في الكثير من الأحيان يسألني بعضهم... من يكون النادي الاهم عربيا اقول الأهلي المصري بحكم انّ «الكنفيدرالية وضعته موضع الكبار حين اختارته نادي القرن الماضي افريقيا... من الاسئلة الاخرى التي ظلت تثير مساحات من الجدل في وسائل الاعلام العربية، حيث تتصارع اغلب الاندية على الالقاب الفخرية التاريخية من عينة من الافضل والاول والاغنى؟! كما ثار جدل واسع حول افضل واقوى البطولات العربية ومن حسن الحظ انني كنت من الذين أدلوا بدلوهم في هذه المسألة على واحدة من القنوات العربية. 2 لا انكر انّ اغلب الذين شاركوا معي في ذلك الحوار التلفزي اجمعوا على كون «البطولة السعودية تحتل صدارة المسابقات العربية، الامر الذي اعتبره الحاضرون انجازا يستحق الاحتفال، لكنني خلال هذا الحوار قلت انّ الذي يستحق الاحتفال هو الفني التونسي بما انّ المدرب فتحي جبال كان توج مع فريقه السعودي «الفتح» باللقب وبالسوبر وبالتالي فانّ هذا الانجاز التاريخي يحسب للكرة التونسية ولكفاءاتها التدريبية. 3 هنا اعتقد جازما انّ كلامي لم يعجب بعض الحاضرين بما انّ فيهم من اراد التقليل من هذا الانجاز بقوله انّ المدرب واحد من حلقة نجاح طويلة عريضة على كل ودون ان ادخل مع بعضهم في جدال عقيم قلت انّ تصنيف الفيفا يبقى الوحيد المعترف به دوليا لانه تصنيف يعتمد اسسا وطريقة حساب النقاط ليصدر تقييمه وتصنيفه لمختلف البطولات العالمية. 4 بعيدا عن تقييم المسابقات والبطولات العربية اسأل اين يمكن ان نصنف بطولتنا في ظلّ دخولنا من الباب الكبير حمى شراء اللاعبين بالمليارات وكأنّ هذه الاندية لا تعرف الازمة، في حين انها في يوم انطلاق البطولة تعالت اصواتها بالشكوى من اثار الازمة الخانقة التي تمرّ بها بلادنا. 5 الغريب حقا انّ حمى شراء اللاعبين وانتداب المدربين لم تتوقف بل استمرت الصفقات القياسية وتضاعفت الارقام المالية بشكل لا يوحي بأنّ الاقتصاد التونسي مريض، في حين انّ الجميع هب لرفض انطلاق البطولة في موعدها المحدد بدعوى انّ قرار الويكلو سيؤثر على المردودية المالية للمداخيل الغائبة وهنا اعود لأسأل لماذا هذه البطولة اصلا في الظروف الاستثنائية؟ 6 الرد على سؤالي جاءني على لسان وديع الجريء الذي قال انّ المنتخب التونسي يحتاج الى البطولة وانا من موقعي اقول انّ المنتخب يتكون في الاغلب وابرز كوادره يلعبون في مختلف الاندية الاوروبية لذلك فاننا لا نحتاج اصلا لبطولة تدور في اجواء الحزن والمأتم. 7 نعم الشعب التونسي لا يحتاج «كرة» بل هو محتاج للمأكل وللقمة العيش في ظلّ مواصلة الاسعار صعودها الصاروخي، الشعب التونسي لا يحتاج كرة بقدر احتياجه لعودة الامن والهدوء إلى حياته وهذه الكرة يمكن الاستغناء عنها سنة واحدة علي الأقل!! أعرف أنّ مثل هذه المواقف قد لا تعجب بعضهم لكنّ ما الحل اذا افتقد الجميع للمال الذي يبقى قوام الاعمال أليس ذهاب ذلك المال إلى مواقعه الاصلية افضل من صرفه في مالا يعني وعلى اشباه لاعبين كانوا اكلوا من كل الموائد وقد حان الوقت ليستوعب الجميع دروس بطولة ضعيفة غير قادر حتى على انجاب لاعب دولي بمواصفاته العالمية.