سألني أحدهم إن كنت أتصور رئيسة الجمهورية إمرأة ، وأنه شخصياً يحبذ ذلك، لم يكن لدي جواباً، لأن السؤال وجوابه هما إعتباراً أن المرأة مختلفة المهام عن الرجل، ورغم كل ما يقال عن المساواة والمناصفة يبقى السؤال هل المرأة قادرة أن تكون...؟ ودائماً بالنسبة للرجل، ما المانع أن يكون النساء رؤساء لجمهورياتنا؟ ربما يكن كسيدات أقل عنفاً من الرجال، من الثابت أنه لن يكون هناك بوليس سياسي ولا بوليس أمن الدولة، ستُغلق المعتقلات، وتَقل حِدة العنف والإرهاب المُسيطر، والعمليات الإرهابية التي يتهمنا العالم الخارجي أننا نصدرها إلى أنحاء العالم أجمع متمثلاً في شخصيات «ذكورية «... ربما يكون وجود نساء على كراسي الحكم لعشرات السنين القادمة حلاً للتخلف الفكري والعلمي الموجود في بلادنا العربية، وتقليلاً من اعتقال المفكرين رجالاً ونساءً وتكفيرهم، أو طرد رجال العلم ومحاربتهم بشتى الطرق... ربما تختفي قوانين وصمة العار على جبين عالمنا العربي مثل قانون الطوارئ أو الاعتقالات العشوائية أو غيرها من مسميات منع الفكر... ربما تكون للمحاكم الطبيعية هيبة وقيمة أفضل في ظل منظومة شريفة للقضاء المدني المُغتصبة هيبته. ربما عند تولي نساء سدة الحكم، سترجع للقضاء هيبته وكرامته المسروقة بعدم إشرافه على الانتخابات مثلاً. ربما إذا تولت النساء الحكم سمحن أن يكون في القضاء سيدات في جميع مجالات التقاضي، وسمحن بألا تتهم النساء بأنهن غير قادرات على الفصل في القضايا لنقص عقولهن وإرجاع هذا إلى أحاديث يسمونها مقدسة ولم تنطق عن الهوى بل هي وحي إلهي يوحى إلى قائله. إن القُضاة حالياً معظمهم يشعر بانعدام القيمة نتيجة القوانين المشوهة العرجاء، وكذلك الشعب يشعر تجاه القضاء بعدم القيمة نتيجة السنوات الطويلة المملة في أروقة المحاكم، وفقدانه للحقوق الطبيعية في ظل قانون الفوضى المتحكم في كل مناحي الحياة. إن وجود الرِشوة والواسطة والمحسوبية وانتشارها هو أحد مظاهر قانون الفوضى الذي يحكم بلادنا.. وجود سيدة رئيسة ربما يُغير القوانين المشوهة والإجراءات الإرهابية التي تتعامل مع شهادة النساء في القضايا والمحاكم، كنصف شهادة الرجل. وترث النساء نصف ما يرث الرجال حتى لو كُن هن المُعيلات. ربما إذا جلست سيدة على كرسي الحكم غيرت من هذه القوانين التي لا تتناسب مع مُتطلبات العصر ونظرة العالم المتقدم للنساء. وقضايا الشرف العائلي التي يَقتل فيها الرجل زوجته شكاً في سلوكها ويَخرج من تهمة القتل العمد بأقل حُكم ممكن لسيطرة الفكر الذكوري على عقلية الرجل العربي الذي يتعامل مع السيدة على أنها أقل عقلاً وديناً. والخطاب الديني المتنامي الذي يُرجع السبب الرئيسي في انتشار الفساد الأخلاقي في مجتمع الرجال إلى النساء. ربما يزداد الطلب على أدوات التجميل، ويرتفع مستوى الجمال الحقيقي في عالمنا بدلاً من مظاهر التبجح الذكوري المنتشر في كل مكان، فتقل مثلاً القذارة في كل شوارعنا، ويقل عدد السيدات والفتيات الصغيرات المنقبات خوفاً من الفكر الذكوري الذي يُفسر النصوص الدينية كما يشاء الرجل... ربما مع وجود سيدة رئيسة يزداد الهواء نقاءً، ويقل تلوث المياه. وتختفي العوادم المنبعثة من السيارات والمصانع الوهمية، وتزداد الحدائق النظيفة المثمرة الخضراء... ربما مع وجود نساء رئيسات لجمهورياتنا ستجتمع الجامعة العربية بممثلات نساء يدرسن القضايا العربية بتفكير نسووي ليصلن إلى حلول بعيدة عن جامعة هي إطار بلا صورة ولا أمل أن يندثر، ربما لو كانت الرئيسات نساء لأخذت الدول العظمى بعين الإعتبار رئاساتنا، فالمرأة سخية كريمة، لكن إذا غضبت لا تهادن ولا تسامح،وثمة نكتة قديمة عن دافيد بن غوريون، كان يقول أن غولدا ماير هي الرجل الوحيد في الحكومة، ثم كان نفس الحكم عن أنديرا غاندي، ومارغريت تاتشر التي غضبت عندما سمعت هذا التعليق، وقالت أنه يقوم على فكرة خاطئة من أن الرجل أقوى، ربما كان ذلك جسدياً فهو أكبر حجماً وأشد عضلات، لكن طبيباً في إنكلترا أكد أن هناك نوع من الهرمونات تفرز عند الرجل نزعات القتال والمقاومة، ونفس الهرمونات تفرز عند المرأة العناد والإصرار، فماذا تحتاج الرئاسة؟ العناد والإصرار، أم القتال والمقاومة؟ ورغم كل ما يقال عن حرية المرأة وتساويها مع الرجل ،ذكرالاتحاد البرلماني الدولي في دراسة مسحية أن تسعة نساء فقط هن رئيسات دول خلال العام الجاري بين 151 زعيما منتخبا في العالم. وكان عدد الرئيسات قبل خمس سنوات ثماني رئيسات لكنه تقلص من تسعة إلى ثمانية عندما خرجت رئيسة شيلى ميشيل باشيليه من الحكم بانتهاء فترة ولايتها ليخلفها في المنصب رجلاً والثماني دول التى ترأسها نساء هي الارجنتين وفنلندا وأيرلندا والهند وليبيريا وليتوانيا والفلبين وسويسرا حظ المرأة في برلمانات العالم أفضل قليلا.وكانت الاممالمتحدة طالبت بتخصيص 30 % من المقاعد للنساء فى المجالس التشريعية.في عام 1995 وصلت 7 دول فقط لهذه النسبة المستهدفة. تونس التي قررت المناصفة والتي تتميز فيها حقوق المرأة على جل البلدان عربية كانت أم أجنبية، هل ستتمكن أن تحقق قراراتها، المشهد المرسوم اليوم لا يدل أو يبشر لا بمناصفة ولا بأقل، حضور المرأة في القائمات ضئيل وضئيل جداً. الرجل المتوج يعرف أن المرأة أقوى من دون أن يقرأ أبحاثاً جينية أو تقارير دولية، يكفي أن يحاول أن يقنع زوجته ولو لمرة أن تتركه يكمل كلامه.