اشرف الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يوم الاحد 5 أوت 2007 على احياء الذكرى الستين (60) لحوادث 5 اوت 1947 بصفاقس والتي استعمل فيها المستعمر السلاح ضد عدد من العمال مما نتج عنه ضحايا في الارواح. الاخ عبد السلام جراد تصدّر مسيرة سلمية انطلقت من امام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في اتجاه النصب التذكاري فمقبرة شهداء حوادث 5 أوت 1947 بصفاقس وقد وضع الامين العام للاتحاد باقات زهور على اضرحة الشهداء، كما وضع باقة زهور على ضريح الزعيم الشهيد الهادي شاكر وتلا فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم الطاهرة رفقة الحاضرين. وقد حضر الموكب اعضاء المكتب التنفيذي الوطني وعدد من اعضاء الهيئة الادارية الوطنية وجمع غفير من الاطارات النقابية بجهة صفاقس يتقدمها الاخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي. وفي النصب التذكاري ألقى الاخ عبد السلام جراد كلمة في الحاضرين اكد فيها وفاء الاتحاد لشهدائه وشهداء الوطن مستخلصا العبرة من احياء مثل هذه الذكرى العزيزة على كل التونسيين الذين تمسكوا ببلادهم حرة ومستقلة ومناضلة من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية متطرقا الى ما قام به الاتحاد العام التونسي للشغل لفائدة الشغالين والبلاد عموما مبرزا مساهمة الاتحاد في معركة التحرير وفي بناء الدولة التونسية المستقلة. ولدى حديثه عن الوضع النقابي الحالي ابرز الاخ عد السلام جراد الديناميكية التي تميز النشاط النقابي جهويا وقطاعيا ووطنيا مبيّنا ان الاتحاد ينشط في كنف الشفافية والديمقراطية والاستقلالية التي لا تعني الانطواء على الذات بل انها تعني عدم التدخل في الشأن النقابي لا من قريب ولا من بعيد ولدى حديثه عن الوضع الاجتماعي اكد أمين عام الاتحاد ان المنظمة الشغيلة متمسكة بالحوار كخيار استراتيجي لا مجال للتخلي عنه وهو خيار ثابت وناجع من شأنه ايجاد الحلول الملائمة للمسائل القائمة بعيدا عن التوترات التي لا تخدم اي طرف. من جهة أخرى اكد الاخ عبد السلام جراد ضرورة تشريك الاتحاد في الملفات الكبرى والاخذ بعين الاعتبار رأيه لانه منظمة اجتماعية وطنية واعتباره شريكا فاعلا في رسم التوجهات ذات الصلة. الاخ عبد السلام جراد نبّه الى خطورة تغييب الاتحاد وعدم تشريكه في ايجاد الحلول لبعض الملفات التي تهم بعض القطاعات مشددا على ضرورة اعتماد طريق التفاوض المثمر والبناء والابتعاد عن التسويف وربح الوقت. الاخ عبد السلام جراد اكد في كلمته ان الاتحاد بقدر دفاعه عن مصالح العمال فانه يدافع ايضا عن المؤسسات وضرورة العمل على دعم تطورها بما يجعلها قادرة على أداء وظيفتها الاقتصادية والاجتماعية وقادرة على المنافسة وكسب الرهانات المطروحة وتجاوز الصعوبات التي قد تفرضها التكتلات الاقتصادية الاقليمية والدولية. من جهة اخرى اكد الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة على دراية بأمهات المسائل المطروحة ومدركة لصعوبة الظرف الاقتصادي العالمي وهي تدعو كل الاطراف الاجتماعية الى بذل جهودها من اجل المحافظة على السلم الاجتماعية بما يحفظ مصالح كل الاطراف بعيدا عن الانفراد بالرأي واتخاذ الاجراءات أحادية الجانب. كما اكد ان الاتحاد يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ومتمسك بالحوار وبالسلم الاجتماعي، كما دعا الى ضرورة تقاسم الاعباء. ولدى حديثه عن المفاوضات الاجتماعية القادمة اكد الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد سيعمل على انجاحها بما يجعلها في مستوى انتظارات الشغالين بالفكر والساعد وبما يعوض لهم عن تدهور مقدرتهم الشرائية ويحسّن من اوضاعهم المادية والمعنوية. هذا وكان الاخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي بصفاقس القى قبل ذلك كلمة اعتبر فيها حوادث 5 اوت 1947 بصفاقس امتدادا لنضال وطني انطلق قبل ذلك في بعض الجهات مؤكدا الصبغة الوطنية لهذه الحوادث التي ترجمت تمسك الاتحاد بحب بلاده والدفاع عنها ضد المستعمر، كما ابرز تعلق الشغالين بالحرية وبالدفاع عن حقوقهم وعن كرامتهم التي تعتبر من المقدسات التي لا يجب التنازل عنها. وفي كلمة الاخ الامين العام للاتحاد وكذلك كلمة الاخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي بصفاقس تم التركيز على ما قام به الرواد من عمل لفائدة العمال والبلاد عموما انطلاقا من محمد علي الحامي الى الزعيم خالد الذكر فرحات حشاد والزعيم احمد التليلي وبطل معركة 5 اوت 1947 المناضل النقابي والوطني المرحوم الحبيب عاشور هؤلاء وغيرهم من ابناء الاتحاد الافذاذ الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل مصلحة العمال وتونس عموما نقشت اعمالهم من ذهب واصبحت افعالهم مرجعية للعمل النقابي الصادق والوطني. هذا ونشير الى ان جموعا غفيرة من العمال والنقابيين شاركوا في المسيرة الحاشدة التي انتظمت يوم 5 اوت 2007 بصفاقس ورفعت خلالها شعارات نقابية تضمنت تمسكا واضحا بالاتحاد العام التونسي للشغل منظمة عمالية وطنية حرة ومستقلة مناضلة وواحدة وموحدة، كما تم التعبير خلالها عن الاعتزاز بالانتماء اليها والافتخار بروادها ورموزها الافذاذ، فتحية الى كل نقابي آمن بالاتحاد العام التونسي للشغل وبمبادئه واهدافه وضحى من اجل تواصله واستمراره في اداء رسالته النبيلة على مدى مسيرته النضالية وتاريخه الحافل بالمحطات المضيئة التي جلبت له تقدير الشقيق والصديق وبوأته المكانة التي يستحق في الداخل والخارج.