صدقت السيدة بسمة الخلفاوي أرملة الشهيد المناضل شكري بلعيد وأفراد عائلتها الصغيرة وعدد كبير من أعضاء الجبهة الشعبية عندما قالوا إنّ عزاءهم في الشهيد غير عزاء قادة حركة النهضة وأعضائها وحلفائها من الترويكا. هذه الصدقية في الحسّ والحدس أكّدتها عديد الأحداث التي جدت مباشرة إثر سريان خبر إصابة الشهيد بالرصاص ونقله إلى إحدى المصحّات بالعاصمة ليتوفي متأثّرا بعدّة إصابات. 1 في الوقت الذي كانت ساحة منزله أين تمّ اغتياله والمصحة التي نقل إليها قبلة المئات من المواطنين إنّ لمؤازرة أرملة الشهيد أو مواساتها أو طمعًا في معايشة الحدث عن قرب في هذا الوقت لم نسجّل حلول أو وجود أي شخصية من الحكومة أو من حزب النهضة وكان أقلّها أن يحضر على الأقل السيد وزير الداخلية باعتباره المسؤول على الأمن الوطني وباعتبار أنّ الذي استهدف هو مناضل وزعيم حزب معارض وله حظوة كبيرة في المشهد السياسي بالبلاد. هذا لم يحدث ليطرح عديد التساؤلات؟ 2 إحجام شيخ حركة النهضة وأعضاء الحكومة التابعين للحركة عن سحب كلمة شهيد على الفقيد والاكتفاء بالاشارة إلى الشهيد بكلمة المرحوم وكأنّي بهم استكثروا عليه كلمة شهيد في عزّ ثورة مازالت قابلة للمزيد من الشهداء حتى تستكمل رسالتها وأهدافها. 3 فاجأنا العديد من كوادر حركة النهضة بتصريحات متناغمة ومتجانسة مفادها أنّ من اغتالوا الشهيد شكري بلعيد هم أعداء الثّورة وأعداء الديمقراطية وأعداء الحريّة فهل أراد أصحاب هذه التصريحات إيهامنا بأنّ من اغتال الشهيد جاؤوا من كوكب آخر ولا يعرفون أنّ شكري بلعيد هو صوت الحريّة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فمن يا ترى هؤلاء أعداء الديمقراطية والحرية؟ 4 في الوقت الذي كان فيه الشعب التونسي يصوّت للحريّة والديمقراطية من خلال إقامة جنازة وطنية للشّهيد واكبتها مئات الآلاف المؤلفة من المواطنات والمواطنين من مختلف أرجاء المعمورة جاؤوا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الشهيد والتأكيد على وحدة الاحساس بالمصاب تظهر في محيط المقبرة أعمال نهب وتخريب وحرق للسيارات التي وإحقاقًا للحق لو لم يتصدّ لها أعوان الأمن بكل روح من المسؤولية الوطنية التي كان رمزها الشهيد من سلك الأمن لطفي الزار لكانت الخسائر أعظم وربّما تطال الأرواح البشريّة ليبقى السؤال مطروحًا لماذا وقع ذلك ومن دفع بأولئك الشباب إلى هذه الأفعال الآثمة؟ 5 تطلّ حركة النهضة في اليوم الموالي لدفن الشهيد على الشعب التونسي بمظاهرة في شارع الحبيب بورڤيبة قالوا أنّها دفاعا عن شرعية الحكومة وشرعية المجلس التأسيسي وتناظر فيها بعض أعضاء الحركة إلى درجة الانفلات عن هيبة الحركة التي تحكم البلاد... فهل كان على الحركة أن تنظّم تلك المظاهرة في ذلك اليوم الذي مازال فيه تراب قبر الشهيد عالقًا بأيادي من سجوه في القبر... سؤال أيضا مطروح علما أنّ هذه المظاهرة لم تشهد أي مظهر من مظاهر الاخلال بالأمن العام على عكس ما تمّ يوم تشييع «جنازة الشهيد شكري بلعيد»!؟ 6 رفعت الجماهير التي حضرت هذه المظاهرة صورا للشهيد لطفي الزار وكأنْ لم يسقط من الأمنيين من قبل شهيد.. هل هي المزايدة على اغتيال الشهيد شكري بلعيد أم المتاجرة بدم الشهيد أم التأكيد على أنّ شهيد الأمن هو حتما شهيد الحركة... على كلّ الاجابة كانت واضحة من رئيس نقابات الأمن الذي قال علنا كُفُّوا عن المتاجرة بدم هذا الشّهيد.