انفض جلّ المعتصمين بمخيم اعتصام الرحيل بباب البحر- صفاقس أمام مقر حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد ظهر يوم الثلاثاء 6 أوت لتكون قبلتهم العاصمة و بالتحديد باردو انطلاقا من شارع 20 مارس إلى حدود قبّة المجلس الوطني التأسيسي للمشاركة و تدعيم ثلاثاء الغضب الذي يأتي بعد مرور 6 أشهر على اغتيال المنسق العام لحزب الوطد الموحّد الشهيد شكري بلعيد دون معرفة القاتل و من خطّط و مول و أمر بتنفيذ هذه الجريمة النكراء و الشنيعة. و رغم المحاولات اليائسة التي سعت إليها الشركة الجهوية للنقل بصفاقس - بعدم كراء الحافلات للنقابيين و الوجوه السياسية و المجتمع المدني لعرقلة تحولهم إلى العاصمة و أيضا امتناع شركات خاصة عن كراء حافلاتها و منها من تراجع بعد تعهده بسبب التهديدات التي لحقتها من جهات حزبية حسب ما ادعته - فقد تحولت قوافل من السيارات الخاصة بفضل التكاتف و التنسيق عبر الهاتف و الإرساليات القصيرة إلى قلب الحدث و كانت فاعلة في هذا المهرجان الاحتجاجي الغاضب و الصاخب على اداء الحكومة المؤقتة و خاصة بسبب تعنت و صلف و مكابرة أعضاء الكتلة النيابية في المجلس التأسيسي عن حركة النهضة و الجمهوري و المؤتر و لفيف من وزرائهم في الحكومة. و تفاعلا مع هذا التجمع الجماهيري الضخم، التقت الشعب بعديد النقابيين هياكل و قواعد لمعرفة آرائهم حول ما يجد في الساحة السياسية وموقف النقابيين من الإجراءات و القرارات التي اتخذها المكتب التنفيذي في هيئته الإدارية الأخيرة. الأخ المنصف بن حامد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس: « اليوم البلاد تمر بوضع خطير و لئن كان تحرك الشعب المصري مرتبطا بالجيش فإن القاصي و الداني يعرف أن تونس لها اتحاد و ما قرار الهيئة الإدارية الأخيرة إلا لتقريب وجهات النظر و إنقاذ البلاد بحكومة كفاءات و إنقاذ وطني و حصر عمل المجلس التأسيسي في استكمال الدستور بالاستئناس بخبراء و تونس زاخرة بهم يمكنها أن تتجاوز المرحلة و إدراج دستور مدني ديمقراطي يقطع مع الاستبداد و الفاشية من كل لون و خاصة اللون القاتم الذي تؤشر له حركة النهضة و هو تركيز دولة دينية مرجعيتها الشيخ أو الإمام و لعمري أن الاتحاد العام التونسي للشغل استجاب للمرحلة و كان في مستوى تطلعات منظوريه من شرائح عمالية و الشعب التونسي عموما. و لن تفل فيه دعوات أعدائه المتربصين به نظرا لدوره الوطني و الاجتماعي و تجلى ذلك من خلال ملحمة 5 أوت 1947 في مواجهة المستعمر و لن نصغي لمن ينادي بنقابات إسلامية لأن الاتحاد العام التونسي للشغل سيبقى القوة رقم واحد الضاربة جذورها في التاريخ و لن تهزه لا تعددية مشبوهة و لا نقابات إسلامية تقتات من الحكومة و رؤوس الأموال الفاسدة و سيبقى الاتحاد منحازا لقضايا شعبه و الدرع الواقي للبلاد و العباد من كل الهزات». الأخ عادل الزواغي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس: « وضع خطير و مرحلة من أدق المراحل التي تمر بها تونس و أكبر مؤشر على ذلك صيحة اتحاد الصناعة و التجارة. إنها أزمة كبيرة و عدم وضوح الرؤية في عديد المجالات السياسية و الاجتماعية و ذلك نتيجة تغليب المصالح الحزبية على مصلحة الوطن و نحن كنقابيين ندعو أن يلتف الجميع حول مبادرة الاتحاد فهي القادرة الوحيدة على إنقاذ البلاد و بفضلها يمكن السيطرة على الإرهاب. إن أدوات و آليات الصراع تغيرت في تونس حيث أننا نعيش ثقافة غريبة على التونسيين و هو أمر خطير يمكن أن يقضي على الدولة لذا أجدّد الدعوة للتكاتف و التلاقي حتى يقع إنقاذ مستقبل بلادنا و أولادنا.» الأخ حسن المسلمي ناشط سياسي و نقابي: فلننبذ الأوهام و لنستعد للنضال « الاتحاد و الشغيلة في تونس لن يكونا إلا بجانب الشعب في نضاله المستميت من أجل اجتثاث حكم الإخوان، حكم الفساد و الاستبداد و العمالة. إن النقابيين و العمال و في كل المحطات النضالية في سبعينات القرن الماضي و انتفاضة 1984 و الحوض المنجمي و أخيرا و ليس آخر نضال الحركة في دقّ آخر مسمار في نعش المخلوع بن علي و بالتالي لن يكون الاتحاد و النقابيون إلا في خندق الثورة حتى تتحقق أهداف ثورة 17/12/2010 إلى 14/1/2011. إنه لا حياد في هذه المعركة المفصلية التي تهم مستقبل شعبنا و لن نكون إلا رافدا من روافد الجبهة المتحدة الشعبية المناهضة للظلام و المتاجرة بقضايا الشعب و الوطن. لا صوت يعلو فوق صوت جماهير شعبنا المنتفضة في كلّ المناطق و المدن و كان الحشد الجماهيري ليوم الثلاثاء 6/8/2013 بمثابة استفتاء شعبي على سقوط هذا النظام البغيض و تحول موازين القوى في صالح قوى الثورة و التحرر و الإنعتاق إنهم يرتبكون فلتتوحد كلّ القوى الشعبية و الوطنية لتحرير بلادنا من هذا الاحتلال الإخواني المقيت. إن كلّ محاولات التنازل الشكلي أمام التيار الشعبي الجارف لن يزيدنا إلا إصرارا على تحقيق شعارات هذه الهبة الجماهيرية بقبر بؤرة التآمر المجلس التأسيسي و إسقاط النظام و تعويضه بحكومة ثورية تستجيب لمتطلبات المرحلة سياسيا اقتصاديا و اجتماعيا. نحن اليوم نؤكد على تفعيل مقرّرات الهيئة الإدارية التي حاولت أن تكون مستجيبة لنداء شعبنا في خلق واقع جديد و نحن نؤكد على إيجاد آليات النضال و الكفاح من أجل تجسيد قرارات الهيئة الإدارية حتى يكون الاتحاد العام التونسي للشغل دائما و كما عوّدنا الرافعة المحدّدة في حسم التناقض مع أعداء الشعب و الوطن». نقابيو و نقابيات جهة صفاقس و وجوه المجتمع المدني و الأحزاب السياسية يواصلون المشوار النضالي مع إعتصام الرحيل بباردو : الثلاثاء 13/8/2013 انتظمت مسيرة هائلة العدد جابت شوارع المدينة تحت إشراف و تأطير جبهة الإنقاذ صفاقس . رافعة شعارات تطالب بإسقاط الحكومة و حل المجلس التأسيسي و عدم التفريط في مكاسب المرأة التي تعتبر العمود الفقري لإنجاح و تحقيق أهداف الثورة . و بعد الظهر اتخذت جماهير غفيرة من نقابيين والمجتمع المدني و الأحزاب السياسية اعتصام الرحيل بباردو قبلتها إصرارا منها على مواصلة الدرب من أجل تحقيق مبادرة الإتحاد العام التونسي للشغل الوحيد القادرة على إخراج البلاد من المأزق السياسي و الإجتماعي و الإنفلات الأمني الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يكرم فاقدي السند أبى النقابيون و النقابيات إلا أن يتحولوا ليلة عيد الفطر المبارك إلى مقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس رغم الإلتزامات العائلية و قضاء حاجيات العيد لإقامة حفل ساهر بقاعة الحبيب عاشور تحت إشراف المكتب التنفيذي الجهوي لتقديم الهدايا من لعب و أدباش إلى مجموعة أطفال فاقدي السند العائلي sos القادمين من معتمدية المحرس و قد غنى العديد من هؤلاء الأبناء أغاني وطنية و ملتزمة و رفعت شعارات مساندة و إكبارا للإتحاد العام التونسي للشغل . و قد تخلل الحفل كذلك مداخلات لأعضاء المكتب التنفيذي عبروا فيها عن تبنيهم للأطفال فاقدي السند و حرصهم على تأطيرهم حتى يحققوا النجاح في دراستهم و يندمجوا في المجتمع .