بعد الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة وعلى امتداد يوم 10 مارس الجاري وفي اطار اللقاءات التحضيرية لانجاح فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي الذي سينعقد أواخر مارس الجاري... انتظمت تظاهرة مهمة تحت عنوان «جسور الكرامة» أشرف عليها وأطرها المنتدى الاجتماعي المحلي ب وذلك بالمعهد العالي للفنون الجميلة بمشاركة تنسيقية المجتمع المدني التي تضمّ 21 جمعية تعنى جميعها بالشأن الاجتماعي العام (ثقافة وتنمية وحقوق) حيث سجلت مساهمات مهمة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية وشبكة دستورنا والنساء الديمقراطيات والاتحاد العام التونسي للشغل ومنتدى المواطنة والحكامة من اجل ديمقراطية تشاركية فضلا عن مساهمات اخرى كإتحاد اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل وجمعية الكرامة للمرأة ومنتدى 14 جانفي للمرأة وجمعية عتيد وجمعية قاوم وجمعية احباء الكتاب وجمعية ميثاق المدينة والجمعية التونسية للشفافية المالية وجمعية السينمائيين، ومثلما حضن المنتدى هؤلاء فانهم كانوا الحاضن المهم لأهم شريحتين شاركتا في الحضور والاثراء وهما المرأة والشباب «نقش» ونقاش أما عن النقش فذاك ما وصفت به مداخلات المحاضرين وهم السيدة يسرى فراوس والاساتذة عميرة الصغير وسالم العياري وحسن الرحيلي ، وأما النقاش فقد أمن دسامته المشاركون المذكورون اعلاه خاصة خلال جلستي الافتتاح والاختتام وكذلك اثناء الورشات الثلاث التي كانت أولاها حول المساواة بين الجنسين وهو عنوان مداخلة للأستاذة والناشطة يسرى فراوس المنسقة العامة عهد تونس للحقوق والحريات، وأما الثانية فكانت حول العنف السياسي بحضور الاستاذة سعاد موسى في حين خصصت الورشة الثالثة للتشغيل وتخللتها مداخلتان للسيدين سالم العياري المنسق العام لاتحاد اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل تحت عنوان «واقع البطالة بعد 14 جانفي» وحسن الرحيلي بمداخلة بعنوان «البطالة من الظاهرة الى المعضلة». توصيات خاصة هذه الورشات كانت محور نقاش عميق ومستفيض على امتداد ثلاث ساعات أثراه الحضور بملاحظات قيمة وأفكار مهمة ضمنت في توصيات المنتدى على النحو التالي: (1) ورشة التشغيل : أوصت بالنظرز بكل جدية في التشريعات القانونية (مجلة الشغل) واصلاح المنظومة التربوية في كل مستوياتها والدعوة لبعث صندوق وطني للبطالة وتنظيم حوار وطني حول التشغيل. (2) ورشة المساواة : أكدت خلالها الاستاذة يسرى فراوس على ضرورة التنصيص في الدستور على كونية حقوق الانسان المترابطة والمتشابكة وعلى اعتبار عهد تونس للحقوق والحريات مرجعا وهو ما اعتبر أحد أهم التوصيات الى جانب ما ذهبت اليه السيدة يسرى من تجديد الدعوة لوضع التحفظ على اتفاقية «سِيداوْ» «CEDAW» (اتفاقية مناهضة كل اشكال التمييز ضد المرأة). (3) ورشة العنف السياسي : شددت توصياتها بالاساس على ضرورة تحييد المساجد عن العمل الحزبي والسياسي وتجريم التكفير ومراجعة آليات القضاء للحفاظ على استقلاليته ونزاهته الى جانب الدعوة المحلة لحل كل الجمعيات والتنظيمات المشبوهة التي تجنح الى العنف بل التي ثبت جنوحها واجرامها وتضمين ذلك في دستور مدني ديمقراطي اجتماعي من شأنه توفير الحاضنة لادارة التنافس الديمقراطي. توصيات عامة وهي تلك التي تم التطرق اليها في الورشات الثلاث وتعلقت ابرزها بالتشديد على ضرورة حضور واثراء أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي الذي سينعقد أواخر مارس بتونس والذي ينتظر ان يشارك فيه عشرات الآلاف من نشطاء المجتمع المدني في العالم... كذلك خلصت الورشات الثلاث الى توصيتين وتتعلقان بتغيير منوال التنمية بعد فشل المنوال السابق والذي مازال يلقي بظلاله عامان بعد الثورة وضرورة ارساء منظومة احصائية مستقلة للاحاطة بكل مناحي الحياة وتوفير المعلومة الموضوعية والدقيقة على كل المستويات الثقافي منها والاقتصادي والاجتماعي وطنيا ومحليا وجهويا. نضال وصبر ذاك ما جبل عليه حقوقيو ومناضلوها ومن يبنهم السيدان جمال مسلم رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ب والسيد الهادي محمود منسق فرع منظمة العفو الدولية ومسؤول تنسيقية المجتمع المدني ب. هذا الثنائي الى جانب رفقائهم مصرّين على الدفع بالمنظومة الحقوقية الى مزيد النجاح مع مزيد من التحمل والصبر على ظروف تذكر في بعض مفرداتها بأيام الجمر المتجهة الى العودة الى الديار من جديد!