هو احتجاج على الظروف التي يعيشها أبناؤنا في مبيت المدرسة الاعدادية النموذجية بصفاقس. قيل انّّها مدرسة اعدادية نموذجية؟ لقد قمت بزيارة هذه المدرسة النموذجية فلم اجد فيها شيئا نموذجيا سوى هؤلاء التلاميذ النجباء فلذات أكبادنا. لقد بعثت بابني الى هذه المدرسة على أمل أن يتلقى تعليما نموذجيا بما أنّه كان متفوّقا لكن أصبت بخيبة أمل بل بصدمة لما دخلتها. أبدأ احتجاجي على مكوّنات الوجبات التي يتناولها أبناؤنا في هذا المبيت: إنّها تحتوي كل يوم على المقليات سواء أكانت خضراء أو لحوما مع مرق الطّماطم المصبّر غالبا. فهل هذه أكلة صحيّة؟ قال لي مدير المدرسة الاعدادية النّموذجية أنّ وزارة التربية والتكوين تخصص لكلّ تلميذ ما قيمته 600 مي على مدى الوجبات الثلاث. فهل هذا مقبول ومعقول ونحن في سنة 2008. فهل تكفي200 مي لكلّ وجبة كتغذية لاطفالنا هؤلاء الذين هم في طور النموّ وذلك من أجل طلب العلم. فبأيّ طاقة سيفكر ابناؤنا؟ إنّهم مطالبون بمجهودات مضاعفة مقابل تغذية غير صحيّة. ومن الضحيّة؟ إنّهم دوما أهالي الجنوب. فأين هم اطارات اهل الجنوب؟ فلماذا تجمع ولايات الجنوب الخمس في مدرسة اعدادية واحدة بصفاقس؟ فلماذا كتب على الجنوب ان يعاني ابناؤه لوعة الفراق عن الاهل، أضف الى ذلك التغذية غير السليمة التي يعاني منها أبناؤنا المقيمون في هذا المبيت. فبأية مقاييس وقع اختيار صفاقس لتحتضن مدرسة اعدادية نموذجية تضمّ 5 ولايات كاملة. لدينا عدد كبيرمن المتفوقين في الجنوب التونسي لكنّ اهاليهم لم يضحّوا بهم لانهم في طور النمو وفي حاجة الى تغذية سليمة ورعاية. إنّ أبناء الجنوب المقيمين عددهم 8: بنتان و6 أولاد فقط. هذا هو العدد المحتشم الذي خرج من 4 ولايات بالجنوب: مدنينقابستطاوين وقبلي وصفاقس طبعا التي تحتضن المدرسةالاعدادية النموذجية فلماذا يحرم أبناؤنا؟ لماذا؟ أسفي على إطارات الجنوب وأهاليه الذين كانوا ومازالوا مهضومي الحقوق في جميع المجالات أضف الى ذلك التعليم النموذجي فمتى سيتكلّمون ويكسّرون حاجز الصمت؟ متى؟ أعود الى هذه المدرسة الإعدادية النموذجية كما سميت وظروف الاقامة فيها. انها مدرسة تفتقر الى التجهيزات الاساسية للتعليم عدا المقاعد والسّبورات. لقد تحدّثت مع أستاذة فقالت لي انها تحتاج الى معدّات تفتقر لها المدرسة الاعدادية، انها تفتقر ايضا الى ملاعب رياضية فيخرج أبناؤنا صحبة معلمتهم فيعبرون الشوارع الرئيسية ليجدوا ملعبا لممارسة الرياضة. لقد انقبض صدري عندما دخلت هذه المدرسة الاعدادية النموذجية. كنت أحسب أنّني سأجد فضاءراقيا تحلو فيه الدراسة فلم ار سوى مكان مازال الى غاية شهر جانفي 2008 في طور الاصلاحات. جدران وسخة أرضية مازال عليها اثار الاسمنت ابواب ونوافذ مقلّعة الاقفال فتسمع خبط النوافذ المكسّرة. فهل هذه هي مقاييس المدرسة الاعدادية النموذجية التي جمعت فيها 5 ولايات من الجنوب. هذه الاسطر هي صرخة أمّهات أبناء الجنوب اللاتي ضحين بأبنائهنّ من اجل أن يتلقوا تعليما نموذجيا. أملي أن أجد ردّا على تساؤلاتي هذه من الاطارات السياسية المعنية بالامر. لقد كان أبناؤنا واعين بظروفهم السيئة فقاموا باحتجاجات على الوجبات الغذائية التي يتناولونها فوقع ترهيبهم وترويعهم فمن الذي سيهتمّ بظروفهم؟ تكلّمت طويلا مع السيد المديرفقال لي تلك هي الاعتمادات التي رصدتها لنا وزارة التربية والتكوين ولا حول لي ولا قوّة. الحلّ هو ان توفر الوزارة مدارس اعدادية بالجنوب، فلماذا نجد مدرسة اعدادية نموذجية بولاية سوسة وأخرى بولاية المنستير التي لا تبعد عنها سوى 30 كلم. فهل هذه هي اللاّمركزية التي نسمع عنها؟