فنانة ذات صوت جميل ومعبر... مثقفة وأكاديمية، كانت الهجرة بالنسبة إليها ضرورة وحلا لجملة من المعوقات، ومع ذلك فهي لم تنقطع عن تونس، فإلى جانب أنها تمثل سفيرة للأغنية التونسية فإنها تسجل حضورها أحيانا في المشهد الفني والغنائي التونسي.. تلك هي الفنانة عبير النصراوي التي كان لجريدة الشعب هذا اللقاء معها : لماذا اخترت الهجرة والإقامة في باريس؟ لان الأوضاع في تونس لم تكن مشجعة في تونس، حيث أغلقت في وجهي الأبواب وتعرضت إلى الكثير من المضايقات والتحرشات و الضغوط من طرف بعض المتنفذين في وزارة الثقافة آنذاك، ولأني فنانة احترم نفسي واحترم فني فأنني لم أكن مستعدة للتنازل، كما انه لم يكن هناك مناخ ملائم للعمل والإبداع بسبب غياب الحرية فاخترت الهجرة سنة 2001. كيف كانت الرحلة إلى فرنسا؟ في باريس أكملت دراستي العليا وتحصلت على المرحلة الثالثة في اختصاص علم موسيقى الشعوب، كما اشتغلت وإلى الآن في إذاعة مونتيكارلو، حيث أقدم وأنتج برامج موسيقية، هذا إلى جانب مواصلة العروض الفنية في باريس ضمن إطار معهد العالم العربي في باريس وفي عديد المسارح الكبرى ، كما أصبحت أغانيا تبث في عديد الإذاعات الفرنسية هذا إلى جانب الاستضافات الإعلامية، حيث فتحت لي باريس أبواب العالمية من خلال الموسيقى التونسية والعربية. لكنك أنقطعت عن الساحة الغنائية في تونس؟ لم انقطع عن تونس لأني لا استطيع أن اقطع مع جذوري، في فرنسا عرفت بالفن التونسي وبالثقافة التونسية كما أن ألبومي الأخير (هايمة) قد صدر باللهجة التونسية وهو احتفال واحتفاء بالهوية التونسية وبالموسيقى التونسية في تأصلها وفي تلاقيها مع موسيقات أخرى مثل الاسبانية، في تلاقي العود مع القيتارة و هو يوزع في عديد العواصم الأوروبية وفي الولاياتالمتحدة. ما سبب قلة عروضك في تونس؟ أنا فنانة احترم نفسي ولا استجدي منظمي الحفلات والمهرجانات، كما أني ألبي كل الدعوات التي تصلني، وفي كل الحالات ما افعله للتعريف بالأغنية التونسية في الخارج لم أكن لأفعله لو كنت مقيمة هنا. كيف وجدت الواقع الموسيقي في تونس؟ هناك الكثير من الفنانين الشبان تعرفنا عليهم أكثر بعد 14 جانفي وهناك موسيقى جديدة مختلفة وخارجة عن المألوف، أنا متفائلة لان تونس فيها الكثير من الفنانين فنحن شعب فنان والإشكال يبقى في توظيف الطاقات. كيف تقيمين توجهك الموسيقي والفني عموما؟ أنا انطلق دوما من الموسيقى التونسية وأحاول أن اعرف بها في الخارج، كما أني اعمل على الانفتاح على موسيقات العالم، لأقدم موسيقى متأصلة ومنفتحة في نفس الوقت، ولي تجربة مهمة مع الفنان خالد بن يحيى بدأت منذ 2004 وقدمنا العديد من العروض مع تغير العناوين والمشاريع. كما تعاملت مع الفنان منير الطرودي و الفنان الهندي عازف السيتار» اشوك باتاك» وبعض الأسماء الأخرى الأجنبية. ما هو جديدك الفني؟ أقيم عديد العروض في فرنسا وفي أوروبا، وأنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة لالبومي الجديد الذي سيصدر في المدة القادمة وسيوزع في أوروبا و يحتوي على 10 أغان بتعاون مع الموزع التونسي أحمد الجبالي والملحن الأرجنتيني خوان كارلوس كاراسكو، اما في تونس فلي عرض بمدينة صفاقس خلال شهر نوفمبر القادم.