قال الاخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد ان المنظمة الشغيلة صامدة امام أعدائها بقوة مبادئ رواد التأسيس ومنهم الزعيم الراحل الحبيب عاشور الذي نستلهم ونستخلص منه العبر والدروس الجوهرية للدفاع عن استقلالية الاتحاد العام التونسي للشغل والدفاع عن مكاسب الشعب التونسي واستكمال مهام الثورة لازدهار بلادنا وتقدّمها واضاف ان معركة الاستقلالية هي معركة دائمة ومتواصلة الى ايامنا هذه. كان ذلك خلال حفل احياء مائوية الزعيم الراحل الحبيب عاشور يوم الاربعاء 13 مارس الجاري بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة و التي تزامنت مع الذكرى 14 لوفاته . محطات تاريخية ودروس جوهرية الاخ حسين العباسي وضمن كلمته التي القاها استعرض مختلف المراحل التاريخية والمحطات النضالية للزعيم الحبيب عاشور التي دافع خلالها عن استقلالية القرار النقابي والتحرر الوطني منذ 1947 ضد المستعمر الفرنسي وصولا الى بداية الصراعات مع السلطة القائمة الجديدة بزعامة بورقيبة، السلطة التي ما انفكت تحاول تدجين المنظمة الشغيلة والسيطرة عليها من الداخل او من الخارج. ومن هنا بدأت المحطات المضيئة لعاشور الذي اختار الطريق الصعبة والوعرة ودافع عن القرار النقابي النابع من الهياكل وفتح بذلك نافذة للصراع مع السلطة تلقى بسببها هو ورفاقه ويلات التعذيب والسجون والايقافات والمحاكمات الجائرة وكانت ازمة 1978 المناسبة التي تكثّفت فيها غطرسة السلطة على الاتحاد والتي وصل مداها الى القتل والاغتيالات، وبعد خروج النقابيين من السجن وانعقاد مؤتمر قفصة وعودة عاشور الى حضيرة الاتحاد عادت السلطة الى محاولاتها القديمة للسيطرة على المنظمة وتمرير برنامج اقتصادي اجتماعي لا شعبي وبدأت أزمة 85، ومرة اخرى يكون عاشور هو الرأس المطلوبة دائما... تمسّك بالاستقلالية والنضالية وعرّج الاخ حسين العباسي على فصل آخر من تاريخ الاتحاد بعد عاشور، حيث وجدت المنظمة نفسها سنة 1988 امام منوال اقتصادي نيوليبرالي لا شعبي مباشرة اثر انقلاب بن علي على السلطة في 87، ودخلت المنظمة مع مؤتمر سوسة في مسار تابع للسلطة عبر امين عامها الجديد اسماعيل السحباني الذي بارك خيارات السلطة الجديدة وتوجهاتها اللاديمقراطية واللاشعبية وقدّم ضروب الولاء والطاعة لبن علي وصمت امام انتهاكات حقوق الانسان وضرب الحركة الديمقراطية التونسية. وهو نفسه الذي بعث بعد الثورة منظمة موازية ب «نقابيين» رفضتهم ولفظتهم القاعدة العمالية حتى تمّ جلبه الان الى ما يسمى اتحاد العمال العرب المتكون من منظمات نقابية تابعة لحكوماتها واخذت مواقف ضد الثورات العربية التي اندلعت واشار الامين العام الى ان الاتحاد رفض الانخراط في مثل هذه التوجهات وهو يساند اي مبادرة عربية تتضمن توحيد جهود المنظمات النقابية العربية المناضلة والديمقراطية والتقدمية وتدعم المهام الثورية للشعوب العربية في الحرية والانعتاق الاجتماعي. الاخ الامين العام دعا في نهاية كلمته الى مزيد الوحدة والتوحّد وحماية الاتحاد العام التونسي للشغل من المتربصين به من داخل ومن خارج والتنبّه للاختراقات والوفاء لارواح الشهداء ورواد التأسيس والاستلهام من نضالات عاشور في الدفاع عن استقلالية المنظمة وديمقراطيتها ونضاليتها. برنامج الاحتفالات الحفل انتظم بالتنسيق بين الاتحاد الجهوي للشغل بتونس وقسم التكوين النقابي وضمّ معرضا للصور ومداخلة للمؤرّخ عبد السلام بن حميدة حول حياة عاشور ومحطاته النضالية انطلاقا من معركة التحرر الوطني الى حدود مماته، كما حضره لفيف من النقابيين القدماء من الرعيل الاول الذين عاشروا وناضلوا رفقة الزعيم. ثم انتقل النقابيون يوم الخميس الى جهة قرقنة مسقط رأس الراحل لمشاركة الاهالي والنقابيين احتفالاتهم بهذه الذكرى.