رغم اننا كنا اكدنا في الشعب الرياضي اننا سنبتعد عن جرح الملاكمة التونسية حتى يندمل خاصة بعد حلّ المكتب الجامعي السابق وتنصيب الوزارة لمكتب جديد برئاسة الحبيب العسكري ها انّ الظروف اعادتنا الى نفس «الديسك» ليكون ضيفنا خلال هذا العدد عم المولدي المناعي ذلك الملاكم الرائع الذي زارنا في مكاتبنا صبيحة الجمعة الماضي في هذا الحديث مراوحة بين الماضي والحاضر والاتي. المولدي المناعي ثمّ ماذا؟ مولود في 1 افريل 1950 بالكاف ملاكم دولي سابق، بدأت في سنة 1961 بالنادي الرياضي التونسي، شبيبة العمران حاليا وقد كان عمري آنذاك 11 سنة، أما عن بداياتي الحقيقية فقد كانت سنة 1963 بقصر الجمعيات ورغم صغر سني فانّ مدربي اضاف لعمري سنتين وقد كنت اتميز بالقوة البدنية وبالسرعة لاشارك في بطولة المبتدئين في غياب التصنيف مثلما هو موجود حاليا لكنّ وهي من الاشياء التي قتلت الملاكمة التونسية وهي انّ صنف المبتدئين يلعبون مع بعضهم البعض ثمّ انّ الملاكم الاول والثاني من كل ناد تبرمج لهما دورة اخرى وهي في شكل بطولة ممتازة وبمجرد المشاركة في هذه الدورة يجد الملاكم نفسه جاهزا للمنازلة مع الملاكمين الدوليين. هل تتذكر أول منازلة كانت لك؟ كانت امام ملاكم جمعية الناصرية الحبيب العياري وقد هزمني بالنقاط. ثمّ ماذا حصل بعد ذلك؟ في السابق الملاكم المنهزم يغادر البطولة ليشارك بعد ذلك في مجموعة حفلات ليلية وقد نجحت نجاحا باهرا الى درجة انّ هناك من كان يقول لمدربي المرحوم الجيلاني خذر (شهر كعبورة) من اين اتيت بهذا الملاكم. وماهي النجاحات التي حققتها؟ تحصلت على 4 بطولات متتالية كما انضممت للمنتخب الوطني في سنة 1965 الى ان غادرته سنة 1976 وقد نجحت في بلوغ افضل اهدافي لاكون بطلا لافريقيا، وفي الهواة شاركت في الالعاب المتوسطية تونس سنة 1967 والالعاب المتوسطية سنة 1971 بآزمير وشاركت في الالعاب الاولمبية بالمكسيك سنة 1968 كما تواجدت في دورتين دوليتين بالمانياالشرقية (الاولى في 1971 والثانية في 1972) وقد لعبت الدور النهائي لاتحصل على الميدالية الفضية كما تمّ اختياري كأفضل ملاكم عربي وافريقي. كيف يمكن ان تتحدث عن مرحلة الاحتراف؟ كانت مرحلة صعبة جدا في حياتي الرياضية من ذلك انني طلبت من جامعة الملاكمة والتي كان يترأسها انذاك الطيب الوحيشي الخروج للاحتراف الاّ انّ اهلها رفضوا ذلك بسبب عدم وجود من يعوضني وفي ظلّ تلك الظروف غامرت بأن اشتريت تذكرة سفر ثمّ كانت الهجرة الى فرنسا لكنني اصطدمت بواقع جديد يفرض عليّ التجنيس لانضم للمنتخب الفرنسي مع منحي مبلغا ماليا في حدود 15 ألف دينار. كما «سموني مارسال موني» بعد ذلك فكرت في كوني سأواجه ابناء بلدي بجنسية جديدة لذلك خيرت الهروب ومغادرة التراب الفرنسي من خلال امتطاء القطار ليلا (الساعة 7 و30د) لاجد نفسي في فرنكفورت الالمانية على الساعة الثالثة بعد الزوال) من المانيا تحولت الى بلجيكا ثم الى لكسمبورغ وهناك وجدت برقية قد سبقتني تمنع مشاركتي في اي دورة خارج حدود ارض الوطن على اساس انني هربت من المنتخب والحال انّ الحقيقة عكس ذلك تماما. ثمّ كانت العودة الى تونس؟ نعم لأتحصل على بطولات تونس في سنوات 1971 و1972 و1973 و1974 و1975 في الهواة وفي سنة1978 تحصلت على بطولة تونس كمحترف وقد كنت اول بطل تونسي محترف منذ الاستقلال وقد انتصرت ايامها ضمن 12 جولة على الملاكم التونسي عبد العزيز الحامي بعدها دخلت ميدان التدريب لأتولى مهمة الاشراف على اكابر الناصرية ثمّ على حلبة النجوم والترجي الرياضي التونسي والمطوية ثم عدت الى الناصرية كما عملت مدربا مساعدا لمدرب المنتخب التونسي الروسي موريس برانكوف وقد كان ذلك في ألعاب المتوسط سنة 2001 وقد تحصلنا ايامها على 12 ميدالية. لكنّ المردود تراجع؟ كان لابد من البحث في اسباب هذا التراجع والتي تبقى اساسا في غياب سياسة عمل واضحة من خلال تدخل بعض من لا صلة لهم بقطاع الملاكمة كما انّ «الطمع» اعمى بصيرة الكثيرين الذين تناسوا واجبهم نحو الملاكمة التونسية كما تناسوا واجبهم نحو وطنهم. هل ترى افق تحسن الاحوال بعد حل المكتب الجامعي السابق؟ من خلال العودة الى شيء من التاريخ يتبين لنا ان نجاح الملاكمة التونسية وهنا اذكر في هذا المقام النجاحات التي حققتها الملاكمة التونسية في عهد «الكولونال حسين حمودة» رحمه الله وفي عهد السيد عمر مصدق وفي عهد «الكولونال مختار القماطي» وفي عهد العميد العربي الدريدي لاقول انشاء الله تمشي الامور مع الكولونال الحبيب العسكري الرئيس الجديد لجامعة الملاكمة. لكنّ الذي اعرفه انّ وزارة الرياضة اغمضت عينها على الذي حصل في عهد محمد بالنور؟ لا... الوزارة تتابع كل التفاصيل وقراراتها تستند لمعطيات وثوابت ولعلي لا اذيع سرا اذا قلت انّ رئيس ديوان وزير الرياضة السيد عادل بلحسين يتابع ادق التفاصيل خدمة لابناء هذا الوطن كما انّ الاستاذ عبد الله الكعبي يعرف كل الملفات وقد اتخذ قراره التاريخي في الوقت المناسب.. ماذا ينقص الملاكمة التونسية حاليا؟ ينقصها بالاساس مدير فني يفهم الملاكمة، على ان لا يتحكم فيه اعضاء الجامعة او من يعملون في النوادي على ان يتحرك في كل الاتجاهات لا ان يبقى في مكتبه على ان نتجاوز عقلية تعيين حكام «بالقياس» لبعض النوادي الى درجة انهم «تسمّوا» عليها وهذا حتما لن يفيد ملاكمتنا. وحتى نلتقي؟ الشكر الموصول لكل الذين خدموا القطاع بصدق ونزاهة واشكر كل الذين يسعون لخدمة هذا الوطن.