في بادرة أولى اعتبرها عدد من المشاركين لبنة على درب تحقيق احد اهداف الشهيد شكري بلعيد الذي كان يعمل على تجسيده اياما قبل ان تنال منه ايادي الغدر الآثمة... نظم الاتحاد الجهوي للشغل بمنوبة مساء السبت الماضي ندوة دراسية حول العنف السياسي اشرف عليها الاخ مصطفى المديني الكاتب العام للاتحاد الجهوي فيما نشطها الاستاذان عميرة علية الصغير وجلال التليلي من خلال محاضرتين الاولى اهتم فيها الاستاذ عميرة بالعنف السياسي بين الحاضر والماضي فيما اهتم في المحاضرة الثانية الاستاذ التليلي بظاهرة العنف في المسار الثوريّ التونسي. تكريما لروح الشهيد في مصافحة أولى أكد الاخ مصطفى المديني ان هذه الامسية الدراسية تعد تكريما لروح الشهيد شكري بلعيد الذي قام في هذه القاعة بالذات بالعديد من المحاضرات لفائدة اطارات وكوادر الجهة سواء في ما يهم تشريع العمل أو الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال او في مجال ثقافة المقاومة تنسيبا الى التفاعل مع قضايا الوطن العربي وخاصة فلسطين والعراق وأوضح الاخ مصطفى المديني ان الشهيد لا يتردد في زيارة اصدقائه بالجهة وان آخر لقاء له مع الشهيد كان بمكتب الاخ حسين العباسي يوما قبل اغتياله ملاحظا سمة التفاؤل والانشراح التي كانت بادية على ملامحه وابرز أن الشهيد كان من العظام الذين خطب ودهم التاريخ لذلك مات جسدا ولم يمت فكرا ومبادئ وقيما ضاربة في حب الناس والبلاد والفقراء والمهمشين والمقصيين الذين سيواصلون حمل رسالته حتى يتحقق حلمه في تونس الموحدة حرة شامخة وذهب الاخ مصطفى المديني في خاتمة مصافحته للتأكيد بأن النضال بعد شكري سيتواصل لاقتلاع روافد الموت من تونس العزيزة. من بورقيبة الى بن علي الى حكومات الثورة المعارضة مستهدفة من حيث انتهى الاخ مصطفى المديني انطلق الاستاذ عميرة في محاضرة مبسطة جاءت اغلب فقراتها على شاكلة عناوين برقية أو رسائل محددة الوجهة والمسار نأتي في ما يلي على ابرزها. تزايد العنف والعنف السياسي منذ اندلاع الثورة وخاصة بعد انتخابات 23 اكتوبر 2011. العنف السياسي تجلى في عديد من المظاهر رمزية وكلامية ومادية وافساد اجتماعات والتعدي على رموز من المعارضة والنخب المثقفة والصحافيين والحقوقيين وعلى مقرات وهيئات وطنية وسياسية. الهدف هو الحد من أي نشاط سياسي مهيمن على خلفية سياسية. يستهدف كل من له علاقة سياسية باحزاب وجمعيات رأي حرة ومستقلة. العنف السياسي كان حكرا على الدولة وكلما يتدنى المستوى الاجتماعي يتغلغل العنف في المجتمع. منذ قامت الدولة التونسية سنة 1955 1956 كانت مرفوقة بالعنف. الحزب الحرّ الدستوري كان يمارس العنف ضد خصومه السياسيين (الصراع اليوسفي البورقيبي) الذي انتهى باغتيال صالح بن يوسف الى جانب عدة وجوه اخرى مثل بن اسماعيل العيوني وعلي بن عمار (صحافي من جريدة الصباح) المختار عطية علي بن خذر. ايضا من الجانب البورقيبي اكثر من 20 اغتيال يذكر من بينهم الحسين بوزيان. لجان الرعاية التابعة للحزب الحر مارست العنف السياسي ضد المعارضين الى حد الموت. تواصل العنف السياسي طيلة حكم بورقيبة (مؤامرة الأزهر الشريطي). العنف ضد الاتحاد العام التونسي للشغل. كان تعامل بورقيبة مع المعارضة يقوم دائما على العنف السياسي كما الشأن في عهد بن علي. المصدر واحد والمسؤول غير معلوم وقدر الاستاذ عميرة في تحليله للظاهرة ان العنف السياسي يعتبر الى حد كبير جزءا من الثقافة المجتمعية ببلادنا وان ضعف الدولة خاصة منذ ثورة 17 ديسمبر 2010 شرع للعنف السياسي بعدما لاحت قوى سياسية وثقافية وفكرية واجتماعية معبرة عن نفسها في زخم منسوب الحرية والتعبير لكن السمة الملحوظة هو ان العنف مصدره دائما هو نفسه وبعلاقة بالسلطة واستدل الاستاذ في ذلك بما عرف بإمارة سجنان وكلية منوبة والاعتداء على التلفزة الوطنية وأحداث 9 افريل والعبدلية والسفارة الامريكية وقتل لطفي نقض وأحداث سليانة وأحداث ساحة محمد علي يوم 4 ديسمبر وغير ذلك الى حدود اغتيال الشهيد شكري بلعيد. وأضاف الاستاذ متسائلا من المسؤول عن هذا العنف وكيف يمكن اجتثاثه. هذا ما كان أراد البحث فيه الشهيد شكري بلعيد بإعلانه تنظيم مؤتمر وطني حول العنف السياسي. قلب الموازين والنتيجة الانتقام من جهته أبرز الاستاذ التليلي ان المسار الثوري بتونس كان مصحوبا بالعنف السياسي وان الدولة هي مصدره حيث تمارسه ضد السياسيين المختلفين معها رأيا وفكرا وممارسة لكن مسار العنف السياسي في تونس يعد الاقل مقارنة بما يجري في تجارب ثورية اخرى وربما من ابرز دوافعه التردي الاقتصادي والاجتماعي متمظهرا في الاعتصامات والاضرابات والاحتجاجات التي تجد في عدم التنظيم والتأطير تبريرا للعنف. وأوضح الاستاذ ان اهم مصادر العنف هي المساجد والمؤسسات الحزبية والتيارات السلفية وخطابات التكفير ويصبح العنف آلة ايديولوجية وسياسية تتخذ من المرحلة الانتقالية مبررا وان لا يقبل الحاكم تحت ذريعة الشرعية بتغيير ساساته وبالتالي يغلف هذا العنف بحماية أمنية وقضائية وهذا ما ساعد على بروز العصابات السياسية (الصعلكة السياسية السلفية روابط حماية الثورة وهناك تقاسم للأدوار من خلال مؤسسات حزبية. وانتهى الاستاذ في صفوة بتويب ظاهرة العنف السياسي هو انه عامل فاعل في تغيير موازين القوى والمواقف وبالتالي فهو مرحلة للانتقام.