للمرة الثانية منذ خوصصة المؤسسة وتسليم مفاتحيها الى مستثمر جديد يلجأ عمال المغازة العامة البالغ عددهم حوالي 2400 عامل وعاملة بكامل تراب الجمهورية الى الاضراب عن العمل مطالبين باحترام ممارسة الحق النقابي وارجاع المطرودين كافة ودعوة الادارة العامة إلى الإمضاء على عقد الاحالة والقرارات الفردية. الاضراب الثاني الذي امتد اربعة ايام كاملة من يوم 31 اكتوبر الى 3 نوفمبر سجل نسبة نجاح كبيرة اسقطت في أيدي الادارة التي راحت تبحث عن تهم واهية باطلة لا أساس لها من الصحة لإلصاقها ببعض العمال والنقابيين في محاولات اعلامية جانبت الى حد كبير الدوافع الحقيقية لهذا الاضراب. التزام ونجاح ولتقييم هذا الاضراب والوقوف عند دوافعه وتداعياته اوضح لنا الاخ كمال سعد الكاتب العام للجامعة العاة للمعاش والسياحة ان اضراب اعوان المغازة العامةحقق نجاحا كبيرا في الفروع كافة ولنا احصائيات دقيقة وواقعية تؤكد هذا النجاح وتبرهن على مدى ما تحلى به الاعوان من انضباط والتزام بتنفيذ الاضراب في إطار ما دفع اليه وهو المطالبة باحترام الحق النقابي واعادة المطرودين وتأكيد المحافظة على الحقوق المكتسبة للعمال وامتيازاتهم واعتبر الاضراب وسيلة للدفاع عن هذه الحقوق النقابية وليس غاية كما اعتقد بعض المسؤولين الاداريين في هذه المؤسسة والذين امعنوا في التلكؤ للاستجابة لمطالب الاعوان بل ذهبوا الى حد التعدي على القانون وشرعوا للتسلط والفوضى لعلهم يصلون الى فك عصمة بعض العمال دون قيد أو قانون اذ ان كراس الشروط وفر لهم من خلال عديد الثغرات والنقائص فرصة للتنصل من حقوق العمال ومكاسبهم وامتيازاتهم وأضاف الاخ كمال سعد في تعقيب حول هذه الثغرات ان الفصل 15 من مجلة الشغل يتيح لنا كطرف اجتماعي مسؤول حق المطالبة ببند اجتماعي يتضمن المحافظة على حقوق العمال ومكتسباتهم وامتيازاتهم السابقة لان الوضعية القانونية لهذه المؤسسة تختلف عن بقية المؤسسات التي تم التفويت فيها للخواص ذلك ان مؤسسة المغازة العامة تخضع في تعاملها القانوني مع العمال إلى مبادئ الاتفاقية القطاعية المشتركة لتجارة الجملة ونصف الجملة بالرغم من أن رأس مالها متأت بنسبة 74 من مساهمات الدولة ومخول لأعوانها التمتع بامتيازات وحقوق خارجة عن إطار الاتفاقية وهو ما يحظى به عديد العمال في هذه المؤسسة. بند اجتماعي وبين الاخ كمال سعد أن الاتحاد العام التونسي للشغل من خلال الجامعة العامة للمعاش والسياحة يتمسك بضرورة ايجاد بند اجتماعي يطمئن من خلاله العمال على مستقبلهم ويمنع عن المستثمر الجديد التراجع والتلكؤ. مسمومة وقال الكاتب العام للجامعة ان من أبرز مظاهر هذه النية المبيتة لدى صاحب المؤسسة الجديد هي اقراره بدفع منحة ب 50 دينارا لكل العمال حدد التمتع بها قبل موعد تنفيذ الاضراب وهو ما اعتبر بنظر العمال هدية مسمومة المراد منها ابطال الاضراب ولي ذراع الطرف النقابي، وقال كمال سعد نشكر العمال الذين كانوا يقظين ولم يتخلوا عن قناعاتهم النقابية والايمان بمطالبهم المشروعة. تخفظات وفي تقييم للواقع قال كاتب عام الجامعة مازالت لنا تحفظات كبيرة باتجاه بعض الاجراءات التي رافقت عملية البيع والتفويت لهذا المستثمر التي تمت في آجال لم تستغرق المدة القانونية فضلا عن عدم الاستجابة لطلب اقتناء اسهم من طرف بعض العمال طبقا لما ينص عليه القانون. وأعلن أن هذا الوضع ولد أزمة ثقة مبعثها الاصلي ممارسات المستثمر الجديد الذي لم نقتنع بعد بان هناك طرفا اجتماعيا مقابلا له تجب محاورته ومفاوضته بكل جدية ومسؤولية. توسيع قنوات الحوار وأوضح الاخ كمال سعد انه رفع تقريرا مفصلا للاخ الامين العام للاتحاد العام الذي سارع بدعوة المكتب التنفيذي الوطني لعقد اجتماع خاص بالوضع في المغازة العامة وينتظر في ضوء هذا الاجتماع ان تتوسع قنوات الحوار والتفاوض لان في القضية مستقبل مئات العائلات.