جمعية «أوميرا» للمسرح بمنزل بوزلفة البرتقال. و «أومارا سانشاز» تلميذة كولومبية صبية الاثني عشر ربيعا ماتت امام انظار العالم في أوحال البركان الذي اجتاح قريتها في «كولومبيا» يوم 13 نوفمبر 1985. من وحي هذا الحدث تمت تسمية الجمعية التي يديرها بعشق الفنان الاستاذ «عبد الله خذر»، وهي تلتزم في خطها الفني العام: المسرح القائم على رؤى النص وتخضع الركح لسلطة الخطاب. تبدع الجمعية بشكل رئيس اعمالا مسرحية للكهول منها: «ثُغاء» (1990) و»حزام التل» (1991) و «سوالف» (1993) و «فزّاعة الطيور» وغماز الليل (1999) و «بيت النعوش (2003). وللاطفال أنتجت جمعية «أوميرا» مسرحية «قرية الزمن» وقد فازت بجائزة افضل اخراج بالمهرجان الوطني لمسرح الطفل في باجة مارس 2004). الموسيقارة العنيدة: عمل مسرحي موجه للاطفال كتب نصه واخرجه شاب مسرحي هاو يبدو انه من خريجي الموجة الجديدة للمعهد العالي للفن المسرحي. فتحي المليتي مؤلف ومخرج المسرحية أبدع في عمله هذا بكل مواصفات الخلق ومعلوم ان أدب الطفل مثلما هو مسرح الطفل وسواها من الفنون الموجه للناشئة هي من اعقد ما يبدع نظرا لان مواصفاتها ومستلزماتها مخصوصة لا يظفر بها المبدع بيسر. ومسرحية «الموسيقارة العنيدة» أثر جمع بين طرافة الفكرة (الموسيقى) وجمالية العرض (الاغاني والالحان والاناشيد الشجية) ويسر المعرفة (التثاقف وحوار الفنون شرقا وغربا). والعرض المسرحي الذي شهدته شدني وبهرتني تصوراته بفعل تقنيات المساعد التقني حاتم الغرايري وقد أدار الانتاج المسرحي الصديق الاستاذ الفيلسوف عبد الله خذر. وأدى الادوار هواة ليسوا كالهواة بحرفية ستصقل بالتجربة والمعرفة: (معزة الداودي اماني الشيخ مروى الشيخ سحر العيادي خالد ناصف فتحي السمين حسام الغرايري). فرجة أمتعتني انا الطفل أبدا وأمتعت الاستاذ الكبير المسرحي المنصف شرف الدين كما أمتعت المسرحي القدير الاستاذ «رشيد قارة» منزل بوزلفة عاشت ساعة مسرح حقيقي دون ان يعلم الكثيرون. البرتقال زها بضيفيه المبجلين كما سيستمتع بمسرحية «الموسيقارة العنيدة» في قادم الايام. فهل نعلن للمرة الخمسين: أعطني مسرحا أعطكم شعبا عظيما.