على امتداد أربعة أيام نظم المركز العربي لإدارة العمل والتشغيل بتونس بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج ومنظمة العمل الدولية دورة تدريبية حول «مساعدة الأشخاص المعوقين في الحصول على عمل «. وقد حضر هذه الدورة ممثلون عن الاتحادات الوطنية (اتحاد الفلاحين اتحاد الصناعة والتجارة ) كما حضرها ممثلون عن جمعيات وطنية ناشطة في مجال رعاية المعوقين إضافة الى الأخ محمد الكشو مدير المركز العربي لإدارة العمل والتشغيل والأستاذ يوسف القريوتي من منظمة العمل الاقليمية واخوة عن مراكز التكوين وممثلين عن الوكالة الوطنية للتشغيل وغيرهم، وقد أشرفت على افتتاح هذه الدورة التدريبية الأخت نجاح القروي كاتبة الدولة ثم تولى الأخ محمد الكشو الاشراف على تشكيل مكتب رئاسة الدورة ولجنة التوصيات قبل أن يفسح المجال للأخ محمد الزريبي المدير العام للإدارة العامة للنهوض الاجتماعي الذي قدم مداخلة منهجية دقيقة حول واقع خدمات التدريب المهني والتشغيل للأشخاص المعوقين في تونس. من انتدابات الوظيفة العمومية للمعوقين مؤكدا تشغيل المعوقين وإدماجهم في الحياة المهنية هو مسؤولية تستوجب تفهم جميع الاطراف المتدخلة وحرصها خصوصا أن القوانين التونسية قد أقرت بحق المعوق في الحصول على شغل بل إنها قد أدرجت مبدأ التمييز الايجابي لفائدة هذه الفئة خلال التنصيص على وجوب احترام نسبة تخصيص 1 من خطط العمل المعروضة في الوظيفة العمومية الى ذوي الاحتياجات الخاصة فضلا عن اجبار المؤسسات العمومية والخاصة التي تشغل أكثر من 100 عامل على احترام نسبة الواحد بالمائة، وفي حالة تعذر هذا الأمر على المؤسسة ان تخصص رأسمالا سنويا لاقتناء منتوجات المعوقين التي تعرضها الجمعيات المختصة التي تتولى الاحاطة بالمعوقين. كما عدد الأخ الزريبي عدد مراكز التربية المختصة ببلادنا وطاقة استيعابها التي يظل جزءا منها غير مستغل، مشيرا في الوقت ذاته الى بعض الثغرات التي تحف بهذا الاطار التشريعي المتطور وبهذه البنية التحتية المؤهلة كغياب الاطار التكويني المختص وكوجود بعض شهادات التكوين غير المنظرة التي تسلمها بعض الجمعيات... الأمر الذي يحدّ من التطلع لضمان أكبر نسبة من تشغيلية ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن هذا المنطلق أكد الأخ الزريبي ضرورة تكثيف رقابة إلزامية لتشغيل المعوقين وتنويع الامتيازات المسندة لهم ولمشغلهم والعمل من أجل تأهيل نظرة المجتمع والارتقاء بها من نقطة الشفقة على المعوق الى مرحلة الايمان بقدراته وبحقه في الشغل كأي مواطن. تطوير الخطاب الاعلامي وكفاءة المؤطرين وقد شهد اأخ الزريبي على ضرورة التفكير في النهوض بكفاءات المؤطرين الذين يتولون التعاطي مع المعوقين من أجل ضمان تكوين جاد لهم يكفل لهم فرص الاندماج في سوق الشغل ويضاعف فرصهم في الحصول على عمل، هذا دون اغفال مسألة التنسيق الدوري والمتواتر بين كل الاطراف المتدخلة في ضمان الشغل للمعوق من وزارات ومراكز تكوين ومراكز إحاطة ومجتمع مدني... آليات تشغيل المعوق وبعد هذه المداخلة المتميزة للأخ عمر الزريبي قدم الأخ بلقاسم صولة من الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل مداخلة حول دور مكاتب التشغيل في تشغيل المعوقين مستعرضا مختلف القوانين والآليات التشغيلية التي تم سنّها لفائدة المعوق في مسيرة بحثه عن عمل أو من أجل بعث مشروعه الخاص. إدماج المعوق وجو التقدم الاجتماعي والعامل المثالي الأخ كمال عمران المدير العام لتفقدية الشغل والمصالحة قدم هو الآخر مداخلة دقيقة حول دور تفقدية الشغل في تشغيل الاشخاص المعوقين مشيرا الى أهمية أن يتم إدراج الامتيازات الممنوحة للعامل المعوق ضمن مجلة الشغل من أجل أن تدرج في الاتفاقيات الاطارية ويسهل تطبيقها، كما قدم الأخ عمران افكارا مستجدة قد تساعد على مزيد ادماج المعوق في الحياة المهنية كمراعاة نسبة إدماج المعوقين في المؤسسة قبل اسناد جائزة التقدم الاجتماعي لها واقرار نسبة مئوية من جائزة العامل المثالي للعامل المعوق، اضافة الى ايجاد صيغ تشريعية لحماية العامل المعوق على غرار حماية النائب النقابي. خاتمة مداخلات الحصة الصباحية لليوم الأول قدمها الدكتور عماد الدين شاكر رئيس الاتحاد الوطني للمكفوفين ورئيس المنظمة العربية للعوقين حول دور المجتمع المدني في تشغيل الاشخاص المعوقين مؤكدا ضرورة استشارة اتحادات وروابط المعوقين قبل انتدابهم لأن رب الدار أدرى بأبنائه. نقاش ثري وقد دار بعد هذه المداخلات نقاش ثري بين الحضور تعرض الى غياب أطراف مهمة عن هذه الدورة التدريبية كإدارة طب الشغل وممثلين عن وزارة التربية، كما اشار المتدخلون الى ضرورة شرح المساهمة بالبدائل في حالة تعذر انتداب المعوق وضرورة تكثيف الحملات الاعلانية لغرض التشجيع على انتداب ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق الشغل وأهمية ادماج المعوق في الوسط العادي... باقي فقرات هذه الدورة التدريبية أمّنها كل من الأساتذة يوسف القريوتي عن منظمة العمل الدولية شارحا أسباب مساعدة المعوق في الحصول على عمل وعزيز داود الخبير الدولي في شؤون المعوقين مقدما الاتجاهات المعاصرة في مجال التدريب المهني وتشغيل الاشخاص المعوقين من خلال بعض التجارب الدولية، ومداخلات أخرى عن خدمات التشغيل الفعالة للمعوقين ومهام مستشار التشغيل بالنسبة للمعوق وكيفية التعاون مع أصحاب العمل لانتداب المعوقين وتحليل عمل ووظيفة المعوق وكيفية تعديل مكان العمل والوظيفة ليتلاءم مع المعوق إضافة الى شرح العمل للحساب الخاص بالنسبة للشخص المعوق. الدكتور يوسف القريوتي الذي تناوب على تقديم المحاضرات مع الاستاذ عزيز داود قدم وشرح خطوات مساعدة الاشخاص المعوقين الباحثين عن عمل، وشرح في مداخلة أخرى أنماط التشغيل المختلفة للأشخاص المعوقين وفلسفة التنوّع في مكان العمل والمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص وكانت خاتمة مداخلات الدكتور القريوتي في كيفية التدريب المهني والتشغيل للأشخاص المعوقين في اطار المجتمع المحلي.