الساعات الاولى من صباح يوم الجمعة 30 مارس 2007 كنت أنتظر جرادة او عصفورا او قصيدة تحاكي تلك الوجوه المتناثرة في شارع بورقيبة، كان معي او كنت معه، لست ادري أقربهم الى قلبي الاستاذ الاديب منتصر الحملي الذي تخلى عن كل مفردات الفوضى التي كان يتقنها بامتياز، فجأة رنّ الهاتف الجوال كان المتحدث الشاعر محفوظ الجراحي الذي بادر بالسؤال عن احوالي ويحثني بالاسراع الى حضن مدينة منزل بورقيبة للاحتفال بالأدب والاحتفاء بطفولة صالح الدمس، تمالكت نفسي وقبضت على تلابيب عنقي حتى لا اخرج عن نطاق موسيقى الدعوة، ومنذ تلك اللحظة بدأت أتهيأ لالتقاط صورة تذكارية وعدلت من وضعي الداخلي ورسمت ابتسامة دائرية وتصنعت الادب الخارجي حتى تطهرت من أدران الشارع الكبير واستحلت معلقا بشعرة سميكة الى مفصلة اللياقة ولأنني أخاف عودة أقربهم الى قلبي رفيقي الاستاذ منتصر الحملي الى فوضاه رسمت بسرعة جناحين نضيين اركبتهما على كتفي وحلقت مع (عشيري) في الفضاء وأسرعنا الى وجية من التسكع على رصيف الحب والادب. أحسست ان مدينة منزل بورقيبة أفاقت قبل موعدها وتعطرت بروائح قرطبة، شامخة شموخ النخل، حالمة كليالي بنزرت الصيفية وأينعت قصائدها حتى فاح عبيرها فخرج المتنبي يترنح في شوارعها يدعو الله لصالح الدمس خيرا. دخلت دار الثقافة منزل بورقيبة بعد ان وقفت امام المرآة أنظم تفاصيل اربعين زجاجة وبضع كؤوس مثقوبة الماضي في جيبي، الحاضر في يدي اليسرى وصالح الدمس قصيدة حبلى في القلب. أرصفة اللغة تغسل وجهها، حافلات الاستعارة ترتشف موسيقى الرحابنة. كما أحببت هذا المساء شاعر منزل بورقيبة ورئيس لجنتها الثقافية مساند الملتقى الصديق محفوظ الجراحي. مساء الطفولة يا صالح أعرف انك لن تغضب لو شاهدتني أغازل بائعة الورد وستغفر لي طفولتك وستقول طبعا، الطفولة المبتدأ، الطفولة المنتهى. لم أشتر باقة ورد اهديها اليك فقط لان بائعة الورد «البنزرتية» احتضنني عطرها الغجري وأنساني أدب اللياقة، كم تمنيت ان أكون وردة بنزرت. ها انا امامك حافي اليدين، جئتك يا صديقي متقاعدا من كهولتي المبكرة وانت تعلم ان الشعراء جاؤوا لسقي بذور الحب. صديقي صالح لست مجوسيا ولست ملاكا ولا نصف إله، انني قانع بما فوق ثياب الشعر لذلك لن ابارح الكتابة عن احتفاء منزل بورقيبة بكم قبل ان افتح نافذة ضربت خيامها حول قلبك الذي لا ينقصه الا ذاكرة أخطائنا. * فعاليات الاحتفاء والاحتفال الجمعة 30 مارس 2007 رئيس اللجنة الثقافية بمنزل بورقيبة الشاعر محفوظ الجراحي بشاعرية تنادي لا تبالون، من لوحة تحمل دفاتر العشاق وحلما في الذاكرة وفائض حب في درب التواقيت وما بقي يكفي كتاب القصة والرواية وبحميمية يرحب بالضيوف ويترك المصدح للمداخلات والشهادات ومن ثمة انطلق جنون التشكل. القص والمدينة محور الملتقى. * الروائي محمد آيت ميهوب المتحصل على الدكتوراه مؤخرا يلج المدونة القصصية لصالح الدمس من خلال المتخيل في الشكل والابعاد وموقع المدينة في السرد. * الدكتور محمود الماجري لخص مدونة صالح الدمس بالمدونة الصادقة والواقعية ثم احيلت الكلمة الى بعض المتدخلين لتقديم بعض الشهادات حول شخصية صالح الدمس. السبت 31 مارس 2007 الدكتور محمد القاضي مثل الجبل بشموخ يسافر بالحضور في المدونة الادبية لصالح الدمس مبرزا هوامش المدينة في قصص صالح الدمس ثم تنطلق الدفعة الثانية من الشهادات، سويلمي بوجمعة، محمود سحيق واخر الكلام تكريم الاديب الطفل صالح الدمس. * هوامش * تم تكريم الدكتور محمد القاضي الذي احتفل بعيد ميلاده؟ اواخر شهر مارس. * كذلك تم تكريم المخرج حمادي عرافة والاديب الليبي ابراهيم الككلي * توجه يوم الاحد صباحا الاديب صالح الدمس الى المقبرة لوضع باقة الورد التي اهديت اليه من طرف اللجنة الثقافية على ضريح والدته صحبة بعض الاصدقاء. * الشاعر ورئيس فرع اتحاد الكتاب التونسييين عبد الكريم برز بحضوره ومواكبة الضيوف حيث تواجدوا. * فاطمة الشريف بشير المشرقي عادل بوعقة منتصر الحملي ساسي حبيل عادل الهمامي فوري المزوغي عبد الواحد ابراهم ساسي حمام حمادي عرافة محمد ايت ميهوب ابرز ضيوف مدينة منزل بورقيبة. * تم الاعلام عن شخصية الدورة القادمة يوم الاختتام وهي الادبية نافلة ذهب.