على امتداد أيام متتالية عاشت سورية على وقع مهرجان طريق الحرير في دورته الرابعة والتي تزامنت هذا العام مع شهر رمضان المعظم اضافة الى انطلاق الاحتفالات الخاصة باختيار مدينة حلب كعاصمة للثقافة والاسلامية لسنة 2006. المهرجان الذي اختار لنفسه احياء عادة اهل الشرق في الاحتفاء والاحتفال ايضا بصناعة الحرير التي يتوارثها هناك في بلاد الشام الأباء عن الأجداد، وجه الدعوة الى عدد كبير من الضيوف من رجال الاعلام لمواكبة هذه الدورة الجديدة من هذا المهرجان الذي يراهن الاخوة في سورية على ان يكون خير مناسبة لمزيد التعريف بالمخزون التراثي والأرث الحضاري لهذه الارض التي يغمرك اهلها بحفاوة الاستقبال وكرم الوفادة. «الشعب» كانت هناك حاضرة في هذه الدورة لتسلك مع الأخوة الأشقاء طريق الحرير من دمشق عاصمة الامويين الى تدمر لا تزال تتدثر بعمق التاريخ وصولا الى حلب البهية المتمسكة بتراثها الغنائي الذي تفوح قدوده بين ازقتها وحاراتها تحملك في رحلة البحث عن مليحة ارسلت من خلال السجف ناظرها !!! استعادة لتقاليد متجذرة وزير السياحة السوري الدكتور سعد الله القلعة أكّد في افتتاح مهرجان طريق الحرير 2006 أن الوزارة مند الدورة الأولى ترغب في استعادة تقاليد التفاعل الخلاّق بين الحضارات الذي كانت سورية بحكم موقعها الجغرافي في قلب العالم القديم فهي مركزه ومحوره . ومن خلال هذا الموقع الاستثنائي لسورية في تاريخ طريق الحرير تمّ طرح برامج سياحية عديدة تسمح للمجموعات السياحية بزيارة المواقع الأثرية من قلاع ومعابد وخانات مما يجعل المجموعات السياحية من سلك طريق قوافل الحرير المعاصر. رحلة السندباد (السوري) تجسيد للحوار واللقاء أقامت فرقة إنانا بعملها المسرحي الراقص ثلاثة حفلات في كل من دمشق وتدمر وحلب. وقد اعتمدت هذه الفرقة ما جاء في الكتب القديمة من رحلات تجارية لتقص على الحاضرين الطريق الذي يشقه الحرير رغم المخاطر التي اعترضته من أقصى الشرق (الصين كنقطة انطلاق) الى أن وصل الى أقصى الغرب (المغرب واسبانيا) ، وعند وصوله الى اسبانيا مع طارق بن زياد تمازجت الثقافتين العربية الاسلامية والاسبانية ومنها ولدت الموشحات التي هي ثمار هذا التلاقح. ومن هنا نستخلص العبرة من السياحة بصفة عامة التي تنمي الثقافات وتمزجها ببعضها. ندوة صحفية وفي ختام هذه التظاهرة عقد وزير السياحة السوري الدكتور سعد الله القلعة خصّصها للتعريف بالانجازات السياحية الجارية في سورية مبينا أهمية التجربة التونسية في ميدان السياحة مبرزا حرص سورية على الإستفادة من الخبرات والتجارب التونسية في المجال السياحي. معرض المصحف الشريف تزامن مهرجان طريق الحرير مع احتفالات حلب كعاصمة للثقافة الاسلامية وقد تمّ انجاز معرض بالمناسبة حول كتابة المصحف الشريف بمشاركة 61 فنانا وخطاطا عربيا ويبلغ قياس هذا المصحف (2 م X 1م). مشاركة اعلامية مكثفة واكبت هذه التظاهرة السياحية وفودا اعلامية من مختلف بلدان العالم تجاوز عددهم المائة كما قام المسؤولون على هذا المهرجان بتكليف الأدلاء السياحيين بمرافقة الضيوف وتسهيل مهامهم عبر زيارات ميدانية للمواقع الأثرية والسياحية بكل من تدمر وحلب ودمشق . هذه الزيارات اعطت فكرة جيدة على التطور الذي تشهده السياحة السورية والتي اصبحت تعتمد على الخدمات المتطورة مما جعل سورية قبلة لعشّاق السياحة الأثرية.