وفاء لتقليد قطعه على نفسه منذ عدة سنوات في تجميع عشاق الغناء الملتزم، أقام الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس عشية الخميس 3 جويلية تظاهرة خاصة باحياء الذكرى الثالثة عشرة لرحيل رائد الاغنية الملتزمة الفنان الشيخ امام عيسى. وكعادتنا بهم، اقبل عشاق الاغنية الملتزمة على مقر الاتحاد الجهوي ببنعروس، شيبا وشبابا، رجالا ونساء منذ الساعات الاولى لعشية ذلك اليوم الحار، مؤكدين وفاءهم للشيخ امام الذي اكتشفه اغلبهم في الجامعة مجددين تعلقهم بالاغنية الملتزمة التي طهرت آذانهم وعقولهم من أدران الغناء الهابط المفروض عليهم بشكل مستمر وعبر مختلف قنوات الاعلام والاتصال، ومكبرين استمرار الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس في اقامة هذه التظاهرة رغم أجندته المزدحمة وأولوياته الكثيرة. الاخ محمد المسلمي كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس ورفاقه كافة في المكتب التنفيذي وموظفو الاتحاد الجهوي الى جانب عدد غير قليل من نقابيي الجهة اشتركوا في اعداد العدة اللازمة لانجاح التظاهرة، وقد تعزز جانبهم هذه المرة بعدد من طلبة معهد التنشيط الثقافي والشبابي اعدوا رسالة ختم دروس خاصة بالاغنية الملتزمة فاستغلوا فضاءات دار الاتحاد الجهوي الفسيحة لاقامة معرض من الصور والملصقات التي تعكس حياة الفنان الكبير الشيخ امام والاشعار التي الفها له رفيقه احمد فؤاد نجم. وباعلان محمد المسلمي الترحيب بالحاضرين واطلاق التظاهرة، حتى بدأت بأناشيد أداها كورال الاتحاد الجهوي الذي قدم مجموعة من الاناشيد تلتها مسابقة شارك فيها 4 اطفال من اعمار مختلفة أدوا اغان متنوعة للشيخ امام وقد صفق الحاضرون طويلا لمجموعة الاطفال الذين اختاروا أداء اغان تبدو خاصة بالكبار وأجادوا في حفظها وادائها وفهم معانيها دون أدنى شيك. الفقرة الموالية آلت للشاب مراد جاد الذي ابدع في تقديم اغنية عن مشروب الكوكا كولا وادمان الناس المفرط عليه وما يخفيه ذلك الادمان من حالات استلاب لدى الناس فرضت عليهم من طرف المصنعين مع ما يرافق ذلك من استغلال لليد العاملة، كما ابدع مراد في اداء اغنية خاصة. لبنى نعمان، هذه النجمة الصاعدة اكدت مرة اخرى معدنها الصافي في مجال الاغنية الملتزمة وألهبت اكفّ الحاضرين تصفيقا وافتتانا بما قدمته لهم في تلك العشية الرائقة من اغان معروفة وغير متداولة للشيخ امام ولمارسيل خليفة ولفيروز. ثم جاء دور آمال الحمروني وخميس الحمروني اللذين عرفهما الجميع في مجموعة البحث الموسيقي، فأصروا على تقديم 3 اغان جديدة رغم اعراب الكثيرين عن رغبتهم الجامحة في الاستماع الى «أغنية البسيسة» ولم لا الى اغنية «العمدة يجري وبين يديه اوراق»، لكن شفع لهما انهما جاءا للتكريم اولا وأخيرا، وفعلا اسند لهما محمد المسلمي درع الاتحاد اعترافا بجليل خدماتهما في مجال الاغنية الهادفة والملتزمة واعاد الى الاذهان الاطوار التاريخية التي حفت بظهور فرقة البحث الموسيقي بقابس والاقبال الشديد الذي لقيته لدى الشباب التلمذي والطالبي المتعطش الى اغنية تونسية ملتزمة. شرف مسك الختام في مجال الاغنية الملتزمة آل الى فرقة الحمائم البيض التي رسخت قدمها في مجال الاغنية الملتزمة، فقدمت نماذج متنوعة من اعمالها تفاعل معها الحاضرون اداء وتصفيقا. في الختام، اهدى الاتحاد الجهوي ببنعروس ضيوفه مجانا قرصا مضغوطا احتوى كامل اغاني الشيخ امام. وهنا نستغل الفرصة لنقترح بيع مثل هذه الاقراص بأسعار رمزية (500 مليم مثلا) حتى يمكن استعادة جزء من المصاريف، فالذي نعلمه ان الاتحاد الجهوي لا يصنع هذه الاقراص. هذه واحدة، اما الثانية فاننا نتصور انه حان الوقت لتنظيم مثل هذه التظاهرة في قاعة مؤهلة للغرض حتى تكون المتعة كاملة وتكون الاستفادة مضمونة، ذلك ان الظروف وخاصة قاعة الاتحاد لا تفي المغنين حقهم في البث ولا تفي المستمعين حقهم في الطرب. ثالثا، حان الوقت في نظرنا لبرمجة مثل هذه التظاهرة في احد المهرجانات الدولية والوطنية ولم لا أغلبها (قرطاج الحمامات سوسةصفاقسقابسبنزرتطبرقة) وبرمجة تظاهرة العام القادم على هذا الاساس ونحن واثقون منذ الان ان النجاح مضمون.