نحن عشاق «الحومة العربي» التي دعتنا الى زيارتها الفنانة لطيفة ذات ليلة صيفية من شهر اوت... فتجولنا في أزقتها القديمة... وبيوت اجدادنا الكبيرة... ومقصورات امهاتنا الجميلة ذات التصاميم العجيبة... حومة عربي.. ومهرجان يصنع التحدي... ولكل الرغبات يلبي.. في القرى... كما في المدن القريبة والبعيدة المحرومة من التظاهرات الثقافية والفنية.. يتحدثون عن الجم... عن مهرجانها... عن لطيفة.. وسهرة اكثر من ممتعة في القصر الاثري.. كيف لا وهم سينعمون بأجمل ليلة صيفية في حياتهم سيشاهدون لطيفة عن قرب من انحاء شتى من ربوعنا الغناء جاؤوا شيبا وشبابا.. الى مدينة الجم وحطوا الرحال بمسرحها الروماني. وحل ركب الست يوم الخميس 9 اوت التي وقفت مندهشة امام صرح عظيم ابدعت الانسانية في بنائه.. وقفت وحبات من الدمع تتساقط من عينيها لتكتحل بالكحل العربي على فستانها الابيض الانيق فجثت على ركبتيها لتقبّل تربة الجم وهي تقول.. كم انت عظيمة يا بلدي.. كم فيك من صفحة تاريخ... وكم عندك من حضارة.. وكم عدد القلوب التي تحبك والارواح التي تعشقك.. آه ما اكرم تونس الابية.. وما اذكى تلك الرائحة المنبعثة من «حوم» الجم العربي... آه من آه من لطيفة ومن تلك الفتنة النائمة في اعماق عينيها. حقيقة لقد رممت لطيفة ما تداعى... وباتجاه الركح سارت وماء الشباب يترقرق في وجهها الصبوح قد عننا الى الغناء الفني في اجمل صوره وأروع اشكاله والى سعادة فرجوية في أزهى ألوانها. صعدت لطيفة ركح مسرح الجم الروماني محاطة بهالة كبيرة تصفيقا وتشويقا وزغردة وطلقات مدفعية ابتهاجا بتلك الليلة وتكريما للمرأة التونسية التي احتفلت بعيدها الخمسين. صعدت لطيفة وكأنها سيدة القصر والعصر وهي ترى تماوج الجماهير المتراصة في المدارج فيما كانت الشموع تثير حنايا بيت الكاهنة.. لطيفة العرفاوي أجهشت باكية كما لم تبك من قبل لما وجدته لدى أهالي الجم من كرم وحسن وفادة. حفل لطيفة بالجم نجح أيّما نجاح تنظيما وجماهيريا.. ومن خلاله كسبت لطيفة العرفاوي التحدي.. واثبتت انها فنانة ملتزمة لفنها وجمهورها، تبحث دوما عن التجديد لاسعاد ابناء وطنها اينما كانوا في الريف او في المدينة.