على امتداد ثلاثة أيام احتضنت قاعة الندوات في نزل أميلكار فعاليات ندوة وطنية نظمتها الجامعة العامة للنسيج والملابس والأحذية بالتنسيق مع قسمي التشريع والنزاعات والقطاع الخاص وبالتعاون مع مركز التضامن الامريكي حول موضوع «المفاوضة الجماعية» وذلك بحضور الفروع الجامعية وأعضاء الجامعة. وقد افتتح هذه الندوة الأخ محمد السحيمي الأمين العام المساعد لقسم الدراسات والتوثيق مؤكدا أهمية المفاوضات الجماعية في سيرورة العمل النقابي وانجاحه، داعيا كل النقابيين الى ضرورة الأخذ بكل سبل الاستعداد لانجاح الجولة القادمة من المفاوضات التي تبدأ خلال أشهر لأن الاهتمام بالشأن العمالي ومشاكل الشغالين هو الهدف الأسمى للاتحاد العام التونسي للشغل وتحقيق المكاسب لفائدة الفئة الواسعة من العمال هو غاية متجددة لكل النقابيين وعلى العمال والنقابيين أن يكنسوا ويطردوا من أصبح يغلّب مصالحه الشخصية على مصالح العمال أو من بات يشكل عبئا على مسيرة الدفاع عن الحقوق العمالية أما لتقصير أو إهمال أو عجز ، وهذه دعوة، قال الأخ السحيمي، أنه لا يعني بها هيكلا يعينه أو جهة بعينها بل إنها دعوة عامة الى كل النقابيين والعمال. فن التفاوض وقد حضرت الندوة عن مركز التضامن الأمريكي لوران التي تحدثت عن اهداف المركز ودوره في مساعدة النقابات في المنطقة العربية كما بينت كيفية حساب أجر العمل اللائق وبيّنت دور النساء في العمل ضمن القطاع الخاص وأشارت الى الضغوط المستجدة على العمل في القطاع الخاص، تلك الضغوط التي افرزتها العولمة وأنظمة العمل الجديدة. أما الأخ خير الدين بوصلاح ممثل مركز التضامن الأمريكي فقد أكد ان تحقيق مطالب العمال هو أهم الاسباب التي تجعلهم ينخرطون في الاتحاد وأشار الى أن على المفاوض أن يكون ملما بكل المسنجدات التي تحدث في مؤسسته وفي قطاعه على الصعيدين المحلّي والدولي، فالتفاوض ليس علما صحيحا بل هو يخضع لموازين القوى، وأرباب العمل يعرفون متى تكون النقابات قوية تمثل كل العمال ومتى تكون ضعيفة ، وختم تدخله بالاشارة الى أن التفاوض فن يجب ان يتقنه من يقوم به. صمود القطاع الأخ الحبيب الحزامي الكاتب العام للجامعة العامة للنسيج والملابس والجلود والاحذية قدّم عرضا عن وضعية القطاع بين سنتي 2002 و2006 مشيرا الى أن الارقام والدراسات خلال السنوات الثلاث الأخيرة بينت أن القطاع لا يزال صامدا في مواجهة مستجدات العولمة والتحولات الاقتصادية الكبرى، والجامعة حريصة على حماية مكاسب العمال وتحقيق المزيد منها لمجابهة متطلبات الحياة الكريمة لعمال القطاع ومواكبة نسق الاسعار، فهذه الندوة كما أكد الأخ الحزامي هي نقطة انطلاق لتحقيق الغاية الاساسية التي هي انجاح الجولة السابعة من المفاوضات التي تجري مرّة كل ثلاث سنوات فهذه الندوة تنعقد لغاية هي جمع مشروع موحّد تعتمده الجامعة لتدخل به المفاوضات فمن غير المعقول أن تزخر جهة من الجهات بالطاقات العاملة والنقابية ولا يكون ممثلو العمال ملمين بتقنيات وطرق التفاوض وقد سبق أن دعت الجامعة الجهات بتنظيم ندوات ولقاءات لتأهيل الاطارات النقابية وتكوينها في المجال وقد استجابت بعض الجهات ولم تستجب جهات أخرى... وبعد هذا تولى الأخ محمد عباس تقديم عرض مفصّل لما تحقق من تطورات اثر المفاوضات الجماعية في باب الاتفاقية المشتركة للقطاع شارحا الفصول القانونية معرجا على ما طالها من تنقيحات، مشيرا الى ما تأمل الجامعة تحقيقه في المستقبل داعيا الاخوة والأخوات الحضور الى المساهمة بآرائهم لتطوير مكاسب كل العمال في المجالين الترتيبي والمالي. وقد تضمن برنامج الندوة مداخلة ثانية للأخ حافظ العموري وعرضا مجسما لعملية المفاوضة الجماعية وتكوين ورشات عمل في العقود الثلاثة: النسيج والملابس الجاهزة والجلود والأحذية إضافة الى مداخلة ثالثة حول مقاييس الانتاج قبل أن يعرض المشروع النهائي للعقود الثلاثة.