قال رجل الأعمال فتحي دمق الموقوف على ذمّة التحقيق في قضيّة تكوين عصابة والتآمر، أمام قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر بالمحكمة الابتدائية بتونس، إنه كان على صلة برئيس المركز الاسلامي بباريس كمال العيفي المقيم بفرنسا، الذي وعده بمساعدته على تسوية مشاكل عقارية، اعترضته منذ عهد بن علي، بسبب رغبة بلحسن الطرابلسي مشاركته في مشروع، وحسب تصريحات فتحي دمق أمام قاضي التحقيق، فانّ كمال العيفي كان وسيطا بينه وبين شخصين، هما بلحسن النقاش، رئيس دائرة بالمدينة الجديدة، وعلي الفرشيشي، أحد المرافقين للنقاش. وقد تمّ تكوين شركة بين بلحسن النقاش وعلي الفرشيشي، وابن رجل الأعمال واسمه الصادق دمق، وحسب تصريحات فتحي دمق فان النقاش والفرشيشي أبلغاه بأنهما من رابطات حماية الثورة وأنهما يسعيان لتصفية أشخاص من بينهم الشهيد شكري بلعيد وشخصيات أخرى سياسية وحقوقية واعلامية، وقال إنهما كانا يسعيان لاستدراجه من أجل تمويل « مشروع» الاغتيالات، مصنفين اياهم ضمن قائمة الأعداء، حسب تصريحاته. وقال إنه كان يجاريهما، لمعرفة البرنامج الذي يعتزمان تنفيذه، لذلك جهّز مكتبه بكاميرات تسجيل سرية، وفعلا تمكن من التحدث إليهما، واستدراجهما وسجّل أقوالهما في العديد من المناسبات، وحسب أقواله فلقد اقتصرت التسجيلات على معلومات تتضمن مخطط اغتيال شكري بلعيد، وعدّة أشخاص آخرين. وقال إن تلك التسجيلات اندثرت بسبب اصابة جهازه بفيروس الكتروني، بالاضافة الى أنه دوّن وحفظ تلك التسجيلات بجهاز هاتفه الجوال الذي كان مرتبطا بكاميراهات المراقبة، ولكن فقده بعد أن سُرِقَ منه، وقال فتحي دمق أيضا إن بلحسن النقاش وعلي الفرشيشي، تمكنا هما أيضا من تسجيل حوارات أداراها معه، دون أن يتفطّن اليهما، وقد تضمّنت تلك الحوارات مشاريع اغتيالات لشخصيات سياسية واعلامية وحقوقية ورجال أعمال، واضاف بأنه كان يسايرهما لمعرفة مخطّطهما، وكانت نيته متجهة الى اعلام النيابة العمومية عن المخطط الاجرامي، حسب أقواله. ولكنه تراجع عن الشكوى خوفا على عائلته وعلى مصالحه الشخصية، وقال إنه فوجئ بعد ذلك في شهر ديسمبر 2013 بتقدّم النقاش والفرشيشي بشكاية ضدّه، واتهامه بالتخطيط لارتكاب جرائم اغتيالات، وقال ان المشروع الاجرامي كان يتمثل في تكوين جهاز أمني موازٍ للجهاز الرسمي، وانتداب اشخاص لتلقي تدريبات على القتال، وكان من المبرمج أن يتولّى فتحي دمق تمويلهم، وقال إن للشخصين المذكورين ارتباطات برئيس حركة النهضة، ولهما علاقات بأشخاص يعملون بوزارة العدل، وأضاف لدى قاضي التحقيق، بأنه يوجّه شكوكه، الى بلحسن النقاش، باعتباره صرّح أمامه بأنه ينوي اغتيال شكري بلعيد، وقال في نهاية تصريحاته إنه لا يتصوّر أن يكون كل من راشد الغنوشي ونور الدين البحيري وعلي العريض على علم بالمشروع الاجرامي الذي كان يخطط له كل من بلحسن النقاش وعلي الفرشيشي، على حدّ قوله..