ساعات قليلة باتت تفصلنا عن اطلالة المفتي مبشرا بهلال العيد او بالاحرى ايذانا بانتهاء الشهر الفضيل شهر ضمن فيه البعض أجر الدنيا والآخرة... وضمن فيه آخرون اجر الدنيا فقط لا غير وهناك رهط اخر دنياهم كآخرتهم خزي هنا وسقرْ (عافانا وعافاكم اللّه) هناك...اذن سويعات ويرحل الشهر الفضيل تاركا وراءه كما من الملاحظات والمواقف وهو امر مألوف حيث تتجلى كل سنة بعض الظواهر التي يتفاجأ بها الناس خاصة اذا تعلق الامر «بطقس» يومي على غرار استهلاك «البريك» الذي صدم اهله هذه السنة بتطاول السيد مقدونس (معدنوس) مادته الرئيسية اي (البريك) فهذا السيد معدنوس تطاول وتطاوس و»تلغْبب» على الصائمين الذين رمضن بعضهم على بائعي هذه السلعة وفي كم مرة رأيناها وقد كادت تدور رحى حربها وتشتعل بين مواطن مسكين وقشار فرضه علينا رمضان والقدر... وُريقات ومئات!! وكيف لا يرمْضن ولا يخرج من قشرته !! مستهلك مهلوك بفعل هذا القشار المذكور اعلاه الذي يبيع الناس بعض الوريقات من المعدنوس في شكل حزمة صغيرة اغلبها أعشاب طفيلية!! بأكثر من ربع دينار... نعم ففي جهة الساحل مثلا وبعض مناطق الوسط لم ينزل عن الثلاثمائة (300) للحزمة الصغيرة الواحدة... وهو ما كان يمثل سعر «حارة» اي 4 حزمات قبل الشهر الفضيل.. مما حدا بنا الى طرح التساؤل على «البهيّمْ القصير» وأعني الفلاح الصغير الذي رفع يديه الى السماء شاكيا للّه القشارة والهباطة الذين يندسون بين المنتج والمستهلك لإيجاد حالة ارباك متفق عليها مسبقا.. والكل يذكر كيف أوجدوا منذ سنتين أزمة البطاطا.. وقبلها أزمة البصل التي جعلت منه قريبا من أقارب ايف سان لوران !!! وبالتالي خلص السيد الجيلاني (فلاح من جهة القيروان) الى القول إن الفلاح بريء من كل الازمات على غرار مسألة المعدنوس هذه او البطاطا قبلها او الحكايات الخيالية عن سعر النعجة (30د) وسعر كيلو لحم الضأن (15د) ويضيف السيد الجيلاني ان من يفهم هذه المعادلة اعطوه عنواني لاعطيه جائزة متمثلة في كل القطيع !! وعلى ذكر هذه المسألة انتظروا تقريرنا حول مؤشرات انقراض القطيع في بلادنا... الهاوية !! كل هذا الذي ذكرناه عن شؤون السوق والبطون لم يمثل خطرا بمثل ما قدرته تلك التلفزة العجيبة من أفطار على الناس والاجيال والقيم والاخلاق والاداب... ما هذا يا أيها المؤمنون ؟ ثلاث قنوات محلية وكلها فضائية شنعت بنا وبقيمنا وبأخلاقنا وجعلتنا أضحوكة امام من يسْوى ومن لا يسوى!! أيعقل ان تتمحور اعمالنا الدرامية في قنواتنا الثلاث 7 / 21 / حنبعل حول ذات المواضيع (مواقعة أنثى... وما الى ذلك من مشمولات بوليس الاداب!! وكل ذلك من خلال مسلسلات كالسلاسل بل كالاغلال طوقت رقاب الاسر والعائلات فحولت نظرات الحبور الى رمقات استحياء... فأيْن «جْلَمْ» الرقيب وأين مراجعو النصوص والسيناريوهات واين هياكل الثقافة وأين... المفتي، ويمتد الحديث بعد العيد!