام الفاصلة عن موعدهم التاريخي لمزيد توعية وتأطير العاملات والعمال في المدارس والمعاهد بضرورة الدفاع عن حقوقهم المكتسبة ومنها حقهم في الاضراب وعلى أن يتم التنسيق المحكم والجيد بين النقابة العامة وكافة النقابات الجهوية لتذليل كل الصعوبات التي من شأنها أن تضعف تحركاتهم، وضمانا لإستراتيجية متكاملة. مطالب لا محيد عنها بعد كلمة الأخ الشاذلي العياري عضو النقابة العامة لعملة التربية التي قال فيها إن سحب الثقة من سلطة الاشراف كان نتيجة طبيعية لتخاذلها وعدم التزامها بوعودها، وقبل اختتام الهيئة من قبل الأخ المنصف الحسناوي الذي تمنّى أن يكون نجاح الهيئة مؤشرا لنجاح الاضراب، تلا الأخ الحبيب البحري عضو النقابة العامة مشروع اللائحة المهنية التي أجمع عليها كل النواب وقد نصت بالخصوص على مطلب تعميم المنح الجامعية لأبناء العملة وأولوية انتداب أبناء العملة بما في ذلك أصحاب الشهائد العليا وفتح الآفاق أمام العملة المكلفين بأعمال إدارية والترفيع في المنحة الخصوصية... غيرة والتزام الأخ مصطفى القاسمي الكاتب العام لعملة التربية بجهة بنزرت ضرب مثلا عن المناضل الصادق والغيور والملتزم، فرغم وفاة والد سالم القاسمي يوم الاربعاء 14 مارس 2007 ، فقد أبى إلا أن يكون يوم 15 مارس 2007 يوم دفن والده بين إخوانه بقاعة أحمد التليلي ليتدخل ويناقش ويوافق على يوم 11 أفريل موعدا لإضراب جهته، وقد قرأت فاتحة الكتاب على روح والده من قبل أعضاء الهيئة ورئيسها، وبدورها ترفع له جريدة الشعب أحر التعازي وأخلص عبارات المواساة في فقدان والده.