سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لم ألقَ دعما إلا من رئيس الجمهورية والمشاهد التونسي فقط!!! باعث قناة حنبعل السيد العربي نصرة ل «الشعب»:
التعددية الاعلامية هي محكّ الشفافية والنزاهة الاعلامية
لن نضيف جديدا للقارئ إذا قلنا ان القناة التونسية حنبعل أحدثت رجّة هائلة وفق عبارة بول ريكور في المشهد الاعلامي الوطني والاقليمي، ذلك ان القناة منذ انبعاثها سنة 2005 اخترقت الأفق الأحادي الذي كان جاثما على المشاهد التونسي من جهة، ومن جهة ثانية كسبت ثقة نفس المشاهد من خلال تغلغلها اليومي بصفة مباشرة في تلافيف المعيش التونسي وصميم الحراك الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. يمكن الاقرار، بعد ثلاث سنوات، بأن حنبعل صنعت لنفسها شخصية مستقلة بذاتها ذات خصوصية ومميزات اجتهدت أسرتها الاعلامية والادارية وعلى رأسها باعثها التونسي العربي نصرة، في تطويرها والحفاظ عليها، بل وجعلها مرجعا لغيرها من الفضائيات التي صارت تستنسخ من قناة حنبعل بعض طرائقها وأساليبها في التنشيط وادارة البرامج وحتى في الاختيارات والضيوف. ورغم ما تعيشه قناة حنبعل من ضغوطات وعراقيل غير مبررة مثلما صرّح صاحبها فان القناة لا تزال قائمة الذات، تسير بنفس النسق والاصرار في نهج الاختلاف والاضافة الذي اختارته منذ بدايتها، بل هي وصلت الى مرحلة الرشد والنضج ولا أدل على ذلك من المولود الجديد الذي سيرى النور يوم 13 فيفري 2008 المتمثل في قناة جديدة ستكون بمثابة فاتحة لباقة كاملة من القنوات، كشف لنا السيد العربي نصرة تفاصيلها ضمن هذا الحوار الذي خصّ به جريدة الشعب: تطفئون يوم 13 فيفري 2008 الشمعة الثالثة لقناة حنبعل، فهل أنتم راضون عمّا حققتموه؟ كان من المفترض ان نطفئ الشمعة الرابعة لان ترخيص القناة تأخر مدة سنة كاملة، ولكن اعتقد ان ذلك كان في صالحنا، (رب نافعة ضارة) فقد انطلقنا بشحنة كبيرة من الحماس والاتقاد لم تخب الى الآن وهو ما يجعلني اقول بكل ثقة في النفس إن نجاح القناة التونسية حنبعل فاق حتى توقعاتي الشخصية. ونجاحنا تحقق بفضل ايماني بالمشروع و «هوسي» لخدمة تونس وشعبها وكذلك بالألفة الاسرية وشفافية التعامل بين افراد الاسرة من تقنيين واعلاميين واداريين، وايضا من الدعم الذي لقيته شخصيا من رئيس الدولة ومن المشاهد التونسي في كل شبر من البلاد الذي برهن على وفائه الدائم لقناة حنبعل وصار يتغنّى باسمها في الملاعب ويستقبلها في الارياف والمداشر والقرى النائية بالحب والتبجيل. في عيد ميلادنا هذا أقول أن الرأس المال الرمزي الذي كسبناه أنسانا كل ما صرفته من رأس مال مادي زائل بطبعه. ولكن نجاحكم هذا كان محفوفا بالمخاطر فيما أعتقد؟ بالفعل، نجاحنا كان محفوفا بعدة مخاطر وعراقيل وصعوبات ويمكنني ان أصنّفها الى نوعين : أولا، صعوبات ومخاطر فرضتها علينا طبيعة المرحلة التي أنشأنا فيها القناة، فالبلاد عاشت 40 سنة على صوت واحد وصورة واحدة انفردت بها قناة تونس 7، فكان من العسير علينا كسر هذا المشهد الاحادي واختراق الحدود، ومع ذلك جازفت وغامرت وزرعت فكرتي في الارض وللحقيقة أقول اني لم أفاجأ عندما اثرنا القلق لدى الخاملين وأربكنا سُباتهم الطويل رغم محاولات تثبيط عزائمنا، رغم اننا لم نقم بثورة، فقط جسّدنا مفهوم الاختلاف والمغايرة، حيث خلقنا مناخا مغايرا حرّكنا به المشهد الجامد. وثانيا، صعوبات وعراقيل خارجية تمثلت بالاساس في قلة التعاون الخارجي وفي عدم المساندة من اغلب الاطراف مثل مكاتب الدراسات التي لم تعطنا فرصة لنكبر ونتماسك، وها نحن نكبر ويصلب عودنا يوما بعد يوم وهذا بشهادة الجميع، وأود ان اقول من هذا المنبر اننا برهنا على التزامنا مع طموحنا المشروع أولا وثانيا برهنا على التزامنا بالثقة والدعم اللذيْن منحنا اياهما سيادة رئيس الجمهورية. وان كانت الصعوبات المالية التي تجاوزناها في البداية ومازلنا نحاول الى اليوم تجاوز المحدث منها فان الاخطر من المالي هو الذهنيات «المُعقدة» والعقول الجامدة والسلبية التي لا تؤمن بالاختلاف والتعددية وهي ذهنية منتشرة بشكل كبير للأسف لدى العديد من المسؤولين في بلادنا، ولا أدل على كلامي من الاحصاء المضحك الذي قامت به مؤخرا احدى مؤسسات الاحصاء غير الموضوعية وهي حكاية علم بها القاصي والداني. اعتقد ايضا سيد العربي نصرة ان هناك عدة مشاكل اخرى تواجهكم في علاقة مثلا بالتقنيين وبالارسال وانقطاع البث وغيرها؟ بالفعل مازلنا نواجه العديد من المشاكل غير المبررة بالمرة وهي كما قلت لك نابعة كلها من عقلية الحسد وتثبيط العزائم، ولكن اقول للجميع انني اكبر من عراقيلكم وان اسرة حنبعل بلُحمتها وتآلفها لا تنظر الا الى مستقبلها الذي هو جزء من مستقبل تونس الاعلامي، ومن دون تفصيل تلك العراقيل سأذكرها لك وللقراء مُجملة، وأهمها ان قناة تونس 7 لم تتعاون معنا عندما التجأت لها لتمكيننا ببعض التقنيين، وكذلك تهديدنا من قبل ديوان الارسال التلفزيوني بقطع البث اذا لم ندفع المبالغ الخيالية لتأمين البث ، وبالفعل قطع علينا الديوان البث اكثر من مرة لعل اخرها تلك التي دامت سبع ساعات متواصلة في حين لم ينقطع الإرسال عن تونس 7 إلا ساعة واحدة فقط فهل يُعقل هذا !!! كما ان قناة حنبعل غير معفاة من الضرائب وهو ما يناقض قوانين البلاد وأغرب من ذلك مطالبتنا بأتاوة او جزية للدولة وهي بدعة لم نسمع عنها في آي بلد في العالم بقاراته الخمس!!! كيف عملتم لتجاوز هذه الصعوبات؟ تجاوزنا لهذه العراقيل لم ينته وانما هو عمل مستمر ودؤوب وميزة هذه الصعوبات انها غذّت حماسنا اكثر لنضمن رأسمال رمزيا بالاساس تمثل في تكوين 250 اطارا تقنيا شابا متمكنا من آليات العمل المتطورة، العراقيل تجاوزناها بدفع مستحقات شركة عربسات لكامل سنة 2008 ... تجاوزناها ايضا بصرف زهاء 20 مليارا من جيبي الخاص، ونتجاوزها يوميا بآلاف رسائل الشكر التي تصلنا من المشاهدين وببرقيات التشجيع والمؤازرة العفوية من البسطاء الذين لا تنخر عقولهم سوسة الحسد... ماذا عن مشروعكم الاعلامي الجديد؟ نعم، بعد ايام قليلة وتحديدا يوم 13 فيفري 2008، يوم عيد ميلاد قناة حنبعل، سنطلق قناة جديدة اسميناها «حنبعل الشرق» وهي قناة مختصة في بث المسلسلات موجهة لجمهور الشرق والخليج، وسنبث اعمالا من عدة دول عربية وأجنبية تمت دبلجتها وقد كان اختيار الاسم مقصودا لأن اكتساح بعض القنوات فضاءنا المغاربي مثل الجزيرة المغاربية و «MBC» المغاربية دفعنا لاكتساح الفضاء المشرقي فنكون بذلك سباقين في هذا الميدان وهذا الاختيار. وستكون قناة «حنبعل الشرق» اللبنة الاولى من مشروع مستقبلي يتمثل في فتح مجموعة من القنوات المختصة في الثقافة والموسيقى والرياضة وهي كلها تستظل بمظلة القناة الأم حنبعل. هل سيتابع جمهور الشرق اعمالا تونسية على القناة الجديدة؟ هذا سؤال يمكن ان تجيبك عنه الدوائر المسؤولة أما أنا فأرجو من كل قلبي ان أروّج اعمالنا الدرامية في منطقة الشرق بالشكل الأنسب. وبالفعل فقد طلبت من بعض المسؤولين تمكيني من عدة اعمال تونسية لاقت نجاحا هنا، وقد طلبت تلك الاعمال بمقابل مادي، تصور أنني سأدفع مالا من جيبي الخاص لترويج اعمالنا الدرامية ومع ذلك مازال المطلب معلقا الى اجل غير مسمى وأقول لكل مسؤول سيطالع هذا الحوار اني الى الآن انتظر اجابتكم فان كانت بالموافقة فاني سأبذل قصارى جهدي لبرمجة مسلسلاتنا في أوقات الذروة لدى المشاهدين وبشكل يومي ومدروس وان كانت الاجابة بالنفي فإني ايضا أقول بكل أسف إن الله لا يكلف نفسا الا وسعها.