ردّا على ما جاء في رأي كتبه أحد المواطنين تحت عنوان «في سابقة أولى من نوعها شركة الكهرباء والغاز تعمد إلى قطع التيّار أيّام الآحاد» على أعمدة العدد 949 من «الشعب» بتاريخ 22 ديسمبر 2007 متستّرا وراء امضاء (ح/ش)، ولو أنّي كنت دائما أرفض الرسائل مجهولة المصدر ولا أقيم لها وزنا لأنّها وبكلّ احترامي لصاحب الرّأي المذكور تنطوي على كثير من الجبن لأسباب عدّة أوّلا هو يتحدّث عن شيء واقع وأنّ «الستاغ» كائن حيّ يتجاوب مع ملاحظات كلّ المواطنين. ثانيا هو كتب رأيه في «الشعب» لسان الاتحاد العام التونسي للشغل الذي تعوّد أبناؤه جيلا بعد جيل الاصداع بالحقيقة دون أن تأخذهم في ذلك لومة لائم. أودّ هنا أن أوضّح بأنّ هذا الرّد ليس للجانب الإداري إنّما هو توضيح لما يعانيه أعوان «الستاغ» من وجهة نظر نقابية ليس للمواطن أيّ فكرة عن قساوتها وشدّة وطئتها على الجميع ولقد دفعني لهذا الرّد حادثة وقعت قبل أسبوع فقط من أيّام العيد التي تحدّث عنها الأخ المختفي وراء (ح/ش) هذه الحادثة تتمثّل في أنّ شابّا في مقتبل العمر حديث العهد بالزّواج رُزق بطفلة مازالت لم تع شيأ من هذه الدنيا، هذا الشاب يعمل في إحدى الفرق المتخصّصة التي آلت «الستاغ» على نفسها بأن تُعمّمها بكل الأقاليم في جميع الجهات والمتمثلة في العمل تحت الضغط. ولسائل أن يسأل لماذا هذه الفرق؟ فقط لأنّ الشركة تعتبر نفسها قد تجاوزت المرحلة التقليدية القائلة أنّه لا يمكن التدخّل على الشبكة إلاّ بعد قطع التيّار الكهربائي من أجل اصلاح عطب بسيط. اختارت «الستاغ» هذا الطريق خدمة للمواطن واحتراما لما وصله التونسي من وعي ورقي اجتماعي، إذن حرص إقليمالقيروان على أن لا يُحرم المواطنون خلال أيّام العيد والآحاد من المواعيد الرياضية والفرجة السينمائية والفرحة بالأضاحي فوقعت برمجة عمل تحت الضّغط المرتفع بالجهة، وفي حين غفلة من الجميع تدلّى المأسوف على شبابه الشهيد خميّس البرغوثي من العمود الكهربائي مشدودا بحزام الأمان مسعوقا بالتيّار أسبوعا فقط قبل العيد تاركا لوعة وحسرة في قلوب الجميع والشهيد خميّس البرغوثي ليس الأوّل ونرجو أن يكون الأخير من زملائنا الذين احترقوا كالشّموع وفينا من عاش بعديد العاهات التي كثيرا ما تشمئزّ لها الأجساد أو تأخذك قشعريرة تعمّ كامل بدنك لمجرّد النّظر لمخلّفات مثل هذه الفواجع وما أمرُ الزميل الآخر من تونس البحرية الذي أصيب بحروق بليغة على مستوى الوجه واليدين وهو يقيم هذه الأيّام بالمستشفى العسكري بتونس إلاّ تأكيد على ذلك.، كلّ هذه الفواجع والآلام من أجل أن يستضيء الآخرون بالنّور الكهربائي هم وأطفالهم دون أدنى خلل أو عطب. إنّ مثل هذه الفواجع أصبحت شبه مألوفة لدينا لأنّنا نؤمن بأنّنا نخدم وطننا وبلادنا وأنّنا نوظّف ذلك في خانة ضريبة الوطنية والمحافظة على «الستاغ» عموميّة وطنية من أجل الجميع. وأريد أن أطرح سؤالا على الجميع: ماذا لو امتنع الشهيد خميّس عن القيام بذلك العمل الخطير أسبوعا قبل العيد خوفا من أيّ طارئ يمكن أن يحدث، ثمّ انقطع التيّار الكهربائي وأعلنت الشركة أنّ ذلك يعود لرفض الشهيد العمل، حتما سوف تُجمع الإجابات (موش على كيفو) وسوف يُطالب البعض برفته عن العمل. لكنّنا مؤمنون بقضاء اللّه وقدره ولا يسعنا إلاّ أن نُحوقل ونردّ أمرنا للّه، لكنّنا أيضا لا يمكن أن نقول اللّه غالب على من فاجئه قدره في غفلة من الجميع بنفس المعنى مع الذي تهاون في دفع فاتورة استهلاكه للنّور الكهربائي حتّى بعد انقضاء المهلة الأولى التي تحدّدها الفاتورة الأصلية والثانية التي يحدّدها التنبيه بالدّفع أو قطع الكهرباء أم أنّ بعضهم يُبوّب «الستاغ» ومنتوجها وأعوانها في خانة (رزق البيليك). رحم اللّه الشهيد خميّس البرغوثي وكل شهداء الكهرباء والغاز الذين قضوا في خدمة العباد والبلاد. هذا ما يعانيه بعض أعوان «الستاغ» واللّه ولي التّوفيق. عبد الخالق فراش عضو الجامعة العامّة للكهرباء والغاز