بالعودة الى مراسم دفن الشهيد فيصل الحشايشي نذكّر انّ الاتحاد الجهوي للشغل بقابس كان استعدّ لاستقبال الشهيد البطل فيصل الحشايشي فأقام معرضا وثائقيا بالصورة والكلمة يعرّف بالشهيد فيصل وإخوته والمعارك التي خاضوها ضدّ العدوّ الصهيوني وتاريخ استشهادهم... وكذلك بانجازات المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان.. كما علقت لافتات على واجهة دار الاتحاد الجهوي تحمل شعارات تشيد بشهداء الأمّة ومقاومة أعدائها وعروبة فلسطين ورفض التطبيع وحتمية النصر... النقابيون يلبّون الدعوة تجمّع الشغالون منذ الصباح الباكر يوم الاحد 28 / 07 / 2008 بكثافة أمام دار الاتحاد الجهوي بشارع محمد علي التي انبعثت منها الاناشيد والاغاني القوميّة.. وعلى الساعة 9 والنصف تقريبا تحولوا الى منزل الشهيد راجلين حيث تجمعوا منتظرين وصول جثمان الشهيد مع افراد الاسرة.. وتواصل توافد المواطنين.. انه حشد عظيم يعدّ بالمئات رجالا ونساء كبارا وصغارا غصّت بهم الانهج المحيطة بالمنزل إذ لم تشهد مثله مدينة قابس منذ التسعينيات... وما إن أطلت سيارة إسعاف تحمل جثمان الشهيد حتى تعالت الزّغاريد وارتفع التكبير والتهليل.. إنّه لمشهد يصعب وصفه.. أنزل الشهيد من السيارة وأدخل منزل أبويه بصعوبة حيث أقام ساعة مع أمّه المزغردة.. أردناه عرسا حرص النّقابيون وبقيّة الجماهير على أن يجعلوا من المناسبة عرسا يليق بالشهيد.. وما إن اخرج من المنزل ملفوفا بعلم تونسوفلسطين حتى تلقّفته الأكفّ مع التهليل والتكبير تصحبه زغاريد النسوة اللاتي تجمّعن في سابقة لا مثيل لها.. وانطلق المشيّعون والمشيّعات يتقدّمهم النقابيون من جهة قابس وقبلي وتونس وغيرها في نظام وانضباط والجثمان يرقص على الأيدي.. وأحد النقابيين يوزّع الحلوى.. وتقدم الحشد شابان يرفعان شعار الاتحاد العام التونسي للشغل ويليهم شباب يحملون لافتات تشيد بالشهيد والمقاومة وعروبة فلسطين عليها شعار الاتحاد العام ويتقدّم الجميع شاب يحمل باقة كبيرة من الورد عليها شعار الاتحاد اعدّها الاتحاد الجهوي للغرض... وسار الحشد مهللا مكبرا الى مقبرة سيدي أبي لبابة في بطء وبصعوبة ولكن في نظام وانضباط رغم ازدحام الطرقات التي مرّ بها الموكب بالنساء والرّجال كبارا وصغارا وتعطل حركة المرور.. وفي المقبرة تعالت زغاريد النّسوة المحتشدة وتهليل وتكبير المشيّعين وهتافاتهم في مظهر مهيب... كما حرص النقابيون ان يكون استقبال الشهيد، شهيد الامة شعبيا لان هؤلاء الشهداء مفخرة للجميع في هذا القطر. فكان الموكب شعبيا بإمتياز شاركت فيه كل الاجيال والفئات والحساسيات نساء ورجالا... وبعض فعاليات المجتمع المدني وممثلي السلطة الجهوية الى جانب اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي.. إنّ موكب استقبال الشهيد فيصل الحشايشي يعتبر استفتاء اكد فيه التونسي تمسّكه بعروبته وحبّه لفلسطين ورفضه للتطبيع مع الكيان الصهيوني وأنّ هذه المشاعر حيّة نابضة في قلوب الشباب الذين كان حضورهم معبرا.. لا شكر على واجب عبّر الاخ توفيق الحشايشي شقيق الشهيد باسمه وباسم افراد العائلة كافة للاخ اسماعيل حيدر الكاتب العام للاتحاد الجهوي عن شكره وتقديره لما بذله الاتحاد الجهوي للشغل احتفالا باستقبال الشهيد وأصرّ على نشر ذلك على صفحات جريدة الشعب.. مثمّنا دور الاتحاد العام التونسي للشغل والمجهودات التي بذلها الاخ الامين العام.. فأكد له الاخ الكاتب العام ان ما قام به الاتحاد الجهوي والنقابيون عامة هو واجب لا يستوجب الشكر.. ويعتبر ذلك أبسط عربون وفاء لشهداء الامة العربية الذين يجب علينا تكريمهم في كل المناسبات خاصة انّ ما قام به الاتحاد الجهوي ينسجم تماما مع ثوابت منظمتنا الاتحاد العام التونسي للشغل، وكم كنا نرجو أن ينطلق موكب تشييع الشهيد من دار الاتحاد الجهوي حيث أقيمت اربعينيّته سنة 1993.