سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وحدها مبادرة الاتحاد قادرة على انقاذ البلاد المكتب التنفيذي الموسّع:
التنازل ليس مسّا من مصداقية الفرقاء السياسيين، بل تضحيةمن أجل المصلحة العليا للوطن
برئاسة الأخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، انعقد اجتماع المكتب التنفيذي الموسّع يوم 15 أوت الجاري بدار الاتحاد بالعاصمة وتدارس الازمة السياسية الخانقة التي تعيشها بلادنا خاصة بعد اغتيال الشهيد محمد براهمي في الذكرى 56 لإعلان الجمهورية . وقد قدّم الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي الموسع عرضا مفصّلا عن الأوضاع السياسية والاجتماعية بجهاتهم واهم عناصر الاحتقان والسخط اللذين باتا يعيش فيها الاهالي والمواطنون. كما ثمّنوا مجهودات المكتب التنفيذي الوطني وعلى رأسه الامين العام الذي ما انفك يبذله في اتجاه الدفاع عن مبادرة الاتحاد واقناع الفرقاء السياسين بجدوى تبنّيها خدمة للمصلحة العليا بالبلاد. ورغم ما اتسم به النقاش من حين لأخر من اختلافات في وجهات النظر بين اعضاء المكتب التنفيذي الموسّع الا انهم سجلوا التفاعل الإيجابي لجلّ الفئات الشعبية وعديد الفاعلين السياسيين والمدنيين مع المبادرة الوطنية التي أطلقها الاتحاد العام التونسي للشغل باعتبارها قدّمت حلولا واقعية وتوافقية بين جلّ الفرقاء السياسيين، والتقت مع مبادرات شركائنا من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية للدّفاع عن حقوق الإنسان، لتصبّ في مبادرة واحدة. كما وصفوا قرار السيد رئيس المجلس الوطني التأسيسي بتعليق أشغال المجلس بالايجابي واعتبروه خطوة نحو دفع الحوار الهادف بما يفضي إلى تحقيق مبادرة الاتحاد، وهي خطوة تؤكّد عمق الأزمة التي تعرفها بلادنا مثمنين الحراك الشعبي السلمي في الآونة الأخيرة، بما يمثّله من ثقل دافع لجميع الأطراف إلى إيجاد الحلول للخروج من المأزق مجددين تحيتهم لقوات الجيش والأمن، لما يقدّمونه من تضحيات ويبذلونه من جهود لمقاومة الإرهاب وحماية الوطن. تنديد واستنكار أعضاء المكتب التنفيذي الموسّع نددوا بالحملة الممنهجة التي يتمادى فيها بعض الأطراف المعادية للعمل النقابي ضدّ الاتحاد باستعمال دور العبادة ومواقع السلطة والمنابر الإعلامية، واكدوا أنها لن تثني النقابيين عن أداء دورهم الوطني كما استنكروا التباطؤ في تجسيم التفاعل المعلن عبر التصريحات من جانب الحكومة بتقديم الحلول الضرورية التي تلبي الحدّ الأدنى من المطالب الشعبية والسياسية واستمرار سياسة الهروب إلى الأمام وتعميق الأزمة داعين كلّ الأطراف الى مزيد التفاعل مع هذه المبادرة التي دعّمتها جلّ القوى المدنية والسياس?ة والتوقف عن إضاعة الوقت والإسراع بإيجاد الحلول التوافقية اللازمة لإنهاء المرحلة الانتقالية والحدّ من تقسيم المجتمع والعمل الجاد على إنقاذ البلاد من السقوط في دوامة العنف التي تهدّد بلادنا. وشدّد اعضاء المكتب على ضرورة الإسراع بتقدّم المشاورات الجادة والمسؤولة طبق البيان الصادر عن الهيئة الإدارية الوطنية للإتحاد العام التونسي للشغل المنعقدة يوم 29 جويلية 2013، وعلى قاعدة الإبقاء على المجلس الوطني التأسيسي وتقييده بآجال ومهام محدّدة وعلى حلّ الحكومة الوقتية الحالية، لغاية إقامة حوار بناء لتشكيل حكومة كفاءات غير متحزّبة، ومن أجل استكمال بقية المهام والوصول إلى انتخابات ديمقراطية وشفافة، كما حمّل المسؤولية لجميع الأطراف وخاصة الحكومية على تبعات عدم التفاعل مع مبادرة الاتحاد على الوضع الاقتصادي ?الاجتماعي المهدّد بالكارثة. أحداث مصر الاحداث الدامية التي عاشتها الشقيقة مصر مؤخّرا لم تغب عن أشغال المكتب التنفيذي الموسّع، اذ أعرب الاخوة الاعضاء عن بالغ حزنهم على الذين سقطوا في ساحات الاعتصام وتتقدّم بالتعازي إلى عائلاتهم وإلى كلّ المصريين، معبّرا عن تنديده بالعنف مهما كان مأتاه، كما شدّد على رفضه للعنف السياسي وسيلة لحسم الصراعات والخلافات، وأسفه لهذا الانزلاق الخطير الذي انحرف عن المطالب الاجتماعية والديمقراطية للثورة في مصر،واكد اعتقاده بأن المصريين قادرون، دون تدخّل خارجي، على تجاوز الأزمات بالحوار المفضي إلى توافق وطني بعيدا عن دعا? العنف والإرهاب. ردود وتوضيحات الأخ حسين العباسي وفي معرض ردوده وتوضيحاته، اكد ان الاتحاد ارتأى ان يتحوّل الى صاحب مبادرة وليس وسيطا وذلك بسبب التنافر الكبير بين الفرقاء السياسيين وابرز ان الاوضاع بالبلاد ليست بالهينة وهو ما يجعل اطالة الوقت والتمطيط فيه أمرا من شأنه ان يؤزّم الوضع اكثر ويفوّت الفرصة على البلاد أي امكانية للعودة تدريجيا لبناء نفسها وخاصة على المستوى الاقتصادي الذي يعتبر مترديا جدا في الوقت الحاضر مؤكدا ان التسريع هو السبيل الوحيد لانقاذ البلاد. واستعرض محاور لقائه بالسفراء الذين تساءلوا عن الاوضاع في المستقبل المنظور خوفا على استثمارات بلدانهم ومصالحها في تونس وبخاصة الالمان منهم مشيرا الى ان الاتحاد يرفض ادخال «الخارج» في الشؤون الداخلية لتونس الا انه يطلب من النقابات الدولية دعم المسار الديمقراطي وتوجيه رسائل طمأنة الى مواطنيها للمجيء الى تونس من أجل السياحة والاستثمار. الاخ العباسي جدّد التزام المنظمة الشغيلة بمقاومة الارهاب واكد ان التوحد وحده الكفيل للقضاء على هذه الظاهرة ولن يكون ذلك اذا واصل كل طرف تمترسه في موقفه وعدم التنازل داعيا في الاخير الى مزيد شرح مبادرة الاتحاد وجلب الناس على قاعدة وتأمين التفاف منخرطي الاتحاد حولها .