أقامت الرابطة الوطنية لكرة القدم النسائية يوما فنيا وطنيا للحكمة التونسية في كرة القدم»، تحت إشراف وزير الرياضة عبد الله الكعبي ليكون الاختتام لوزيرة المرأة سلوى اللبّان، اليوم حقق نجاحا تاريخيا خاصّة وأنّ عدد المحاضرين كان مميّزا حتّى في غياب بن خديجة الذي ذهب للطوغو، وفي هذا الاطار كان لنا لقاء مع العديد من الحكمات . دخلنا قاعة المؤتمرات ما آثار انتباهنا وجود فتيات يضحكن. خلنا أنهن حاضرات لمجرد تشجيع مساهمة الحكمات في هذه التظاهرة الرياضية الهامة خيانة زوجية وأنهن في البداية كنا عاديات قبل أن يقمن بإرتداء ملابس رياضية موّحدة. استهلينا حديثنا مع الآنسة شافية الهنداوي وهي من رابطة الوسط الشرقي بالمنستير، وهي التي أجابتنا بكل لطف ورقة عن أسئلتنا حيث بادرت بالحديث عن بدايتها في مجال التحكيم، والتي انطلقت بولعها بكرة القدم، اذ أنها تعتبرها لعبة جماعية مثيرة جدا وهو ما جعلها تسعى لاستغلال الفرصة لتكون من المساهمين الفاعلين في هذه الرياضة على الرغم من أنها تدرس الإيطالية (طالبة). هذا وتضيف شافية أنها تهوى كرة القدم منذ الصغر خصوصا وأن الأجواء العائلية مفعمة بحب الرياضة. وفي اطار الحديث عن العائلة وعن مدى تفاعلها مع الفكرة، صرحت قائلة أنها في البداية لقيت رفضا ولم تجد تشجيعا من الأهل، إلا أنه تمت مسايرة رغباتها باعتبارها قادرة على اتخاذ قراراتها بمفردها. ولعل خوف العائلة من مواقف الشارع والصعوبات التي من الممكن أن تعترض الحكمة أثناء المباريات، جعلها تكون متخوفة من اولى البدايات إلا أن شافية اكدت أنها بالرغم من بدايتها والتي لا تزال قصيرة في هذا المجال فهي لم تواجه الى حدّ الآن أية مشاكل تذكر، بل بالعكس وجدت كلّ الدعم من كل الأطراف، ولكن هذا لا ينفي وجود بعض الاحراج الذي يسببه الجمهور من كلام بذيء. هذا وأعربت شافية أن هذه التجربة مكنتها من كسب الكثير من العلاقات الرائعة، زائد التحكم في النفس وهي صفة اساسية تتطلبها الحكمة، خصوصا وأنها تطمح لتكون حكمة دولية، لذلك فهي تسعى جاهدة للعمل والاجتهاد والتضحية، من ذلك انها مواضبة على التمارين للوصول الى هاته المرتبة. وفي ختام حديثنا معها وفي ردها عن سؤال يتمحور حول امكانية ادارة حكمة تونسية لمقابلة في البطولات التونسية المحترفة أجابتنا شافية بكل تواضع أن هذا اليوم يمكن أن يأتي ولكن بالمثابرة والعمل الطويل، خصوصا وأنها شاهدت بطولات أوروبية تديرها حكمات دوليات، وهذا ما يشجع على الرغبة في الوصول الى تلك المرتبة. أما بالنسبة للحكمة سعاد السالمي فهي تمثل وجها مغايرا للحكمة شافية. ولعل ما شجعنا للتحوار معها شخصيتها القوية وفي نفس الوقت تواضعها وحيويتها. الآنسة سعاد تنتمي لرابطة الشمال الغربي بالكاف وقد كشفت لنا هي الآخرى عن ولعها بكرة القدم. ولكن لأسباب صحية اضطرت للتوقف عن نشاطها الرياضي فاغتنمت الفرصة لتواصل تواجدها في هذا المجال الحيوي لتصبح حكمة، وقد لقيت دعما كبيرا من العائلة مع قبول تام للفكرة إلا أنها تواجه مشاكل من نوع آخر ألا هي عقلية أهل الشمال الغربي على حدّ قولها والذين يرفضون فكرة تواجد المرأة على الميدان تدير مباراة كرة القدم، وهو ما يعكس تماما، تصرفاتهم بالاعتداءات اللفظية والمضايقات من قبل الجمهور الى جانب قول عبارات منافية للأخلاق، إلا أن سعاد تقول في نفس الوقت انه كلام اعتدنا عليه في الطريق ولا بدّ من تجاوزه والتركيز أكثر على المباراة عند النزول الى الملعب كما تطرقت سعاد الى مشكل الملابس الرياضية والتي عادة مالا تكون متوفرة أحيانا على الرغم من ضروريتها. كما تركز الآنسة سعاد حديثها على نقطة هامة وهي تدعو من خلالها الى مزيد الاهتمام بالجانب التطبيقي في التدريبات الرياضية أكثر من أن تكون دروس نظرية تعتمد على مشاهدة التلفاز فالحكمات هن في حاجة ماسة الى نصائح أكثر على الميدان والتكثيف من التمارين وهو ما تفتقر اليه الحكمات، حيث يضطررن للنزول الى الملعب والقيام بتدريبات بمفردهنّ دون مراقبة أو توجيه. أما عن الاضافات التي منحتها لها هذه التجربة فتقول الآنسة سعاد أنها أصبحت أكثر مسؤولة عن شخصيتها وذلك مقارنة بالتجربة التي مرت بها في كرة القدم والتي لم تعطيها أي قيمة وغلب عليها طابع الاستهتار، لذلك فهي عازمة على النّجاح في ميدان التحكيم.