يبدو أن المخالفة بعنوان بيع الخمر خلسة أصبحت في تونس العهد الجديد عفوا تونس الثورة، قضية وطنية و كأنّ القضاء عليها (وهو مستحيل) من استحقاقات الثورة فقد أصبحت موضوعا من مواضيع الصحافة المفلسة. وتصدرت نشرات الأنباء على التلفزة الوطنية 1 و 2 بعد « اعتصام العار أمام التلفزة « وملاحقة من يتعاطون هذه المهنة الهامشية من المعدمين كمجرمين خطيرين يهددون الأمن العام وتعاطى معهم الأمن الجمهوري بكل حزم في إطار انجازات الفريق الحكومي في الأمن والحرية و المساواة و العدالة ... ثم وحسب بعض الروايات التي قدمها الإعلام العمومي – الحكومي كانت سببا في المواجهة التي جدت أخيرا بدوار هيشر بين هؤلاء المعدمين وبعض السلفيين والتي حتمت تدخل الحرس الوطني فقتل وجرح بسببها بعض المواطنين و هلع البقية. وبعد هذا، فالذي أخشاه هو أن يصبح بيع الخمر خلسة شرارة لحرب أهلية تطيح هذه المرة بالبلاد كما كان حرق المرحوم البوعزيزي لنفسه شرارة للإطاحة بالرئيس السابق وحاشيته ولولا يقظة « البعض» من الذين يطمحون للسلطة مع الإبقاء على النظام لأطاحت بالنظام كله.