أحيت ولاية تطاوين مؤخرا الذكرى التاسعة والأربعين لمعركة رمادة الخالدة التي جسد خلالها مواطنو الجهة أروع صور التضحية والتعلق بالوطن. وتحيي ولاية تطاوين سنويا هذه الذكرى المجيدة وفاء منها لشهداء تونس الأبطال ورجالاتها البررة الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل مناعة واستقلال هذا الوطن. إن ذكرى معركة رمادة هي محطة نضالية هامة في تاريخ الحركة الوطنية لذلك أولتها تونس الاهتمام والعناية الكبيرين وفاء منها لمناضليها الأبطال وشهدائها الأبرار ولتلك الأيام الخالدة التي جسدت أسمى صور البطولة والفداء على امتداد تاريخ الحركة الوطنية على غرار معركة بنزرت المجيدة وأحداث ساقية سيدي يوسف الخالدة والعديد من المدن والقرى التونسية الأخرى التي شهدت فيها حركة المقاومة والنضال أوجها من أجل مناعة تونس واستقلالها. وقد أشرف على احتفالات الذكرى 49 لمعركة رمادة الخالدة مبعوث سيادة رئيس الجمهورية السيد علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والمواطنين بالخارج بمشاركة جمع غفير من أبناء شهداء معركة رمادة ومناضليها الذين قدموا من تطاوين ومن الولايات المجاورة خصيصا للمشاركة في هذه الاحتفالات التي تضمنت الوقوف بساحة الشهداء أمام النصب التذكاري بمدينة رمادة وتلاوة سورة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الأبرار ثم زيارة معرض تاريخ الحركة الوطنية الذي يبرز في صور نادرة المعارك والملاحم البطولية التي خاضها هؤلاء الأبطال في أواخر شهر ماي سنة 1958 من أجل عزة تونس ومناعتها. بدار الثقافة برمادة أشرف مبعوث سيادة الرئيس على اجتماع إخباري حضره ثلة من مناضلي الجهة وأيناء الشهداء وضيوف مدينة رمادة القادمين من الولايات المجاورة كما تضمن الاحتفال عديد الندوات الفكرية والجلسات العلمية التي تمحورت في غالبها حول تاريخ الجهة النضالي والى النقلةالنوعية التي شهدتها رمادة على جميع المستويات اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وتنمويا بفضل تضحيات هؤلاء الأبطال وعناية الدولة القائمة بهذه الربوع من خلال عديد المكاسب والانجازات التي تزخر بها جهة رمادة اليوم، هذه المدينة المتمركزة في عمق الصحراء التونسية.