عقدت النقابة العامة للتعليم الثانوي يوم الاثنين 17 ديسمبر 2007 ندوة صحفية بمقرها نهج سوق اهراس بالعاصمة خصصتها للتطورات الصحية للاساتذة الثلاثة المضربين عن الطعام من اجل ارجاعهم الى سالف عملهم. الوضعية قال عنها الاخ الشاذلي قاري الكاتب العام للنقابة انها متدهورة وسيئة جدا وهو ما استوجب نقل اثنين منهما وهما الاستاذان علي الجلولي ومعز الزغلامي الي مركز مختص للمعالجة وهو ما تم بالفعل يوم 13 ديسمبر الجاري بناء على تقرير اللجنة الطبية المتابعة للحالة الصحية للمضربين منذ 20 نوفمبر الفارط الى حد كتابة هذه الاسطر. وقد تمظهر التدهور الصحي بالخصوص في انخفاض كبير في الوزن ونقص كبير في البوتاسيوم واضطراب في ضغط الدم والنوم، كما ظهرت اعراض الانهاك وقلة النوم وامام هذه الحالة المتدهورة جدا والتي تبعث على الانشغال وخوفا من حصول مكروه للاساتذة المضربين طالبت اللجنة الطبية بايقاف اضراب الجوع فورا، لكن رغم التقرير الطبي فان الاساتذة المعنيين قرروا مواصلة الاضراب من اجل حقهم في الشغل ورغم وعي النقابة بهذه الخطورة الا انها لم تتصد لإرادة معز الزغلامي وعلي الجلولي ومحمد المومني الذين يؤمنون بعدالة قضيتهم وبحقهم المشروع في الشغل خاصة بعد ان تبيّن للجميع من خلال تقارير التفقد والملاحظات المصاحبة والاعداد الصناعية (بالنسبة لعلي الجلولي) انها ملاحظات ايجابية وهامة ومن شأنها ان تكون الى جانب المعنيين بالامر وتساهم في انتدابهم لا في التخلي عنهم وحرمانهم من شغل وأداء رسالة نبيلة هي رسالة التدريس وتعليم الناشئة وانارة السبيل لتلاميذنا. الاخ الشاذلي اري، الذي كان مرفوقا بعدد من اعضاء النقابة العامة، عبر عن مساندة النقابة العامة ومدرسي التعليم الثانوي للاساتذة المضربين عن الطعام لاسباب شرعية لا يرقي اليها الشك مذكرا بالاجراءات العملية التي تم اتخاذها في لقاء ممثلي النقابات الجهوية للتعليم الثانوي المجتمعين بتاريخ 7 ديسمبر 2007 بدار الاتحاد تحت اشراف النقابة العامة ومنها بالخصوص انجاز وقفات احتجاجية لمدة ربع ساعة يومي 11 و 13 ديسمبر 2007 وحمل الشارة الحمراء كامل يومي 12 و 13 من نفس الشهر خلال حصص التدريس والاضراب عن العمل كامل يوم 10 جانفي 2008 ما لم تتراجع وزارة التربية عن اجراءاتها التعسفية حسب قوله. الاخ الشاذلي اري تقدم بالشكر الى كل الذين عبروا عن مساندتهم للاساتذة المعنيين باضراب الجوع مؤكدا ان اضراب الجوع مبدأ نقابي سيبقى كذلك والنقابة متمسكة به ولن تسمح بتوظيفه من اي جهة كانت مؤكدا في ذات الوقت ان الاضراب عن الطعام تم اللجوء اليه بعد ان فشلت كل المساعي مع وزارة التربية واغلقت كل الابواب ولم توجد اية صيغة اتفاق لارجاع علي الجلولي ومعز الزغلامي ومحمد المومني الى سالف عملهم. الاخ الشاذلي اري اعلن الاستعداد لحل اضراب الجوع اذا عبرت وزارة التربية عن استعدادها للتعاون والاستجابة لمبدإ ارجاع الاساتذة الثلاثة الى سالف عملهم اما اذا تمسكت الوزارة بموقفها الرافض فان النقابة العامة لن تقف ضد ارادة الاساتذة المضربين عن الطعام وستواصل وقوفها الى جانبهم ومساندتهم باتباع اشكال نضالية اخرى سيتم اعلانها في ابانها محذرا في نفس الوقت من تمادي الوزارة في لامبالاتها تجاه مطلب شرعي لثلاثة مدرسين من ابناء تونس وهو ارجاعهم الى سالف عملهم، ومؤكدا ان النقابة العامة للتعليم الثانوي متمسكة بموقفها الداعم للاساتذة الثلاثة. ان الحوار يبقى انجع السبل لايجاد حلول ملائمة للمسائل القائمة وهو القادر على تجاوز الاشكالات التي قد تحدث بين الحين والاخر وتجنب التوترات والهروب الى الامام وهو ما لا يستفيد منه اي طرف فمتى نرى حلا مشرفا لهذه المسألة التي شغلت بال كل الاطراف؟ وبعد ان تقدم بالشكر الى وسائل الاعلام التي غطت انشطة النقابة وبالخصوص ملف الاساتذة المضربين عن الطعام اعلن الاخ الشاذلي اري ان اعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي سيقضون ايام العيد مع المضربين عن الطعام وسيقيمون بمقر النقابة العامة للمساندة والتضامن وسيكونون الى جانب زملائهم الثلاثة في نضالهم من اجل حقهم في ارجاعهم الى سالف عملهم.
