سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
النقابيون بصوت واحد لنتّحد ضدّ المدّ النيو ليبرالي المتوحّش في الندوة التحضيريّة للتنسيق بين النقابات العالميّة المشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي :
حرصا منه على إنجاح فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي نظّم الاتحاد العام التونسي للشغل بالاشتراك مع مؤسسة «فريديريك إيبرت» والاتحاد الأورروبي يوم الاثنين 25 مارس 2013 بنزل الماجستيك بالعاصمة ندوة تحضيريّة للتنسيق بين النقابات المشاركة في المنتدى، الندوة استمرت أشغالها طيلة يوم كامل واشرف عليها الأخ الأمين العام حسين العبّاسي والأخوان قاسم عفيّة وسمير الشفّي ونشّطها الأخوان مصطفى بن أحمد ولسعد اليعقوبي ممثلا الاتحاد في تنسيقيّة المنتدى وتضمنت عديد المداخلات والفقرات الحواريّة انتهت إلى صياغة ما سمي بإعلان تونس النقابي الذي كلّف الاتحاد العام التونسي للشغل بصياغة مشروعه النهائي وعرضه على لجنة نقابيّة تكونت من ممثلين عن مجموعة من النقابات العالميّة ومن المنتظر إصداره يوم 30 مارس 2013 الذي يتزامن مع ذكرى يوم الأرض واختتام فعاليات المنتدى. الأخ الأمين العام: لنحشد التضامن ضدّ أعداء الحريّة وقوى الاستغلال ودعاة التطرّف وإلغاء الرأي الآخر افتتح الأخ الأمين العام حسين العبّاسي الندوة بالترحيب بكل النقابات المشاركة في المنتدى مؤكدا أن تونس تعتبر ملهمة الجماهير العربيّة ورائدة الربيع العربي يشرفها أن تم اختيارها لاحتضان المنتدى الاجتماعي العالمي في دورته الحاليّة احتراما وتقديرا لشعبها ولثورتها، ثورة الحريّة والكرامة والعدالة الاجتماعية (انظر نصّها كاملا في هذا العدد). الأخ لسعد اليعقوبي: المجهودات اللوجستيّة لا تنتهي وعملنا سيتواصل حتّى نهاية المنتدى خلال الندوة قدّم الأخ لسعد اليعقوبي المكلّف باللوجستيك بسطة حول استعدادات لجنة اللوجستيك للمنتدى واستعرض مجمل التحضيرات لاستقبال الوفود المشاركة على مستوى السكن والتنقّل والمأكل. حيث أكّد انّه ورغم الإمكانيات المتواضعة - أمام حجم المشاركة المقدرة بحسب التسجيل المبدئي على الانترنيت 30 ألف مشارك ومن المتوقع أن تبلغ أكثر من 70 ألف مشارك، من ضمنها أكثر من 200 منظمة نقابيّة - فإن لجنة اللوجستيك أعدت ما يمكن إعداده وأكّد أن العمل سيتواصل حتّى نهاية المنتدى بنفس الوتيرة. وبيّن أنّه تمّ توفير أكثر من 10 آلاف سرير في المعاهد والمبيتات الجامعيّة، وخطي نقل اضافيين، إضافة إلى الثلاثة خطوط العاديّة خطا المترو 3و5 وخط الحافلة 38، كما تمّ تهيئة محطتي نقل إضافيّة لتسهيل عمليّة تنقّل المشاركين ذهابا وإيابا من وإلى موقع المنتدى ربطا بوسط العاصمة حيث ستقام عديد الأنشطة الثقافيّة. كما تمّ توفير قرابة 40 ألف وجبة أكل يوميّة في موقع المنتدى. على المستوى الأمني أكد الأخ اليعقوبي أنّه تم التنسيق مع وزارة الداخليّة ووزارة الدفاع اللّتين أكدتا استعدادهما لتأمين المنتدى بالكامل سواء على مستوى الموقع أو أماكن الإقامة وأثناء التنقّل وكذلك تامين كل التظاهرات التي ستحتضنها عديد الفضاءات بالعاصمة. وأبرز أن لجنة التنظيم التي حرصت على تجنيد 500 عضو ستحرص على تأمين فضاء المنتدى من الداخل. العائلة النقابيّة العالميّة تشخّص واقع العمل النقابي في ظلّ الهجمة النيوليبراليّة الحصّة المسائيّة التي عقبت الافتتاح شهدت ورشة حواريّة قدّمت خلالها النقابات المشاركة جملة من التصورات والمقترحات لتعزيز المشاركة النقابيّة في المنتدى وبلغت التدخلات أكثر من 50 تدخلا عكست عمق المشاغل النقابية والهواجس المتعلقة بواقع العمل النقابي. .من شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ومن دول المركز الرأسمالي إلى دول الأطراف تعددت التدخلات وتشعبت القضايا ولكنّها عكست فيما عكسته عمق الروابط النقابيّة ووحدة النضال العمالي ضد رأس المال المحلي والمعولم وارتباط مصير الشغيلة بعضهما ببعض، من جنوب وشمال إفريقيا ومن آسيا ومن أمريكا اللاتينيّة إلى شمال القارة الأمريكية ومن جنوب أوروبا إلى شمالها، تكلّموا بنفس الهواجس رغم اختلاف اللغات واللهجات ليجسّدوا وحدة الانتماء الطبقي رغم الاختلافات الثقافيّة. النقابيون تحدّثوا عن حريّة العمل النقابي وحق التنظّم العمالي بوصفه الشرط الأول والضروري لوجود النقابات فعبرت عديد النقابات عن تراجع هذا الحقّ أمام تحالف المصالح بين الحكومات والرأسماليين لتكميم أفواه العمّال ومنعهم من المطالبة بحقوقهم وخاصة في دول الجنوب العالم ثالثيّة التي مازال يكافح فيها العمّال من اجل الحق في التنقّب في ظلّ غياب الحريات والديمقراطيّة. أمّا اخوانهم في أوروبا فتحدثوا عن الأزمة الاقتصاديّة العالميّة ونزوع الحكومات المتعاظم نحو اتباع سياسات تقشّف على حساب الحقوق العمّالية وما تسببه من ارتفاع في الأسعار وضغط على القدرة الشرائيّة وتراجع في الخدمات الاجتماعية للقطاع العام واستنزاف للمدخرات وأموال التقاعد. النقابات الأمريكية اللاتينية ذكرت بمبادئ المنتدى الأول الذي احتضنته «بورت آلي غرو» ودعا ممثل البرازيل إلى الخروج بالمنتدى من نزعته الإقليميّة المطلبيّة والمرور إلى خوض معركة فرض هذه المطالب الملحة والمصيرية التي يتوقف عليها مستقبل البشريّة وطالب بالتأكيد على مبدأ التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة ووقف استنزاف الطبيعة وما يتسبّب فيه ذلك من اختلال في المناخ وتعاظم الكوارث الطبيعيّة المهددة لاستمرار العيش في الأرض. كما عبرت ممثلة البيرو عن تعاظم نفوذ الشركات متعددة الجنسيات في الدول النامية وعملها على احتكار التنمية لصالحها على حساب العمال الذين تستغلهم بأبشع الأساليب، وتستنزف مواردهم الطبيعيّة وأطلقت صرختها في النقابات « لا شيء يمكن أن يفرقنا بل كل شيء يجب ان يجمعنا». نقابيو «الكيباك» قدموا مشرحة عن واقع عمّال المعادن وما يتعرضون له من استغلال وهجمات قويّة من رأس المال المتنفذ بمساعدة من الحكومة الكنديّة التي تخنق حريّة النقابات وتعمل على التضييق على العمال لمنعهم من التنقّب. النقابات العربيّة عبرت عن الواقع الذي يعيشه العمل النقابي في ظلّ ما يسمى بثورات الربيع العربي وصعود حكومات إسلامية تعادي العمل النقابي، ولم تخف هواجسها من استفحال ظاهرة التهرّب الحكومي من واجباتها الاجتماعيّة تجاه العمال والمواطنين من خلال التفويت في القطاع العام لصالح الخواص وخاصة ما يتعلّق بالمرافق الضرورية والخدمات العامة كالصحّة والتعليم. وعبّر ممثل النقابات الفلسطينيّة عن المأساة المضاعفة التي يعيشها العمال الفلسطينيون في ظل حالة الاستعمار الصهيوني الغاشم الذي يستلب الأرض والموارد الطبيعية وينكل بالمواطنين والعمال عبر المعابر، هذا بالإضافة إلى الاستغلال الداخلي من طرف الرأسمال المحلّي الذي يسعى إلى استثمار الفرص على حساب الوطن والعمال. مقترحات الاتحاد من أجل عالم أفضل الأخ الصادق بن حسين قدّم في مداخلته أهم المحاور التي يقترحها الاتحاد العام التونسي للشغل من اجل عالم أفضل يوفر الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية في تونس والتي اشتملت على الحوار الوطني ونبذ العنف خاصة في مرحلة الانتقال الديمقراطي ودسترة الحقوق النقابيّة، والاهتمام بالصحّة والهجرة وطالبي اللجوء والتعليم والمرأة، وأكد على المكانة التي يوليها الاتحاد للاقتصاد الاجتماعي في تجسيد العدالة الاجتماعية وضمان التنمية المستدامة التي تحترم البيئة وحق المواطن في محيط نقي، والسعي إلى الاهتمام بموضوع الحوكمة ومقاومة الفساد. وأشار إلى الظروف المهينة اللابشريّة التي يعيشها عمّال مراكز النداء وخاصة في مؤسسة «تيلي بارفارمانس» وخاصة السعي إلى ضرب الحقّ النقابي. وأشار إلى أنّ المطلوب من النقابيين في هذا المنتدى التركيز على بعض المسائل الضروريّة تكون عبارة عن رسالة قويّة من المنظمات النقابيّة لدعم بلدان الربيع العربي. الاتحاد يكرّم بصياغة مشروع بيان إعلان تونس للمنتدى الاجتماعي والاقتصادي في ختام الندوة قدّم الأخ مصطفى بن أحمد أهمّ النقاط التي تم التطرق إليها ودعا إلى ضرورة إجمالها في بيان ختامي يتضمنها وينصّص عليها يكون بمثابة التوصيات النقابية أو البرنامج الذي ستعكف النقابات العالميّة على تفعيله من داخل المنتدى من اجل توحيد وجهات النظر حوله مع حركات أخرى تهتم بالشفافيّة وحقوق الإنسان وبالحقوق النسائيّة والشبابيّة، ودعا إلى مدّ الجسور والمعابر بين الحركات الاجتماعية لتوحيد الجهود ومواجهة المؤسسات الماليّة العالميّة. واقترح تشكيل لجنة لصياغة البيان الختامي يمثّل إعلان تونس للمنتدى الاجتماعي والاقتصادي. وبعد التشاور بين النقابيين تم الاتفاق على تكريم الاتحاد العام التونسي للشغل بكتابة هذا البيان وعرضه على بقيّة النقابات يوم 28 مارس 2013 ليتمّ إصداره في نسخته النهائيّة في مؤتمر صحافي يوم الاختتام. تنويه رغم استمرار توافد ممثلي النقابات العالميّة طيلة يوم 25 مارس على تونس فإنّ لجنة التنظيم بالاتحاد كانت حاضرة لاستقبالهم في المطار وتحويلهم إلى نزل الماجستيك لمواكبة الندوة وكانت سيارات الاتحاد ومناضلوه على ذمّة الضيوف وهو ما لقى ارتياحا من قبلهم وتنويه بالمجهودات التي يبذلها لإنجاح المنتدى.