عقدت الجامعة العامة للنسيج والاحذية والملابس والجلود يوم 9 فيفري الجاري بدار الاتحاد هيئتها الادارية العادية برئاسة الاخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد المسؤول عن قسم القطاع الخاص. وشهدت الاشغال نقاشا معمّقا حول أمهات قضايا القطاع خصوصا وعلاقته مع الوضع النقابي العام والمفاوضات الاجتماعية المقبلة. وكان الاخ الحبيب الحزامي الكاتب العام للجامعة قد بيّن النقلة النوعية التي يشهدها القطاع رغم الصعوبات العالمية التي يمر بها النسيج. وطرح الاخ الكاتب العام رؤية الجامعة لما يحصل اليوم من تحولات في ظل ارتفاع عدد المستثمرين بقطاع النسيج وغياب حماية حقيقية للعمال خصوصا عند الغلق الفجئي للمؤسسات. وابرز الاخ الحزامي الضغط الذي يواجهه عمال النسيج نتيجة تركيز اصحاب العمل على الجودة في حين ان اغلب المؤسسات اليوم لم تساير هذا التطور التكنولوجي ولم تعتمد الا عددا قليلا منها على الآلات الجديدة. ونبّه الاخ الكاتب العام الى خطورة طرد العمال مشيرا الى ان السنوات الماضية شهدت طرد 35 الف عامل بالنسيج نتيجة الغلق الفجئي مما افرز طردا تعسفيا. وشدّد على ان المؤسسات متعددة الجنسيات وعت مؤخرا جودة اليد العاملة التونسية بعد تحول عدد منها الي الصين، الا انها قررت سريعا العودة الى تونس نتيجة الجودة العالية للعمال رغم ان المعدات غير متطورة. واكد الاخ الحبيب الحزامي ضرورة ان يعي اصحاب المؤسسات ان التحديات المقبلة تتطلب شراكة حقيقية وذلك بإرساء عقود عمل نموذجية تحمي العمال وتضمن استقرارا داخل المؤسسات. وكشف الاخ الحزامي عن ممارسات غير قانونية يقوم بها بعض اصحاب العمل عبر شروط مجحفة تفرض عند امضاء عقود العمل مما يفرز واقعا شغليا متوترا منذ الوهلة الاولى. ولدى حديثه عن المفاوضات الاجتماعية المقبلة اكد الاستعداد الكبير لخوض هذه الجولة السابعة خصوصا ان العمال بالقطاع يشتكون من غلاء المعيشة وضعف اجورهم وهو ما يؤكد ان هذه الجولة ستشهد أجواء ساخنة لتحقيق زيادات ومكاسب تشريعية تحسّن من ظروف عمل هذه الفئة. ولدى حديثه عن الوضع النقابي العام حيا الاخ الحزامي حرص القيادة النقابية على تطبيق القانون، مشددا على استعداد القطاع للتصدي لكل من يحاول ضرب العمل النقابي او يعمل على تسخين الاجواء بالمزايدات والخطاب الجهوي. من جهته، حيا الاخ بلقاسم العياري نضالية قطاع النسيج وتطور أدائه خلال الفترة السابقة. ولدى حديثه عن المفاوضات الاجتماعية ابدى الاخ الامين العام المساعد للاتحاد استعداد قسم القطاع الخاص لدعم القطاعات كافة في نضالاتها. وأعلن الاخ العياري ان التفاوض حو العقد الاطاري المشترك قد انطلق وسيشهد خلال هذه الجولة تغييرات. ودعا القطاعات كافة الى التعبئة والاستعداد الجيد للمفاوضات حتى يكون النقابيون في مستوى تطلعات العمال. على المستوى الداخلي أكد الاخ الامين العام المساعد عزم القيادة النقابية على تثبيت مقررات مؤتمر المنستير ودعم نضالات القطاعات وتكريس الديمقراطية المسؤولة التي يحترم فيها رأي الاقلية. وبيّن الاخ الامين العام المساعد ان الاتحاد سيتمسك باشعاعه وباستقلاليته على الاطراف السياسية كافة، مؤكدا رفض اي تدخل في شؤون الاتحاد. وشهدت الهيئة الادارية نقاشا طويلا حول المفاوضات الاجتماعية المقبلة خصوصا وان الاجماع حاصل على تدهور المقدرة الشرائية لعمال النسيج وضرورة تحسينها لتكون قادرة على مجابهة المتطلبات الكثيرة للمعيشة. وأبرزت الهيئة الادارية وجود مشاكل عديدة داخل قطاع النسيج حيث تسجل الاجور تأخيرا كبيرا كما يفتقد القطاع الى حوار مستمر بين النقابات واصحاب العمل. واكدت التدخلات ضرورة حضور اصحاب العمل خلال المفاوضات الاجتماعية، كما ابدى ممثلو الجهات استعدادهم التام لاقامة تجمعات عمالية لانجاح المفاوضات الاجتماعية وفي صورة تعطلها فان الهيئة الادارية قد تدعو الى عقد مجلس وطني قطاعي. وبيّنت التدخلات التطور الذي يشهده القطاع منذ فترة مما مكّن من تعزيز الانخراط وهيكلة القطاع وهذه النقلة برزت كذلك في الخطاب النقابي الجديد.