شن الصحافيون التونسيون طيلة يوم الاربعاء 17 أكتوبر اضرابا عاما للاحتجاج على سعي الحكومة التي تقودها حركة النهضة، الى السيطرة على وسائل الاعلام وتقييد حرية التعبير التي تم افتكاكها بفضل الثورة الشعبية التي أزاحت الدكتاتورية والقيود المسلطة على القطاع. وتعتبرالنقابة الوطنية للصحافيين ان الحكومة الحالية تسعى الى السيطرة على وسائل الاعلام العمومية والخاصة في تونس، عبر تعيين موالين لها على رأس المؤسسات الاعلامية وعدم الاستجابة لمطالب الهياكل الممثلة في تفعيل المرسومين 115 و116 المنظمان للقطاع وأكدت النقابة في بيان صادر عنها أن هذا الاضراب يأتي بعد «استنفاذ سبل الحوار مع الحكومة». وتواجه الحكومة، رفضا كبيرا من الاعلاميين لاخضاع القطاع الى سيطرة السلطة السياسية، و انتقادات واسعة من المعارضة بالسعي لتكميم الصحافيين وجعل وسائل الإعلام خاضعة اليها. وأكدت نجيبة الحمروني رئيسة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين أن الإضراب كان ناجحا و أن الصحافيين استجابوا له بما فاق كل التوقعات، وذكرت النقيبة بأن مطالب الصحافيين تتمثل أساسا في التنصيص على حرية الصحافة بالدستور واستقلالية المؤسسات الاعلامية وعدم القيام بتعيينات على أساس الولاءات على رأس المؤسسات الإعلامية العمومية بالإضافة إلى تحسين الأوضاع المادية والمعنوية للصحافيين. وتهاطلت برقيات ورسائل وبيانات المساندة للاضراب العام الذي شنه الصحافيون التونسيون أول أمس 17 أكتوبر بدعوة من النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، فعبرت عدبد القطاعات والجامعات بالاتحاد العام التونسي للشغل عن تضامنها المطلق مع الصحافيين كما أكدت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان مساندتها لحرية الاعلام ورفضها لمحاولات تدجينه. مساندة واسعة وحلت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للصحافيين بتونس لمساندة الاضراب وأعلن الاتحاد العام للصحافيين العرب مساندته للاضراب، ووصل وفد من اتحاد الصحافيين العرب لمساندة هذا التحرك الاحتجاجي منذ 15 أكتوبر الجاري، وبعثت نقابة الصحافيين بالهند رسالة الى رئيس الجمهورية مساندة للصحافيين التونسيين كما وجهت نقابة الصحافيين البريطانيين بدورها رسالة الى رئاسة الحكومة مساندة لحرية الاعلام. وعبرت عدد من مكونات المشهد السياسي الوطني عن مساندتها لهذا الاضراب حيث، عبرت الجبهة الشعبية والحزب الجمهوري عن مساندتها التامة لاضراب الصحافيين ولحرية الاعلام، وأيضا عدد هام من الأحزاب وجمعية النساء الديمقراطيات وشبكة دستورنا وعدد اخر من المنظمات والهياكل المهنية. كما استقبلت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين يوم الاضراب وفودا من هيئات مهنية ونقابية وجمعياتية وعددا من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي وعميد المحامين وعددا من قياديي الأحزاب التونسية. الاضراب وانطلق الصحافيون التونسيون في الاضراب منذ الساعات الأولى من بداية يوم الأربعاء 17 أكتوبر، وشمل الاضراب وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة والالكترونية، وتوقف الصحافيون عن القيام بعملهم و تغطية الأحداث باستثناء أحداث الإضراب وحضر عدد كبير منهم أمام مقر نقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بعد الظهر إلى جانب عدد كبير من نواب المجلس الوطني التأسيسي وعدد من القيادات السياسية والمثقفين والفنانين وغنى الفنان عادل بوعلاق أغنية فيروز يا حجل، وأغنية فرحانين فرحانين كل ثورة وأحنا فرحانين للشيخ امام عيسى. ونفذت مختلف الإذاعات في الجهات والإذاعات الخاصة والعامة ووكالة الأنباء التونسية والجرائد الالكترونية والتلفزة الوطنية والصحف الاضراب، وشهدت عدد من الجهات وقفات للصحافيين المضربين على غرار مدينة قفصة. مطالب الصحافيين ويطالب الصحافيون المضربون بالتنصيص على حرية التعبير والصحافة والإبداع دون تقييد في الدستور، وتطبيق المرسومين 115 و116 باعتبار طابعهما الملزم لنشرهما في الرائد الرسمي والتعجيل بإحداث الهيئة الوطنية المستقلة للإعلام السمعي البصري، ورفض كل المشاريع التي تنص على عقوبة السجن للصحافيين وتحد من حرية الصحافة. كما يطالبون بضمان حق الصحافي في النفاذ إلى المعلومة استنادا إلى المرسوم عدد 41 لسنة 2011 والتراجع عن التعيينات المسقطة على رأس المؤسسات الإعلامية العمومية وتلك الموضوعة تحت التصرف القضائي مثل دار الصباح. والفصل بين الإدارة والتحرير في المؤسسات الإعلامية، واعتماد هيئات تحرير إما بالتوافق أو بالانتداب، مع صياغة مدونة سلوك ومراجعة ما تم وضعه منها. و رفض المساس من الحق النقابي وأي مضايقة للصحافيين وعقابهم على خلفية مواقفهم مع رفض أي خصم من أجور الصحافيين المضربين وتسوية كل الوضعيات الهشة والعالقة في مختلف المؤسسات الإعلامية ورفض صيغ التشغيل غير القانوني، واعتماد مبدأ المناظرة الشفافة على أساس الكفاءة وصيغ التعاقد القانونية وفقا لمجلة الشغل والقوانين والاتفاقيات.