أسفرت أشغال المؤتمر الحادي والعشرين للاتحاد الجهوي للشغل بنابل التي جرت كامل يوم الاثنين الماضي بدار الاتحاد عن فوز تشكيلة جديدة، والملاحظ للوهلة الأولى أنّ الأسماء معروفة في مجال النضال النقابي بالجهة سواء من خلال تحمّل المسؤولية في الاتحاد الجهوي أو النقابات الجهوية أو القطاعية وحتى الأساسية. ومن هذه الأسماء، مختار الكبير (الصحة) وكمال بلعي (النقل) وناصر الماجدي (السياحة) وشاكر بن حسن (الثانوي) وعبّاس الحناشي (الأساسي) وهم من أعضاء المكتب المتخلّي وعبد المجيد الجوادي (البلديات) العائد بعد غياب دورة نيابية والحبيب غلاّب (التعليم الثانوي) العائد هو الاخر رغم حضوره الدائم كمناضل نقابي نوعي، اضافة إلى بقيّة المنتخبين الذين نهنّئهم جميعا بثقة الشغالين في الجهة راجين لهم التوفيق في مهامهم بما يرتقي بالنضال النقابي في الجهة إلى ماهو أفضل وأجود. نشير إلى أنّه انعقدت صباح الاربعاء جلسة عمل ممتازة برئاسة الأخ علي بن رمضان الأمين العام المساعد مسؤول النظام الداخلي ورئيس المؤتمر جرى خلالها الحديث حول توزيع المسؤوليات بين الفائزين بعضوية المكتب التنفيذي الجهوي على النحو المشار إليه في المؤطر المرافق، وقد تمّ ارجاء التوزيع النهائي للمسؤوليات إلى الاربعاء القادم. بقي أن نعود إلى تفاصيل أشغال المؤتمر وبشأنها نكتب أنّه بعد توديع الأمين العام، استأنف المؤتمر أشغاله برئاسة الأخ علي بن رمضان وحضور الأخ حسين العباسي وأعضاء لجنة النظام الوطنية يتقدمهم مقررها الأخ منعم عميرة. مسائل اجرائية وانطلقت الأشغال بانتخاب مكتب المؤتمر حيث تمّ اختيار الأخوين ماهر بن رجب وشكري بن زهرة نائبين لرئيس المؤتمر والاخوين عبد السلام الطرابلسي ونبيل بوننّي كمقررين. كما انتخب الاخوة فتحي الحشايشي ومصطفى العرفاوي وعلالة الزيادي وحاتم بركات وسامي الرقيق ومنير العوني أعضاء للجنة التثبت من النيابات وفرز الأصوات. كما انتخب عدد آخر من الاخوان لعضوية لجان اللوائح. وفيما تفرغت لجنة التثبت من النيابات لعملها، تولّى الأخ الحبيب غنّام الكاتب العام المتخلّي تلاوة التقرير الأدبي، من خلال وثيقة في 15 صفحة أتى فيها على أبرز المحطات في نشاط الاتحاد الجهوي طيلة الفترة النيابية المنقضية، ومنها أنّ عدد المنخرطين بالاتحاد الجهوي زاد بنسبة 6،22 بالمئة وأنّه تمّت هيلكة 248 تشيكلة نقابية منها عدد كبير بعث لأوّل مرّة حيث ارتفع عدد الاطارات إلى نحو 1600 اطار. كما تعرّض التقرير إلى ظواهر الطرد التعسفي للعمّال والغلق الفجئي للمؤسسات والتسريح الجماعي والبطالة الفنية والاقتصادية وإلى جهود الاتحاد الجهوي في معالجة آثارها كما تعرّض إلى زخم النضالات التي خاضتها قطاعات الجهة وسجلت فيها نجاحا كاسحا باحاطة تامة من الاتحاد الجهوي. وجاء التقرير في الختام على بعض ما عرفته الجهة من خلافات «كرست عديد العراقيل وأهدرت الطاقات» وتواصلت إلى حدّ الآن، موصيا في الختام بالتمسّك باستقلالية القرار النقابي وديمقراطيته ووحدة الصف والمحافظة على ما تم انجازه والعمل على تطويره انسجاما مع المبادئ السامية للاتحاد. تلا الأخ ناصر الماجدي أمين المال من جهته التقرير المالي وقد جاء فيه أنّ عدد المنخرطين زاد بنسبة 22 بالمئة وانّ المداخيل بلغت 279،143.198 مقابل مصاريف بلغت 154،891.197، علما أنّ جملة من الالتزامات المالية يتولّى تسديدها الاتحاد العام التونسي للشغل وأنّ أموالا متأتية من بيع البطاقات بلغت نحو 19 ألف دينار لم تحوّل بعد إلى خزينة الاتحاد. اثر ذلك فتح المجال أمام الراغبين في مناقشة التقريرين الأدبي والمالي فتداول على المنصة عدد من النقابيين تعرّضوا إلى جملة من المسائل منها ماهو جهوي، نقابي ووطني وقطاعي. فمن بين النقاط التي أثيرت ضعف الانتساب النقابي في الجهة وضعف التكوين النقابي الذي لم يشمل الاّ عددا قليلا وقليلا جدّا من نقابيي الجهة، وعدم تسليم بطاقات الانخراط في موعدها وتواضع الاعلام، بل قلته. وقد كانت اثارة هذه النقاط فرصة لتقديم جملة من الاقتراحات منها اقامة مدرسة حشاد للتكوين على غرار ماهو موجود في سوسة وتشريك الكتّاب العامين للنقابات الأساسية في النشاط العام للاتحاد الجهوي واعادة فتح المكتب المحلي ببوعروب وبناء مقر للاتحاد المحلي بالحمامات واحياء النقابات في كل القطاعات وتطوير العمل الداخلي وتقوية الروح النضالية والعمل على فرض الحق النقابي وتدعيم الديمقراطية بالمنظمة وتفعيل الهياكل الجهوية و خاصة الهيئة الادارية التي لم تجتمع الاّ مرّة واحدة. كذلك أثير الحديث مطوّلا عن الحق النقابي وعن اعتماد النيابتين في كلّ درجات المسؤولية، وعن الخلافات التي شهدتها الجهة وعن الضغوطات التي يتعرّض لها النقابيون لصدّهم عن أداء واجباتهم. تعرّض بعد المتدخلين أيضا إلى احداث الحوض المنجمي وأشاد بعضهم بتصرف الاتحاد ازاء المسألة فيما انتقده آخرون مطالبين بتوفير الشغل لطالبيه وتنمية المناطق الفقيرة ومعلنا مساندته لنضالات النقابيين وعموم المواطنين في تلك الجهات. وتطرّقت مداخلات أخرى إلى تمثيل المرأة في الأطر القيادية للاتحاد ودعت إلى اعتماد التمييز الايجابي تداركا للتأخير الذي نعانيه في هذا الباب وذلك حتى تهتمّ المناضلة النقابية باثارة وتحقيق المطالب الخصوصية للمرأة العاملة أيا كان قطاع نشاطها. ونادى متدخلون كثيرون بضرورة احترام قانون الاتحاد ونظامه الداخلي وفرض عقد الاجتماعات الدستورية والقانونية في آجالها ومتابعة مثل هذا الشأن مركزيا وجهويا وقطاعيا ومحليا وأساسيا واستشارة النقابات الأساسية قبل الزيادة في معاليم الانخراط ومعالجة الوضعيات الخاطئة واصلاح التجاوزات في إبّانها ودعم النشاط الجهوي بكل قوة. كما ركّز عدد غير قليل من المشاركين في النقاش على ضرورة تمكين النقابيين في الجهة ممّا يستحقونه من تكوين نقابي وتثقيف عمالي وتشريكهم في اعداد الدراسات الخاصة بقطاعاتهم وبالجهة عامة. 96 نائبا فيما كانت الأشغال جارية، درست لجنة فحص النيابات وفرز الأصوات كامل أوراق المؤتمر وانتهت بعد تدقيق مطوّل وشفاف إلى تحديد قائمة المشاركين المؤهلين في المؤتمر ب 96 نائبا في الجملة وإلى قرار يقضي برفض ترشح الأخ محمد الصمعي لعضوية مكتب الاتحاد الجهوي نظرا لانقطاعه عن الانخراط في الاتحاد خلال العامين الأخيرين ورفض ترشح الأخ الحبيب غنّام (الكاتب العام المتخلّي) نظرا لعدم ابرائه من أموال لفائدة الاتحاد تخلّدت بذمته ولم يستطع خلاصها قبل انطلاق المؤتمر. واثر ذلك، فسح المجال لانجاز العملية الانتخابية وقد انطلقت باسناد الأولوية للنساء المشاركات في باب التصويت وذلك حتى يتمكنّ من المغادرة في وقت مبكّر نسبيا بعد أن أخذ المؤتمر من المعنيين اليوم كلّه تقريبا. وقد جرت العملية في اطار كامل من الشفافية بحضور جميع الأطراف انطلاقا من التصويت ونهاية باعلان النتائج. قائمة المترشحين لعضوية المكتب التنفيذي الجهوي بنابل والأصوات التي حصلوا عليها الهادي الدريدي 38 صوتا حاتم اللموشي 31 صوتا الحبيب غلاب 52 صوتا حمة الماكني 46 صوتا كمال البلعي 46 صوتا كمال عبد الله 39 صوتا ليلى الماجري 42 صوتا محمد الجازي 34 صوتا محمد الهادي العفيف 43 صوتا محمد علي العياشي 33 صوتا مسعود الطبابي 36 صوتا المختار كبير 43 صوتا الناصر الماجدي 43 صوتا عباس الحناشي 49 صوتا عبد المجيد الجوادي 42 صوتا عبد الفتاح الدربالي 17 صوتا فيصل بسيس 3 أصوات فتحي الجبالي 36 صوتا رضا الأرناؤوط 33 صوتا رضا عيّاد 7 أصوات شاكر بنحسن 54 صوتا. أمّا الفائزون فهم حسب ترتيب الأصوات: شاكر بنحسن الحبيب غلاب عباس الحناشي كمال البلعي حمّة الماكني ناصر الماجدي المختار كبيّر محمد الهادي العفيف عبد المجيد الجوّادي.