قد لا أكون قادرا على رصد كلّ مر أمامي من فواجع تبدو بعيدة عن المبهم بما تحمله من صور تخلخل جدليّة صورة الشاعر والوفاء للصورة بما تكتنزه من روح الإدهاش. قد لا أكون قادرًا أيضا على تحديد جهات الكون الأربع بما في الكون من جُمل متطاولة جدّ الإفصاح. قد لا أكون قادرا على ابراز صورة الطوفان الأسود وخصخصة الانتماء إلى الوطن في زحمة الانسان الميكانيكي لكن بشهيّة العشّاق واكبت جريدة «الشعب» الذكرى الثانية عشرة لاغتيال أهم الأصوات الصدّاحة وفحل من فحول القول بلقاسم اليعقوبي التي دارت فعالياتها بدار الثقافة ابن رشيق يوم الجمعة 7 جوان 2013 بالتعاون بين جمعية أصدقاء الشاعر وقسم التكوين والتثقيف العمّالي للاتحاد العام التونسي للشغل. الندوة ترأسها الشاعر صديق بلقاسم اللدود آدم فتحي وحين يتعلق الأمر بمبدع في حجم الفتى الأسمر والعلاقة بين النضال بالساعد والنضال بالكلمة يكون الاتحاد العام التونسي للشغل في الموعد ممثّلا في الأمين العام المساعد المسؤول عن الاعلام والنشر سامي الطاهري بخجل أبناء الريف وصلابة النقابي المثقف يبرز دور الاتحاد في الاحتفاء بالمبدعين أحياء وأمواتًا، نشرا ودعما مذكّرا بالملتقى الوطني للشاعر عبد الحفيظ المختومي وذكرى الشاعر المناضل الطاهر الهمامي واحتضان الاتحاد لعديد المبدعين من خلال تأطير عديد النقابات الفنية النوعية. المداخلة الأولى للأستاذ علي سعيدان حيث تطرّق للقول الاحتجاجي في المسيرة الابداعية لبلڤاسم اليعقوبي في قراءة تفكيكيّة وأوجه الالتقاء بين الشاعر بلقاسم اليعقوبي والشاعرين عبد الرحمان الكافي والمولدي زليلة (عم خميس) مبرزا خصائص الثلاثي وخاصّة القول الوجداني والهجائي وشعر الانكسار معرجا على غياب التدوين لأهم النصوص للشعراء الشعبيين. المداخلة الثانية للأستاذ سنان العزابي الذي ارتأى الدخول في جدليّة الوفاء قيمةً إبداعيّةً للإنسانية، المبدع الانسان واشتقاقات الدلالات في تثبيت القيم وخاصّة لقيم الثّورة عند شاعر الثّورة الثّائر قولا وسلوكا. المداخلة الثالثة للفنّان رفيق درب الشاعر نبراس شمام جاءت مشبعة بطاقة بالغة مبرزًا الجوانب المخفية في العلاقة بينهما بين الفنّان والشاعر كفعل استدلالي مرجعا دون نسيان الذات الاجتماعية ووجع الزمكان ثمّ تداول على المصدح الدكتور عبد الله بن سعد والناصر الرديسي والمناضل فتحي الدبك لتقديم شهاداتهم حول علاقتهم الذّاتية والموضوعية مع الشاعر بلقاسم اليعقوبي. واختتمت فعاليات الذكرى الثانية عشر بسفرة تستحث الحياة في زواج إبداعي بين اللحن والكلمة وكم هي جميلة تشرك بالرهبة وانت تستمع لعزف البحث الموسيقى وقول الكيان لرباعي القول : الشعراء آدم فتحي الناصر الرديسي الطيب بوعلاق وعلي زمور.