استاذ موارد مائية يحذر من زلزال إثيوبيا وتداعياته على ليبيا و السودان    الداخلية: "الإجراء" ضد أحد المحامين جاء بعد معاينة جريمة "هضم جانب موظف عمومي أثناء آدائه لمهامه"    مجلس وزاري مضيق حول مشروع قانون أساسي يتعلق بتنظيم الجمعيات    عاجل: الإذن بالاحتفاظ بالمحامي مهدي زقروبة    المعهد الوطني للاستهلاك: توجه الأسر 5 بالمائة من إنفاقها الشهري إلى أطعمة يقع هدرها    سيدي بوزيد: توقّعات بارتفاع صابة الحبوب بالجهة مقارنة بالموسم الماضي    اصدار بطاقة ايداع في حق سنية الدهماني    موقعا قتلى وجرحى.. "حزب الله" ينشر ملخص عملياته ضد الاحتلال يوم الاثنين    الصحة الفلسطينية: القصف الإسرائيلي على غزة يُخلّف 20 شهيدا    فرنسا.. 23 محاولة لتعطيل مسيرة الشعلة الأولمبية على مدى أربعة أيام    كاس تونس لكرة القدم : برنامج مباريات الدور ثمن النهائي    اتحاد تطاوين - سيف غزال مدربا جديدا    على خلفية حادثة حجب العلم الوطني بالمسبح الاولمبي برادس ... فتح بحث تحقيقي ضد 9 أشخاص    صفاقس: الإذن بفتح بحث تحقيقي في ملابسات وفاة شاب عُثر عليه ميّتا في منزله بطينة (الناطق باسم المحكمة الابتدائية صفاقس 2)    مصدر قضائي: الإذن بإيقاف شخصين من دول إفريقيا جنوب الصحراء من أجل شبهة القتل العمد مع سابقية القصد    مصالح الحرس الديواني تحجز خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2024 كميات من البضائع المهربة ووسائل النقل قيمتها الجملية 179 مليون دينار    تشكيات من تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    القصرين : عروض الفروسية والرماية بمهرجان الحصان البربري وأيام الإستثمار والتنمية بتالة تستقطب جمهورا غفيرا    وزارة الشؤون الثقافية: الإعداد للدّورة الرّابعة للمجلس الأعلى للتعاون بين الجمهورية التونسية والجمهورية الفرنسية    جراحة التجميل في تونس تستقطب سنويا أكثر من 30 ألف زائر أجنبي    سليانة: تقدم عملية مسح المسالك الفلاحية بنسبة 16 بالمائة    جراحو القلب والشرايين يطلعون على كل التقنيات المبتكرة في مؤتمرهم الدولي بتونس    في معرض الكتاب بالرباط.. احبها بلا ذاكرة تحقق اكبر المبيعات    كرة اليد.. تحديد موعد مباراتي نصف نهائي كأس تونس    وزارة الصحة تنتدب 3000 خطة جديدة خلال السداسي الثاني من 2024    طقس الليلة.. امطار متفرقة ورعدية بعدد من الجهات    ''قطاع التأمين: ''ندعم قانون المسؤولية الطبية.. فلا بد من تأطير قانوني    سعيّد: "أكثر من 2700 شهادة مدلّسة.. ومن دلّسها يتظاهر اليوم بالعفّة"    وزير الفلاحة: مؤشرات إيجابية لتجربة الزراعات الكبرى في الصحراء    سوسة: سائق سيارة تاكسي يعتدي بالفاحشة على قاصر    بنزرت: ضبط ومتابعة الاستعدادات المستوجبة لإنجاح موسم الحصاد    البنك التونسي ينفذ استراتيجيته وينتقل الى السرعة القصوى في المردودية    المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات: الشركة التونسية للبنك تدعم مقاربة الدولة للأمن الغذائي الشامل    معين الشعباني: سنذهب للقاهرة .. كي ندافع عن حظوظنا مثلما يجب    من هو وزير الدفاع الجديد المقرب من فلاديمير بوتين؟    عاجل : الكشف عن وفاق اجرامي يساعد الأجانب دخول البلاد بطرق غير قانونية    الكرم: القبض على افريقي من جنوب الصحراء يدعو إلى اعتناق المسيحية..وهذه التفاصيل..    مغني الراب سنفارا يكشف الستار : ما وراء تراجع الراب التونسي عالميا    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    5 جامعات تونسية تقتحم تصنيفا عالميا    تفاصيل جديدة بخصوص الكشف عن شكبة إجرامية دولية للاتجار بالمخدرات..#خبر_عاجل    مسؤولة بالستاغ : فاتورة الكهرباء مدعمة بنسبة 60 بالمئة    وفاة أول متلقٍ لكلية خنزير بعد شهرين من الجراحة    نائبة بالبرلمان : '' سيقع قريبا الكشف عن الذراع الإعلامي الضالع في ملف التآمر..''    راس الجدير: ضبط 8 أفارقة بصدد التسلل إلى تونس بمساعدة شخص ليبي..    بطولة ايطاليا: تعادل جوفنتوس مع ساليرنيتانا وخسارة روما أمام أتلانتا    المالوف التونسي في قلب باريس    دربي العاصمة 1 جوان : كل ما تريد أن تعريفه عن التذاكر    مصر: انهيار عقار مأهول بالسكان في الإسكندرية وإنقاذ 9 أشخاص    نتنياهو: نناقش "نفي قادة حماس.."    بين الإلغاء والتأجيل ... هذه الأسباب الحقيقة وراء عدم تنظيم «24 ساعة مسرح دون انقطاع»    دراسة تربط الوزن الزائد لدى الأطفال بالهاتف والتلفزيون..كيف؟    مئات الحرائق بغابات كندا.. وإجلاء آلاف السكان    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العمّال ونقاباتهم يستهدفون لهجمة شرسة دوليا والحركة النقابية تنمي قدراتها على المواجهة
في الندوة الوطنية السنوية لقسم العلاقات الدولية:
نشر في الشعب يوم 07 - 06 - 2008

عقد قسم العلاقات العربية والدولية والهجرة بالاتحاد العام التونسي للشغل ندوته الوطنية السنوية أيّام 22 و23 و24 ماي الماضي بمدينة المهدية تحت عنوان: «العلاقات بين النقابات والحركات الاجتماعية في العالم».
وبعد الجلسة الافتتاحية (انظر تغطيتها في العدد الماضي) انطلقت الجلسة العلمية الأولى بمداخلة للأستاذ عبد الجليل البدوي بعنوان: «الحركة النقابية والحركات الاجتماعية مجالات الالتقاء والأهداف المشتركة» تلاه الصديق قستافو مارن عن المنتدى الاجتماعي العالمي بمداخلة عنوانها: «حركة المنتدبيات الاجتماعية في العالم، الأهداف والآليات» وكانت المداخلة الثالثة بعنوان: «المنتديات الاجتماعية في افريقيا وفي البلدان العربية» من تقديم الأخ هاشم الراشدي عن المنتدى الاجتماعي المغربي.
عبد الجليل البدوي: الحركات النقابية والاجتماعية منبت مشترك ووسائل نضالية مختلفة:
انطلق الأستاذ عبد الجليل البدوي في مداخلته بالتوضيح انّ الحركة النقابية ليست سوى جزء من الحركة الاجتماعية ككل ومع ذلك فإنّ العلاقة بين الحركة النقابية وبقيّة مكونات الحركة الاجتماعية الأخرى لم تكن واضحة دائما بالنسبة لكلا الطرفين، بل انّ بعض الحركات النقابية كانت تتعامل في فترة ما مع الحركات الاجتماعية الأخرى على أنّها نوع من «الضرة» بالنسبة لها، ولكن العلاقة سرعان ما تطورت خاصة في تفاعل مع ظروف العولمة.
وذكّر الأستاذ المحاضر بالظروف التي شهدت بروز الحركات الاجتماعية طوال السنوات الثلاثين الماضية واحتلالها مواقع أكثر فأكثر بروزا اكتسبها مكانة أهم.
وتطرّق الأستاذ البدوي الى العلاقات القائمة بين الحركات النقابية والحركات الاجتماعية وما يجمع بينهما وذكر من بينها المنبت المشترك ذلك أنّ وجود كلتا الحركتين مرتبط بفترة محدّدة من تطور المنظومة الرأسمالية، فالحركة النقابية هي حركة عمالية ناتجة عن علاقة جديدة هي علاقة الأجير ضمن النظام الرأسمالي.
أمّا الحركة الاجتماعية فيرتبط وجودها بظهور الرأسمالية بمظاهر وحشية في مرحلة العولمة.
وفي فترة السبعينيات من القرن الماضي كانت الحركات النقابية التي نشأت وترعرعت في ظلّ الدولة الوطنية ودولة الرفاه (L'Etat providence) هي الحركات الاجتماعية أما في ظلّ الاقتصاد المعولم وتراجع المكاسب الاجتماعية فقد توفرت الأرضية الصالحة لترعرع المنظمات الاجتماعية وأشار المحاضر الى التجانس الذي يطبع الحركة النقابية رغم تنوّع النشاط واختلافها بالنسبة للنقابيين بينما تبدو الحركات الاجتماعية أقل تجانسا.
وقد طبعت هذه الحركات باكتساح الطبقات الوسطى لها. ومن الأشكال التي اتخذتها هذه الحركات شكّل اللوبيات أو مجموعات الضغط في الدول الرأسمالية المتقدمة، وقد تفاقمت هذه الظاهرة خلال السنوات العشرين الأخيرة. والطبقات الوسطى لا تميل إلى النضال في العلن مثلما هو الشأن بالنسبة للطبقة الشغيلة، بل تفضل الضغط داخل الكواليس.
ومن الاختلافات القائمة بين الحركات النقابية والحركات الاجتماية ذكر الأستاذ المحاضر أنّ الحركات النقابية تعتمد المطلبية في نضالها، فجميع النقابات، سواء منها المتشبثة بالصراع الطبقي أو الساعية إلى الوفاق الاجتماعي مع القطاع الخاص والدولة تشترك في ذلك من خلال اعتماد سلاح الاضراب الذي تسعى من ورائه إلى تعديل موازين القوى بخلاف الحركات الاجتماعية التي تهدف إلى مواجهة الهيمنية النيوليبرالية وتسعى إلى خلق عالم جديد وهو ما يجسده شعار:
اUn autre monde est possibleب وأشار الأستاذ البدوي إلى معركة 1999 التي شهدتها الولايات المتحدة ضد العولمة بمناسبة اجتماع المنظمة العالمية للتجارة. انّ النفايات كانت في طليعة الحركة الاحتجاجية ضد الهيمنة النيوليبرالية ممّا أدّى إلى فشل الاجتماع المذكور.
وأوضح المحاضر أنّ جلّ الحركات النقابية اصلاحية ولكن بعضها لا يزال متشبّثا بالتمشّي الذي يعتمد الصراع وتغيير العالم الذي يمرّ بتغيير علاقات الانتاج وهذه النقابات تتبنّى نفس رؤية الأحزاب الشيوعية التي تتبع خطّة لتغيير العالم عبر افتكاك السلطة ثمّ تغيير الواقع الاجتماعي والاقتصادي. أمّا المنتديات الاجتماعية فهي تضع تغيير العالم هدفا لها ولكن الوسيلة المقترحة لتحقيق هذا الهدف لايزال غير واضح. فالمنتديات الاجتماعية تقول انّ تغيير العالم ممكن ولكنّها لا تقول ماهي الوسيلة رغم انّ هذه الحركة ترفض وجود الأحزاب السياسية في المنتديات الاجتماعية.
مجالات اللقاء الميداني والأهداف المشتركة
وتطرق المحاضر إلى مجالات اللقاء الميداني ومجالات الأهداف المشتركة بين الحركات النقابية والحركات الاجتماعية مؤكدا ضرورة العودة إلى ظروف بروز الحركات الاجتماعية وتوسعها وقال انّ هذه الظروف كانت تتميّز بالفتور الذي شهدته التنظيمات الاجتماعية التي كانت سائدة في العالم:
1 فتور نمط التنمية في البلدان المتقدمة الديمقراطية الذي كان قائما على أساس دولة الرفاة ودخول هذا النمط في أزمة.
2 عجز نمط التنمية الاجتماعي الذي فشل في الانتقال إلى الديمقراطية نتيجة هيمنة البيرقراطية.
3 فشل حركة باندونغ وحركة ال 77 التي اختارت نمط تنمية شعبوي.
وأدى تراجع النماذج الثلاثة وفشلها إلى بروز قوى صاعدة تعتمد نمط التنمية النيوليبرالي ونتجت عنه 3 انعكاسات:
انخرام التوازن بين رأس المال وقوى العمل.
انخرام التوازن بين دول الشمال ودول الجنوب.
انخرام التوازن داخل مجموعة دول الجنوب نفسها.
ونتج عن هذا الوضع اطلاق حرية تنقل رأس المال ووضع الحواجز أمام تنقل اليد العاملة وهو ما أعطى لرأس المال امكانية استغلال الفوارق في أجور اليد العاملة بين البلدان المختلفة.
وأدى انخرام التوازن بين دول الشمال والجنوب التي كانت ترفع شعار الالحاق بركب الدول المتقدمة وكانت تتلقى في هذا المجال من دول الشمال إلى التخلّي عن شعار بناء علاقات اقتصادية جيدة بين الجنوب والشمال الذي كان مطروحا خلال السبعينيات باسم مبدإ «المعاملة بالمثل» وتكريما لهذا الشعار الجديد أمضيت اتفاقيات شراكة بين بعض دول الشمال ودول الجنوب أدّت إلى تفكيك الحماية المرية وإلى انخرام التوازن تماما بين الطرفين بإسم المنافسة الشريفة.
ولم تستثن آثار العولمة أية طبقة اجتماعية من آثارها بما في ذلك الطبقة الوسطى التي بدأت تتآكل وأصبحت الخدمات الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والصحة خاضعة إلى المنطق السلعي وأدّت خوصصة عديد المرافق مثل الماء والكهرباء والنفط... التي كانت متوفرة بأسعار تراعي قدرات الطبقات الضعيفة وتعميم أنماط تشغيل هشة واستمرار البطالة بهذه المعلومة نتائج غير مقبولة وغريبة فقد شهدت السنوات الأخيرة ثورة تكنولوجية جديدة وبروز الأنترنات وتوسيع القدرة الانتاجية للمجتمعات وثروة كان من المفروض أن تنعكس على الرفاه الاجتماعي ولحكن ما حدث هو تراجع المكاسب الاجتماعية.
لقد كان لتطور النظام الرأسمالي في القرن الماضي فضل في تحسين ظروف العيش وبفضل النضالات التي قادتها الحركات النقابية ولكن ما يحدث الآن هو التراجع عن هذه المكاسب الاجتماعية في فترة ارتفاع الثروة نتيجة تصاعد المنطق الاحتكاري.
لقد برزت ظواهر جديدة منها ارتفاع المبادلات المالية بما يعادل 6 مرّات التبادل السلعي العالمي وهذا الفارق هو نتيجة المضاربة التي أصبحت اليوم لا تتوقف في بورصة الأوراق المالية بل تتجاوزه لتشمل الغذاء. وفي ظلّ هذا الوضع انفجرت أزمات حيث لم يكن أحد ينتظر مثل ما حدث في الشيلي ودول جنوب شرقي آسيا وروسيا والمكسيك الخ...
وأبرز الأستاذ المحاضر أن تراجع كل الفضاءات التقليدية للتضامن (العائلة، الدولة، النفايات) أدّى إلى تراجع دورها وكذلك دور الأحزاب السياسية بسبب العزوف عن العمل السياسي وهذا ما أفسح المجال لبروز منظمات اجتماعية وتوسع دورها.
الصديق غوستافو مارن: من بورتو اليغري إلى بومباي إلى الآمازون وإلى أفق أرحب
وتطرّق الصديق غوستافو مارن، وهو أحد مؤسسي المنتدى الاجتماعي العالمي، في مداخلته إلى الظروف الحافة بنشأة هذه الحركة العالمية المناهضة للتوجه النيوليبرالي الذي أفرزته العولمة، وذكر بمساعي المناضليين المناهضين للعولمة في مرحلة أولى إلى عقد ندوة موازية لمنتدى دافوس بسويسرا الاّ أنّ تضييق السلطات السويسرية جعلهم ينقلون نشاطهم إلى أمريكا اللاتينية ومن هنا كان منتدى بورتو اليغري الذي كان المهد الذي نشأ فيه المنتدى الاجتماعي العالمي الذي عقد في ما بعد تظاهرات دولية كبرى في الهند وكينيا وامتد اشعاعه الى كل قارات العالم.
وذكر الصديق غوستاف مارن ببعض المحطات التاريخية الأساسية التي كان لها اثرها في نحت هذا الواقع الذي نعيشه مثل 1989 التي شهدت سقوط جدار برلين في نفس الوقت الذي وصل فيه نلسن مانديلا إلى السلطة بعد ان قاد ثورة مظفرة لزنوج جنوب افريقيا ضد نظام الميز العنصري. وكانت هذه اشارات دالة على انّ العالم يتغيّر بشكل متسارع وذكر أيضا بالأحداث الكبيرة التي شهدتها العشرية الأخيرة من القرن الماضي حيث اعتقل دكتاتور الشيلي السابق بينوشاي بلندن وشهدت افريقيا والبلقان حروبا أهلية بينما شهدت سنة 2001 حدثين مهمين: تظاهرة بورتو اليغري الكبرى في جانفي وعمليات نيويورك وواشنطن الارهابية في 11 سبتمبر. بينما فشلت كل المظاهرات والاحتجاجات التي تجنّد فيها ملايين الناس على امتداد القارات الخمس سنة 2003 في كبح جماح ادارة بوش في العدوان على افغانستان والعراق واحتلالهما وهي الحرب التي لا تزال مستمرة...
وأشار المحاضر إلى بروز الأنترنات التي ضيقت المسافات بين البشر في نفس الوقت الذي تنفجر فيه صراعات جديدة وتزداد حدة اللامساواة بين الشعوب والبلدان وداخل ابناء هذه الشعوب أنفسهم وما نتج عن كل ذلك من تهديد للاستقرار ودفع لملايين الناس للهروب من مواطنهم وأوطانهم طلبا للأمن المفقود.
وقال المحاضر أنّ الحركات الاجتماعية التي أفرزتها هذه الظروف المتقلبة ليست فقط حركة الطبقات الوسطى بل هي حركة الشغالين أيضا والنساء والسكان الأصليين في بعض المستعمرات السابقة والنقابيين والشبان...
وقال أنّ الحركة التي انطلقت من بورتو اليغري ومرّت بعدّة محطات مهمة منها بومباي بالهند قد حدّدت موعدا لها في بولم على ضفاف نهر الأمازون سنة 2009 أمّا سنة 2010 فسوف تشهد انطلاقة الحركة إلى آفاق أرحب.
هشام الراشدي: شهادات عن ظروف حياة أهالي منطقة الفسفاط
لاحظ الأخ هشام الراشدي عضو المنتدى الاجتماعي المغربي في بداية مداخلته أنّ العنوان الذي اختير لمداخلتة فضفاض وان مداخلته سوف تتركز في شهادات حية عمّا يحدث في منطقة انتاج الفسفاط بالمغرب.
وذكر المحاضر أنّ عمّال مناجم استخراج الفسفاط في المغرب أعلنوا الد خول في اضراب احتجاجي زمن ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، وكان هؤلاء العمّال يحتجون على تدنّي مستوى أجورهم وانعدام الرعاية الصحية والمرافق الضرورية الأخرى فقد كانت منازلهم تفتقر الى ماء الشرب والكهرباء بينما كانت خطوط الضغط العالي تمرّ فوق رؤسهم.
وكان رد السلطة قاسيا حيث اعتقلت قادة الاضراب وعذّبتهم ولكن العمّال صمدوا مدّة 3 أشهر حتى تراجعت السلطة وقبلت التفاوض مع المضربين وليت مطالبهم.
واستنتجت السلطة من هذا التحرّك انّ العمّال المضربين قد صمدوا لأنّهم وجدوا الدعم والمساندة من المواطنين أهالي المنطقة لأنّ هؤلاء العمّال من أبناء المنطقة فقرّرت وقف انتداب هولاء وجعل الانتدابات الجديدة لا تشمل الاّ عمّالا من خارج المنطقة ونتج عن هذا القرار تنامي عدد العاطلين من أبناء المنطقة بشكل مفزع وهو ما دفع بهم إلى الهجرة السرية.
وكان من نتائج ذلك حدوث كوارث بالجملة لشبان المنطقة وقد مات 60 مهاجرا مغربيا من هذه المنطقة غرقا بينما كانوا يحاولون الابحار خلسة إلى أوروبا وهم الآن يرقدون في شط مريم بتونس.
وذكر المحاضر انّ هذه المأساة لم تجعل السلطات المغربية تحرك ساكنا...
شريط سينمائي ورشات
وبعد ان شاهد المشاركون في الندوة شريطا سينمائيا قصيرا عن التحركات الاجتماعية المناهضة لسلبيات العولمة في مختلف ارجاء العالم انقسموا الى 3 ورشات على النحو التالي:
الورشة الأولى عن موضوع «العمل من أجل الحريات والحقوق النقابية بالمؤسسات الدولية» نشطها السيد الصادق بن حسين.
الورشة الثانية عن موضوع: «الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في القانون الدولي» نشطها الأخ المنجي عمامي.
الورشة الثالثة عن موضوع: «تقسيم الأنشطة والتحركات النقابية في مجال التضامن مع القضايا العربية والدولية لمناهضة الاستعمار والامبريالية» تنشيط الأخ محمد الطرابلسي.
تقسيم النشاط السنوي لقسم العلاقات العربية والدولية والهجرة
واطلع المشاركون في الندوة على وثيقة مصحوبة أعدّها قسم العلاقات العربية والدولية والهجرة بعنوان «تقرير النشاط» مصحوبة ببعض التفاصيل التي قدمها الأخ محمد الطرابلسي الأمين العام المساعد للاتحاد مسؤول القسم أشارت الوثيقة في مقدمتها إلى الرغبة في ارساء تقليد مناقشة نشاط القسم في مثل هذه الندوة السنوية استنادا إلى تقرير مكتوب.
وبعد تقديم حصيلة الأحداث التي شهدتها هذه السنة على مستوى الحركة النقابية عربيا ودوليا وتوقف عند بعض الظواهر مثل «الهجمة ضدّ العمّال ونقاباتهم الى درجة كبيرة من الحدة والعنف وقد تبلغ حدّ الاغتيالات مثلا سجلنا ذلك خلال الفترة الأخيرة في العديد من دول أمريكا اللاتينية وافريقيا وفي العراق داخل منطقتنا العربية».
وبعد ان سجل بعض المكاسب والنقاط الايجابية التي انجزتها الحركة النقابية مثل «توحيد الحركة النقابية العالمية وانشاء الاتحاد النقابي الدولي» الذي يهدف إلى «تطوير قدرات الحركة النقابية على مواجهة تحديات العولمة واخطار هيمنة قيم الليبرالية الجديدة».
ذكر التقرير أنّه «يمكن التأكيد اليوم انّ الاتحاد... يحتل مكانة متميّزة على الصعيد الاقليمي والدولي بفضل نضالاته ودفاعه عن استقلالية قراره ومقارباته الأصيلة على المسوى الداخلي من ناحية ولكن أيضا بفضل مشاركته الفاعلة في مختلف النقاشات التي تهمّ الحركة النقابية العالمية ومساهماته في تبلور رؤى جديدة بشأن الاشكاليات التي تطرحها العولمة وفي ايضاح مقاربات عمّالية تستجيب لتعقيدات الواقع الجديد».
وعدد التقرير العراقيل التي تعانيها الحركة النقابية ومنها:
غياب العمل النقابي في بعض الدول العربية.
تبعية عديد النقابات للأحزاب السياسية أو السلطة ممّا أفقدها استقلاليتها ومن ثمة قدرتها على التأثير في المجتمع والدفاع الصريح عن مصالح منظوريها.
اشتداد وقع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمرّ بها غالبية الأقطار العربية.. وانعكاساتها المأساوية على ملايين العمّال ممّا وضع النقابات أمام تحديات ومصاعب جديدة.
ولكن التقرير أشار إلى أنّه رغم «هذه العراقيل فإنّ عديد العوامل الايجابية تجعلنا نتفاءل» بأن يكون للحركة النقابية العربية دور أكثر فاعلية ونضالية مستقبلا.
وعدّد التقرير المواقع التي يحتلها الاتحاد داخل المنظمات النقابية الاقليمية والدولية وكذلك تعزّز مواقع الجامعات والنقابات العامة للاتحاد داخل المنظمات الاقليمية والدولية القطاعية والانجازات التي تحققت.
وختم التقرير بنشاط الاتحاد الخاص بالهجرة وأكد المناقشون المواقف الثابتة للطبقة الشغيلة التونسية ومنظمتها الاتحاد العام التونسي للشغل من نضرة قضايا الأمّة العربية ومطامح شعوبنا في التحرر والانعتاق واشعاع الاتحاد دوليا ودعوا إلى ضرورة ايلاء اهتمام أكبر للعلاقة بالشغالين ومنظماتهم ومساندة قضاياهم خارج فضاءاتنا العربية والافريقية ومنطقة الحوض المتوسطي لتمتد إلى تخوم اسيا وجنوب القارة الأمريكية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.