مساء الإثنين الماضي أحيى الحقوقيون بكل اعتزاز ذكرى الإعلان عن تأسيس منظمتهم العتيدة «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان» يوم 7ماي1977 هذه المنظمة التي كانت وما زالت عرضة للعواصف الهوجاء التي تهب عليها قصد تقزيمها وثنيها عن مسيرتها النضالية وعن أداء مهمتها الإنسانية بكل حرية بعيدا عن أي ضغط أو إكراه. وقد كانت هذه المناسبة فرصة ثمينة جمعت مناضلي الرابطة من مختلف الأجيال للتذكير بأهم المحطات النضالية التي مرت بها وبالصعوبات التي اعترضت سبيلها والتي استطاعت أن تجتازها بعناء وصبر محافظة على استقلاليتها. وإلى جانب مناضلي الرابطة حضرت عدة شخصيات من السلك الدبلوماسي والجمعيات الحقوقية العالمية والأمناء العامون لبعض الأحزاب ورؤساء منظمات المجتمع المدني، والعديد من وسائل الإعلام الوطنية والعالمية. سهير بلحسن رئيسة للجامعة للدولية لروابط حقوق الإنسان F .I. D .H وقد أبت الهيئة المديرة للرابطة إلا أن تنتهز هذه الفرصة لتكريم المناضلة سهير بن بلحسن التي فازت برئاسة الجامعة الدولية لروابط الدفاع عن حقوق الإنسان وهي من أعرق منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، تأسست منذ 1922 وتضم 144 منظمة. وقد أكد السيد المختار الطريفي رئيس الرابطة أهمية الدور الذي لعبه المناضل الإفريقي السنغالي رئيس الجامعة السابق السيد سيديقي كابا KABA SIDIKI الذي حرص على تكريس مبدأ التداول على المسؤولية، وعلى إسهام المرأة في تحمل مثل هذه المسؤوليات على المستوى العالمي، خاصة وأن السيدة سهير كان لها حضور فاعل على الساحة الحقوقية الدولية وتحظى بالاحترام. واستطاعت أن تفوز ب38 صوتا مقابل 35 صوتا كانت من نصيب منافسها الكولمبي السيد لوي غيورمر بيريزLUIS GUILLERMER PEREZ ومن المعروف أن السيدة سهير تبلغ من العمر 63 سنة وهي صحفية وتنشط ضمن الرابطة وضمن جمعية النساء الديمقراطيات، وقد كان لها شرف دعم المنظمة النقابية في سنوات الجمر، كما وقفت إلى جانب الشباب الذين حكم عليهم بالإعدام إثر انتفاضة الخبز 3جانفي 1984 وتتحمل حاليا مسؤولية نائبة رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. وبرئاستها للجامعة الدولية لروابط الدفاع عن حقوق الإنسان F .I. D .H تناط بعهدتها مسؤولية جسيمة خاصة في ظل انتهاكات حقوق الإنسان الفردية والجماعية في العالم. سهير مناضلة كونية ذات جذور عربية وقد أبى أحد المناضلين إلا أن يوشح صدرها بوشاح فلسطين تقديرا لدورها في الدفاع عن قضايا الأمة العربية العادلة، وللتذكير بأن أولى الحقوق الإنسانية التي يجب أن تؤخذ بالاعتبار هي حق الإنسان في وطن يأوي إليه ويحميه، وهذا ما حرم منه الشعب الفلسطيني طوال ستة عقود، ومازالت تنكره عليه الصهيونية والإمبريالية العالمية وحتى بعض الأوساط العربية المتصهينة. فحق المهجّرين في العودة إلى الوطن هو من أقدس الحقوق التي يجب أن تناضل من أجلها المنظمات الإنسانية وفي مقدمتها الجامعة الدولية التي يشرفنا أن تكون المناضلة التونسية سهير بلحسن رئيسة لها، باعتبارها مناضلة كونية ذات جذورعربية..