في إطار الاحتفال بالذكرى 62 لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل وإحياء الذكرى 83 لتأسيس جامعة عموم العملة، نظم قسم العلاقات الدولية والعربية بالاتحاد، يوم 19 جانفي الجاري، ندوة نقابية فكرية حول الظروف التاريخية لنشأة الاقتصاد التعاوني الاجتماعي في العشرينات. وتميّزت الندوة بمعرض وثائقي قدم بسطة شاملة عن تاريخ الحركة النقابية التونسية وما قدمته من مكاسب على مستوى البناء والتشييد الاقتصادي والاجتماعي. كما تم بالمناسبة عرض شريط وثائقي حول دور الرواد النقابيين منذ العشرينات في بناء الحركة النقابية وانشاء الاقتصاد التعاوني الاجتماعي. وأبرزت الندوة دور الزعماء محمد علي الحامي وفرحات حشاد واحمد التليلي والحبيب عاشور في تعزيز الترابط بين الابعاد الاقتصادية والاجتماعية لتنمية المجتمع وتحديثه وبينت المحاضرات القيمة للاساتذة «الهادي جلاب» و»عبد الستار العاتي» و»رضا التليلي» الفكر التعاوني في ممارسة القيادة النقابية ودور الاتحاد في الحدّ من غلاء المعيشة والدفع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتحديثية للبلاد من خلال بياناته وتقاريره الاقتصادية ولوائحه وكان دور الاتحاد يعتمد على النضال الاجتماعي والنقابي مع التصدّي لكل المظاهر السلبية التي تضرّ بالطبقة العاملة. وقد أكد الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد، حرص المنظمة على مواصلة هذا الطريق الذي عبّده الرواد، مشدّدا على أن الاتحاد سيبقى وفيّا للمبادئ التي قامت عليها الحركة العمالية والوطنية التونسية. وأبرزت المحاضرات تنبّه الحركة الاجتماعية التونسية الى اهمية التضامن والتآزر وتنمية الاقتصاد التعاوني باعتبارها عناصر أساسية للدفاع عن الطبقة العاملة. وتوجت هذه المحاضرات بنقاشات عميقة بين المشاركين افضت الى عديد التوصيات حيث تمت الدعوة الى احياء ذكرى تأسيس الاتحاد بصفة متلازمة مع احياء تأسيس جامعة عموم العملة التونسية تأكيدا على ترابط الحركة العمالية والوطنية وتراكم التجربة النقابية. كذلك تم التأكيد على ضرورة تعميق البحث في المحاور التي طرحتها الحركة العمالية والنقابية الوطنية منذ نشأتها والتي مازالت تكتسي بعدا آنيا حتى اليوم. ودعا المشاركون الى تشجيع البحوث والدراسات حول تاريخ الحركة العمالية والنقابية الوطنية وتسليط الضوء على مختلف مراحلها لا سيما حول مرحلة المناضل بلقاسم القناوي التي تبقى غير معروفة بالشكل الكافي والدقيق الى حدّ الان. وحماية لتاريخ الحركة النقابية باعتبارها جزءا مهما من الذاكرة النقابية تمت الدعوة الى العمل على جمع الوثائق والشهادات التي تهم الحركة العمالية والنقابية بالتعاون مع المؤسسات والهياكل الوطنية والدولية المعنية. وتمكنت الندوة من ابراز ما قدمته الحركة النقابية الوطنية، منذ العشرينات داخل المجتمع التونسي مما يجعلها حلقة قوية في دفع التنمية والدفاع عن حقوق الشغالين بالفكر والساعد. وكان الاخ محمد الطرابلسي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم العلاقات الدولية قد أشرف على هذه الندوة في حين قدم الاستاذ الهادي الشمانقي المحاضرين وكان الاخ سفيان بن حميدة مقررا للندوة.