بعد التحوّل في العمليّات الشبه عسكريّة إلى تفجيرات نوعيّة ليست من القدرة الذاتيّة الصرفة (لثوّار سوريا) ولا هي من تخطيط (ثوّار)ليست لهم الخبرة الثوريّة ولا التجربة النوعيّة للقيام بمثل هذه العمليّات التي تعتمد على عمل استخباراتي لتحديد الهدف ومن يتواجد داخل محيط الهدف من عناصر مستهدفة حسب تخطيط مسبق لقائمة تمثّل ضربة قويّة تخلخل المستهدف ونظامه. ونحن نعلم أن(الثوار) لم يكتسبوا مثل هذه الخبرات القتاليّة ولا زمن وجودهم على أرض المعركة ينتج ويفرز مثل هذه القدرة.ولأن النظام السوري متيقّن من هذا الفعل وبعد دخول دمشق بوتقة النار ها هو يحرّك أحد أهمّ أوراقه المنبّهة والضاغطة للثوار الحقيقيين وأصحاب الحقّ الثوريّ الحقيقي في فلسطين (أرض غزّة)فرغم سبق حمد وهرولته لمحاولة كسب الغزاويين لمشروعه.لم يسكت ولن يسكت رصاص وصواريخ المقاومة التي لا يخفا على أحد مصادر تسليحها ومعابر تسليحها.والوقوف إلى إفراز موقفها وتبليغه لكلّ العالم بوضوح الصور القادمة إلينا من غزّة.ولئن كان صدام حاول في حرب 91 اللعب على ملفّ فلسطين إلاّ أن نجاحه كان محدودا لأنه حسب عليه مباشرة الفعل العسكري.لكن خبث النظام السوري بحرسه القديم كان أقوى من خلال فتح مواجهة مباشرة بين العدوّ وأصحاب الحقّ الرئيسيين والطبيعيين.رغم أنه ليس خاف ولا متخفّ دوره في هذه المعركة التي ربح من خلالها أوراق عدّة أهمها فضح العملاء.وربح وقت من الصمت الإعلامي الذي يمكنه من إعداد معاركه القادمة في أريحيّة.وإجبار العدو الرئيسي على الخروج عاريا للعلن حتى يعرف الخاص والعام من يقف خلف (ثورة ثوار سوريا). ورغم كلّ اختلافاتنا مع النظام السوري في مسائل هي تخصّ السوريين أولا وفي الداخل كما في الخارج من حيث التغيير الجذري في ملفّ الحريات العامة والخاصة والمشاركة الفاعلة والحرّة والمسئولة في حكم سوريا ما بعد الدكتاتوريّة. التي نتفهّم درجات خوف النظام السوري منها. فهي تمثّل مدخلا يمكن أن يستغلّ لتسرّب العدوّ عبرها لقلب سوريا. التي خطّ نار مباشر ولها أرض محتلّة(الجولان). وما نراه من طرف الجيش الحرّ وطليعته السياسية التي تورّطت لخدمة وفي خدمة أجندة العدوّ بشكل أو بآخر ومباشر أو غير مباشر.الشيء الذي كشف للمواطن العربي في سوريا وفي غير أرض سوريا من العرب دفتر وملفّ الغادرين بالثورات العربيّة في محيط ما يسمى بالربيع العربي.والأصح البيع العربي الرخيص للوطن بما فيه ومن فيه. لذلك فتصورنا الواقعيّ هو اعتماد النظام السوري على قواه الوطنيّة والديمقراطيّة في الداخل بجميع فصائلها وتشريكها في الحكم وإدارة الأزمة فهم قادرون بحكم خبرتهم الميدانيّة(مع إضافة المساحة المكتسبة للحرّيات ومنها حرّية التحرك)لحشد جبهة داخليّة. تقف سدّا أمام المتآمرين. من الأنظمة العربيّة. التي كشفت غزّة عريهم وعمالتهم وخسّتهم ونذالتهم وذلتهم. خصوصا عند الشعب السوري المقاوم. أما غزّة فهي لئن كانت ورقة من جملة أوراق المعارك حتى الآن في أجندات الحكّام العرب.إلاّ أنها ومن خلال تضحيات شعبها.هي أقدر من أي وقت مضى على تغيير كلّ إستراتيجيات العدوّ.حتى وإن ارتبط ذلك بالدعم السوري الذي لا يخلوا من جرّ العدوّ إلى توسيع رقعة المعارك وإدخال المنطقة في حرب ربّما تأتي بجديد مهمّ رسميّا و(جغراعسكريا).للشعبين الفلسطيني المقاوم. والسوري الذي لابدّ أن يسارع ببناء جبهته الداخليّة التي تزعزعت من خلال الهجوم المتواصل (لثوار كما يسمون أنفسهم)ولا يتمّ ذلك إلاّ من خلال الحوار الحقيقي والجاد الذي يسارع بتشكيل جبهة وطنيّة وشعبيّة لمقاومة ثوار حمد وموزته خدم الإمبرياليّة الصهيونيّة.التي تجرّ المنطقة إلى معركة لم يحن زمانها.لما فيها من أخطار على القضيّة.فرغم الإنفاق المبدئي على المقاومة في أرض غزّة الصامدة.نشهد محاولة استثمار المعركة من جانب السلطة في رام لله لتقوية وجودها كحل سياسي تفاوضي وليس كقوّة ميدانيّة فاعلة على الأرض وسياسية قادرة من خلال ذلك تمرير النسبة الأغلب من برنامجها.فلئن كان المذهب الغاندي المتبع القائد عرفات كانت ثمرته أوسلو.فإنّ اغتياله كان الحلّ الوارد والعملي الذي تمكّن منه العدوّ.وهذا ما يمثّل درسا لعدم إتباع وتكرار النسخ المنتهية والرجوع إلى اصطياد الفرص لتثبيت القوّة النسبيّة على الأرض مما يتيح تقدّما في العمل السياسي.وهذه فرصة أخرى تقدّمها غزّة لعموم قادة الفصائل الفلسطينيّة للتحرّك في سبيل المقاومة لا شيء سوى المقاومة المسلّحة يمكن ويقدر على توفير المناخ لإنجاح أي مسار على عدوّ يستعمل ذات السلاح دعائيّا وليس ميدانيّا. ليكون في نظر العالم القوّة التي بيدها وحدها الحلّ.وهي المرجع الوحيد للأمن في العالم. والحال أنّ داعمها الرسميّ غير قادر الآن والآن بالذات على الظهور في الصورة كمقاتل على الميدان رغم كلّ الذرائع التي يتذرع بها. والحملة الإعلاميّة التي تأسس بعد كلّ انفلات. للرجوع إلى طاولاتها للتفاوض. برعايتها وإشرافها الذي لا يدعم المهزومين. الذين لا واقع لهم على الأرض. إلاّ في شكل رعايا.وقطيع من خرفان بريئة لا يخشى وجودها. ولا حتى تستدعي الترويض. فقط يرمى لها ما تعتاش على فتاته.ولكن الآن ومن خلال الدعم والمدّ الثوري المتوفّر ولو نسبيا على الأرض.فإن الفرصة سانحة ولو بنسبة.لفرض إرادة فلسطينيّة مرورا بغزّة إلى عموم أرض فلسطين. ولكل الذين يشكون أو يشككون في القدرة القتاليّة للفصائل الفلسطينيّة في غزّة.حتى يغلّب حلول عرابي أمريكا والصهيونيّة.من أتباع حمد وآل سعود نكرّر لهم شعار طالما رفعته الجماهير العربيّة في كامل أرجاء الوطن.شعبيّا وليس تلك المسرحيات والمهازل لقيادات خائنة.لا تفاوض. ولا استسلام. بل ثورة مستمرّة وإلى الأمام فالنصر بات من غزّة نرى حلمه حقيقة.