من الكفاءات الفنية التي برزت خلال الموسم الرياضي 2720069 / 2007 وأسالت الحبر الكثير واضطربت الاراء في شأنه هو السيد فوزي البنزرتي فقد تنوعت العناوين والاراء حوله من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وأغلبها يصبّ في خانة واحدة وهي التشكيك في قدراته الفنيّة وانتقاد تصرّفاته على خطّ التّماس خاصّة. فهذا يُطْنب في الحديث عن نرفزته وانفعالاته المفرطة ويجعل من تصرّفه مع اللاعب خالد المليتي، ذات مباراة، قضيّة كبرى تناقلتها أغلب الصحف اليومية والاسبوعية.. وآخر يدعو الى سحب بطاقته المهنية ويحاول طمس نجاحاته مستغلا تلك المشادات الكلامية التي حدثت بينه واللاعب قيس الغضبان، ابن النجم الساحلي، مما زاد الطين بلّة وراح ضحيتها اللاعب المذكور. كما كان الصحافيون يحيطون به من كل جانب يترصّدون حركاته وأقواله للظفر بصيد يجعلون منه عنوانا ناريا يزوّقون به واجهات صحفهم لهدف ترويجها. لقّبه بعضهم ب «سي السيد» وتهكّم عليه كيفما شاء كلّ هذا ولا أذكر يوما أن قام سي فوزي بالرّد على ما قيل ويقال في شأنه رغم أنّه قادر على ذاك، وهذا حقّا مازادني احتراما لشخصه وكأنني به يؤمن بأنّ أحسن ردّ على هؤلاء هو التّفاني في العمل والمضيّ قدما في القيام بمهمّته قلبا وقالبا واحسن دليل على ذلك، وبقطع النظر عن التتويج الذي حققه والمتمثل في احرازه على بطولة الموسم، مع النجم الساحلي تلك المجموعة المتجانسة الشّابة التي كوّنها والتي لا يتجاوز معدّل اعمارها 22 سنة. نعم، لقد وفق السيد فوزي البنزرتي في تكوين فريق يضمّ لاعبين معضمهم من ابناء الفريق لفتوا انتباه القاصي والداني وحتّى السماسرة فهل كان من الممكن ان يبرز ايمن الشرميطي لولا اقتناع سي فوزي بإمكانياته ومواهبه ومنحه فرصة اللعب كأساسي مهما كانت قيمة المباراة؟ ومن الذي جعل من ياسين الشيخاوي معبود الجماهير؟ ألم يكن الجميع ينتظر بروز خالد المليتي؟ لكن المدرب وبفضل حنكته ودرايته بمهنته جعل من الشيخاوي صانع ألعاب والنتيجة أن برزت مواهب هذا اللاعب بشكل لافت للنظر واضحى مشروع لاعب كبير جدا وهو الذي ذهب إلى اف سي زوريخ السويسري ومجدي بن محمد ومحمد علي نفخة ومجدي تراوي وأيمن المثلوثي وموسى ناري واوقمبي: من غامر بهم رغم صغر سنهم واقحمهم في تشكيلة النّجم كأساسيين؟ من ساهم في إستقرار مردود جيلسون... وبن فرج: من أكسبه تلك الثقة الكاملة في إمكانياته حتى أوشك أن يكون هدّاف الفريق وسطع نجمه لدى الجماهير الرياضية؟ وغيرهم وغيرهم... ألم يكسب سي فوزي الرّهان؟ ماذا تطلبون أكثر من مدرّب حقق كل هذا وخاض منذ حلوله الى النجم السّاحلي 43 مباراة مع الفريق حيث لم ينهزم إلاّ في مناسبتين (ضدّ الترجي والافريقي) كما أنّه لم ينهزم في مسابقة الكؤوس الإفريقية إلى حدّ يوم التاريخ هذا. هل بإمكانه تحقيق هذا لولا تمتّعه بمواصفات المدرب العصري وتحليه بالقدرة على فرض الانضباط والجدّية ومحافظته على علاقته المتينة والافقية مع لاعبيه... لا يعني هذا أنّ السيد فوزي البنزرتي مثاليا، ومن هو المثالي في هذا العصر وكلّ العصور؟ لكنّها كلمة حقّ لا مفرّ من توجيهها في شأن هذا المدرّب رغم أنّي لا أعرفه من بعيد ولا من قريب، كما أنّي لا أنكر وقوف اطراف عديدة الى جانب سي فوزي وعلى رأسهم السيد معزّ ادريس رئيس الجمعية (؟)