نزلت المخرجة المتألقة «سلمى بكّار» ضيفة على «نادي السينمائيين الهواة بسليمان» ودار الشباب في إطار مهرجان ربيع سليمان للادب والفنون وقد مثّلت هذه المناسبة فرصة مهمة التقى من خلالها شباب سليمان ونساؤها وكل الحاضرين بالمبدعة السينمائية التونسية سلمّى بكّار وفيلمها «خشخاش» وقد احتضن هذا اللقاء قاعة الافراح التابعة لبلدية سليمان حيث خاطبت ضيفة سليمان الشباب بتلقائيتها المعهودة ودعته الى مزيد الاهتمام بالسينما معبّرة عن سعادتها بوجود إطار للنشاط السينمائي الهاوي «نا دي السينمائيين الهواة بسليمان» يسعى الى تقريب الصورة السينمائية تقنية وانتاجا من الشباب المتعطّش الى الانخراط في المشهد الثقافي الهادف وكذلك الى تعرّف الانتاج السينمائي التونسي وواقعه وافاقه وقد أمكن له من خلال اللقاء مع سلمى بكّار اكتشاف جانب مما تطرحه السينما التونسية من خلال «فيلم خشخاش» الذي ركّز على المعاناة المجهولة والمسكوت عنها التي تعيشها المرأة بصفة عامة ولا تستطيع البوح بها الى أيّ كان حفاظا على الأسرة وتماسكها الظاهري وكل ذلك يجب ان يتم على حساب احاسيسها ومشاعرها فتواجه واقعها الاليم في غالب الاحيان بما من شأنه ان ينسيها تلك الهموم وتلك الاهات وهذا يحيلنا الى «زكية» بطلة «الخشخاش» التي التجأت الى تعاطي استهلاك «زهرة النسيان» محاولة ان تنسى مشكلة علاقتها بزوجها الذي يشكو شذوذا جنسيا ونفسيا حادّين. هذا الفيلم (الخشخاش) الذي تابع أحداثه الدرامية الجمهور الحاضر بكل انتباه يعتبر من آخر اعمال المخرجة «سلمى بكار» وهو على ما يبدو لاقى نجاحا منقطع النظير على المستوى الوطني كما انه تحصل على عديد الجوائز في المشاركات العالمية ثم إنه ينضاف الى سلسلة الاعمال السينمائية الناجحة التي عرفتها السينما ا لتونسية في الحقبة الاخيرة على غرار «آخر فيلم» للنوري بوزيد و»بابا عزيز» للناصر خمير... السيدة سلمى بكّار لم تنس ولن تنسى أبدا تجربتها الاولى عندما كانت تنشط في «نادي حمام الانف للسينمائيين الهواة» التابع للجامعة التونسية للسينمائيين الهواة قبل أن تخوض الاحتراف وهي معتزّة بتلك التجربة وتعتبرها الاصل في تكوّنها وتشكلّها السينمائي ربّما جعلها تحنّ إلى تلك الحقبة من عمرها الفني من خلال تنشيطها لورشة في «كتابة السيناريو» استفاد منها ايما استفادة نادي السينمائيين الهواة بسليمان وأحبّائه وقد مثل فرصة نادرة لاكتشاف مراحل وكيفية انجاز «السناريو في الانتاج السنمائي. والسناريو من وجهة نظر مخرجتنا يعتبر الركيزة الاساسية لاي عمل سينمائي ولذلك فقد نبهت الى مزيد اعطائه ما يستحق من الاهميّة. الهوامش: خلال التظاهرة السينمائية التي احتضنتها قاعة الافراح بسليمان، وقع تكريم المخرجة «سلمى بكّار» اشرف عليه كلّ من معتمد سليمان ورئيس بلديتها. من بين الضيوف الذين جاؤوا لمواكبة هذه التظاهرة الوجه السينمائي الهاوي ونائب رئيس الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة «رضا بن حليمة» الذي يكنّ لسلمى بكار كل الاحترام والتقدير لما بذلته وتبذله من جهود من أجل الرقيّ بالسينما التونسية هواية واحترافا كما ان الفرصة كانت مواتية لاعلامها بحيازتها ثقة ادارة مؤتمر الاتحاد الدولي للسينما غير المحترفة كعضوة في إحدى لجان تحكيمه، هذا المؤتمر الذي سيلتئم ما بين 28 جوان و6 جويلية 2008 بمدينة الحمامات. وللاشارة فإنّ الاخ رضا بن حليمة عهدت اليه إدارة هذا المؤتمر. حسنا للسيد عبد الحميد الحمروني الذي قام بتنشيط الامسية السينمائية باقتدار وتميّز وهي عصارة تجربة ليست بالقصيرة في ميدان التنشيط الشبابي ودار الشباب بسليمان باعتباره مديرها احسن دليل على ذلك. مراد العباسي الكاتب العام لنادي السينمائيين الهواة بسليمان ونبراس الدربالي امين مالها سلمها جائزة في شكل شهادة تقدير من المندوبية الجهوية للشباب نظرا لمساهمة النادي في إنجاح مهرجان ربيع سليمان للادب والفنون. نفس التكريم نال أيضا بعض الجمعيات الاخرى على غرار جمعية تنشيط المدينة ومنسّقها «بشّار» وجمعية احباء دار الشباب (شكري الحمامي) ونادي الشعر والادب (عبد الله القاسمي)... التفّ العديد من الشبّان حول المخرجة «سلمى بكّار» في مشهد رائع يتحاورون معها في شتّى المواضيع التي تهمّ السينما وقد التمسوا منها اخذ بعض الصور الفتغرافية للذكرى والبعض الآخر طلب منها الامضاء على بطاقة فيلم الخشخاش التي وزعتها المخرجة على المواكبين لتلك التظاهرة كافة.