مضت ايام وليالي شهر رمضان الكريم، شهر التوبة والغفران رغم ما ميز العشر الاوائل من حرارة في الطقس والاسعار جاوزت التوقعات والعادة فأثر ذلك في نفسية الناس الصيام والذين تميز العديد منهم بالتهافت واللهفة الكبيرة على كل المنتوجات المعروضة من كل الاصناف مما تشتهيه الانفس والاعين والتي أمتلأت بها اسواق المدينة واسواق المعتمديات بكميات كافية وخاصة في الفضاءات التجارية الكبرى حتى البضاعة المتروكة بالامس اصبحت محبذة ومطلوبة في رمضان انها حشيشة رمضان شهر «وحم الرجال». كما لاحظنا ارتفاع الاسعار في كل السلع المعروضة من خضر وغلال ولحوم واسماك (ربطة المعدنوس ب 500 م)، ومما يلفت الانتباه في مدينة المنستير انه قبل موعد الافطار يتوجه الرجال والشباب والشابات احيانا الى البحر للتمتع ببرودة مياهه والاستجمام ليتغلبوا على العطش. اما النسوة والفتيات فيبقين في البيوت لاعداد مختلف انواع الاطعمة والاكلات اللذيذة الشهية والغالب فيها عند اهالي المنستير غلال البحر وانواع الاسماك المختلفة، وفي عديد الاحيان تكون شهوات الانفس على موائد الافطار مآلها سلات المهملات وهو نزيف في الاموال وجيوب مثقوبة جراء النهم والشهوات وبعد الافطار تهب الحركة من جديد في الشوارع وتمتلئ المدينة وخاصة المقاهي بكل الاعمار من شيوخ ورجال وشباب وتلذذ القهوة العربي بقطرات الزهر. اما العائلات فتكون وجهتها معرض المنستير التجاري للملابس والهدايا للصغار والكبار والذي يلتحف بدكاكينه سور المدينة العتيقة ابتداء من باب الغربي مرورا بباب حومة الطرابلسية وصولا الى باب برتشة على الجهة الشرقية من السور ليكون البيع وشراء الملابس ولعب الاطفال والهدايا وانواع الحلويات للعيد السعيد. اما الحريصون على الذكر وقيام الليل والصلاة والاستغفار وشكر العزيز الجبار فتكون وجهتهم بيوت الله من مساجد وجوامع. هكذا كانت اجواء رمضان في مدينة الرباطالمنستير ولا ننسى فضل من يحرصون على فعل الخير لفاقدي السند العائلي والفقراء لمساندة جهود الدولة في تقديم العون والمساعدة الى العائلات المعوزة من اموال وموائد افطار وثياب جديدة لتتجلى وتبرز مظاهر التآزر والتضامن بين افراد الشعب الواحد والوطن الواحد في شهر الرحمة والصدقات.