يمثّل شهر رمضان أكثر فترات السنة التي يكثر فيها استهلاك المواد الغذائية ونظرا لهذا النسق الإستثنائي للإستهلاك خلال هذه الفترة فإنّ أغلب المنتوجات تشهد زيادة هامّة في الإستهلاك إذ أنّ معدّلات استهلاك بعض المنتوجات تصل إلى نسب مرتفعة فإستهلاك اللحوم والدواجن تزيد ب ، الأسماك المصبّرة بنسبة ، البيض والحليب ومشتقاته بنسبة ، التحضيرات لهذا الشهر الكريم تبدأ قبل أشهر لتلبية حاجات المواطنين من خلال عمليات الخزن لبعض المواد الغذائية من ذلك أنّه تمّ خلال هذه السنة خزن ألف طن من البطاطا و مليون بيضة، مليون لتر من الحليب و طن من الدجاج.أمّا على مستوى الإنتاج فقد تمّ الحرص على أن تلبّي احتياجات شهر رمضان فمن المتوقع أن يتمّ انتاج طن من الدجاج بالنسبة لشهر سبتمبر و. طن في شهر أكتوبر. وبالنسبة للحوم الحمراء فقد تمّ تدعيم المنتوج المحلّي وتوريد لحوم الأبقار المبرّدة لتبلغ معدّل طن في الأسبوع. ولكن تبقى أكثر المشكلات بالنسبة للمواد الغذائية هي الخضر الورقية (المعدنوس، السلق، الخص) وذلك نظرا لتقدّم شهر رمضان في اتجاه الصيف وحرارة الطقس وهذا ما يتكرّر للسنة الثالثة على التوالي. كما هو الحال بالنسبة للتمور اذ أنّ شهر رمضان يسبق الصابة خاصّة على مستوى النصف الأوّل وقد تمّ الأخذ بعين الإعتبار لهذا المعطى وتمّ التعاون مع المصدّرين لتخصيص مخزون ألف طن لمجابهة الحاجيات خلال الفترة الأولى لشهر رمضان الى حين بداية ظهور الصابة الجديدة المتوقعة مع منتصف شهر أكتوبر. ورغم توفّر المواد الغذائية بكميات كبيرة فإنّ العامل الأساسي الذي يربك كل التوازنات بين العرض والطلب فهو عنصر اللهفة اذ تتحوّل الأسواق والمغازات خلال الأيّام الأولى لشهر رمضان الى ساحة «وغى» وكأنّ كلّ المنتوجات ستتفذ خلال أسبوع وهو ما يعيق عمليات المراقبة وأمام هذه الحركية التجارية فإنّ عمليات المراقبة لابد أن تكون في مستوى هذه الحركية وتشتمل المراقبة على جملة من المحاور أهمّها تكثيف نشاط المراقبة في كلّ مسالك المراقبة والتوزيع لضمان شفافية المعاملات والتصدّي للتجاوزات وذلك بوضع فرق قارّة للمراقبة في كافة أسواق الجملة على كامل تراب الجمهورية هدفها الأساسي التحكم في الأسعار رغم أنّ هذه العملية صعبة نظرا لعدّة عوامل أهمّها كثرة الدخلاء من الباعة. ويمكن للمواطنين تقديم تشكياتهم وملاحظاتهم عبر الرقم الأخضر وأيضا يتسبب ارتفاع أسعار الطاقة في صعوبة التحكم في الأسعار نظرا لإرتفاع تكلفة الإنتاج لذلك لابد من تحقيق هذه المعادلة الصعبة الى حدّ ما بين القدرة الشرائية للمواطن وبين كلّ هذه الصعوبات ويبقى شهر رمضان شهرا كريما ومباركا ولا تقتصر أهميته على كثرة المأكولات وتنوّعها وكثرة المصاريف والتداين وكلّ عام وأنتم بخير ورمضان مبارك على الجميع.