انطلق الاحتفال بالذكرى 67 لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل بدار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوم الأحد 20 جانفي 2013 وسط حضور نقابي ومدني وسياسي كثيف. وقد استهل هذا الاحتفال بكلمة الأخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي رحب فيها بالحضور وفي مقدمتهم الاخ حسين العباسي الأمين العام وثلة من أعضاء المكتب التنفيذي ونجل شهيد الحركة الوطنية والنقابية خالد الذكر الزعيم فرحات حشاد. الأخ شعبان ذكر بأن الاتحاد تأسس عبر 3 مراحل، الأولى بزعامة المرحوم محمد علي الحامي سنة 1924 ثم عن طريق المرحوم بالقاسم قناوي والمرحلة الثالثة بزعامة المرحوم فرحات حشاد. وبعدها تطرق الكاتب العام للحديث عن المناورات التي تحبك اليوم ضد الاتحاد متسائلا كيف لم تتعظ هذه المجموعات من التاريخ ولم تكتسب عبرة من أن الاتحاد العام التونسي للشغل عصيّ وعنيد أمام كل من حاولوا استهدافه وضربه وإقصائه وتهميش دوره مذكرا بما حاول القيام به بورقيبة منذ سنة 1965 والصياح ونويرة في السبعينات والمزالي في 1985 لتركيع الاتحاد وضرب استقلاليته. الأخ محمد شعبان قال أن استحقاقات الثورة لم تتحقق إلى يوم الناس هذا مشددا على أن الاتحاد لم ولن يطمع في كراسي الحكومة ولكن سيبقى دائما مدافعا عن حقوق الحريات العامة والخاصة والمطالبة بالتوزيع العادل بين الجهات ومجانية الصحة والتعليم والمحافظة على القدرة الشرائية للمواطن مذكرا أن الاتحاد الجهوي للشغل عقد في المدة الأخيرة أكثر من 14 ندوة إطارات في جل القطاعات لم يكن لها من هدف سوى مزيد النضال وتوحيد الصفوف ضد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المنظمة والاستعداد لخوض معارك عديدة أبرزها استقلالية المنظمة وفرض الحق النقابي في كل مراكز العمل والقضاء نهائيا على حالة البؤس والشقاء التي يعيشها عمال الحضائر . في كلمته توقف الأخ حسين العباسي عند المحطة النضالية التي خاضتها الشغيلة في صفاقس والمتمثلة في الإضراب العام بالجهة وذلك بتاريخ 12 جانفي 2011 والتي كانت المسمار الذي دقّ في نعش النظام البائد، ثم ذكر بالدور الريادي الذي لعبه الاتحاد العام التونسي للشغل منذ تأسيسه سنة 1946 على المستوى الوطني والاجتماعي بدء بالمطالبة ببرلمان تونسي وصولا إلى الدستور الجديد. وختم الأمين العام كلمته بالتأكيد على أن فتح المفاوضات الإجتماعية يبقى أمرا وارد إذا ازدادت الأسعار إرتفاعا وأمعنت في محق المقدرة الشرائية للعمال وبعث أيضا برسالة إلى الحكومة بأحقية المنظمة في التشاور معها في صياغة الدستور وخاصة عدم المساس بحرية العمل النقابي وضمان حق الإضراب. وعلى هامش إحياء الذكرى 67 لتأسيس الاتحاد، اتصلت الشعب ببعض الوجوه النقابية المنصف القابسي (عضو الفرع الجامعي لأساتذة التعليم العالي و البحث العلمي بصفاقس) الظرف العام يتسم بضبابية الرؤيا والإتحاد مدعو أن يوجد نوع من التوازن في هذا الظرف لأنه مستهدف في ذاته وكما أثبت منذ ما يزيد عن 66 سنة أنه القلعة الصامدة في وجه الرياح العاتية التي تستهدفه وتستهدف الشغيلة من ورائه فهو مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى على أن يكون حريصا على مكاسب العمال وعلى وحدة الطبقة العاملة في وجه كل من يستهدفها ويعاديها. الأخ مصطفى العقربي (عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالحنشة) نحتفل اليوم بذكرى تأسيس الاتحاد وننحني وفاء لأرواح الشهداء ولا بد أن يكون احتفالنا بهذه الذكرى العزيزة علينا في حجم الاتحاد للرد على المشككين في تاريخه ونضاله الوطني والنقابي من أجل البلاد وذلك بإقامة احتفالات تدوم اكثر من يوم تأثثها المحاضرات واللقاءات الشعرية والأغاني الملتزمة ومعارض تجسد نضال الاتحاد عبر محطات تاريخية هامة في البلاد.