سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لابد ان تكون للنقابات العربية والافريقية استراتيجية واضحة لمعالجة اوضاع المهاجرين وحفظ كرامتهم ودعم حقوقهم ومكاسبهم الندوة السنوية للهجرة تنظر في هجرة العقول الاسباب والانعكاسات:
الاخ عبد السلام جراد: الكفاءات وجميع ابناء تونس في المهجر كل لا يتجزأ من ت
على مدى يومي 14 و 15 نوفمبر 2008 عقد قسم العلاقات الدولية والهجرة الندوة السنوية للهجرة تحت عنوان: هجرة العقول الاسباب والانعكاسات. الندوة تم تنظيمها بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبارت بتونس وحضرها مسؤولو العلاقات الخارجية بالاتحادات الجهوية للشغل وبالجامعات والنقابات العامة. كما حضرها ممثلون عن منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية والاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي وممثلون عن النقابات القطرية في بعض البلدان الشقيقة والصديقة وممثلو جمعيات الهجرة وبعض بلدان اوروبا وخاصة فرنسا وسويسرا. الندوة تضمنت عدة محاور منها بالخصوص محاضرة للاستاذ خالد الوحيشي مدير الشبكات السكانية والهجرة بجامعة الدول العربية حول هجرة الكفاءات العربية ومداخلة اخرى لممثل الاتحاد النقابي الاوروبي ماركو سيلانتو حول هجرة العقول وجهة نظر اوروبية نعمة ام نقمة؟ الى جانب الهجرة والتنمية للاستاذ عبد الجليل البدوي (في شكل مائدة مستديرة) وسياسات دول الجنوب لتشجيع عودة المهاجرين الى دولهم الاصلية. الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد الذي افتتح اشغال الندوة رحب بالمشاركين وبالحاضرين من اعضاء المكتب التنفيذي والنقابيين مبرزا أهمية المحور الذي اختارته الندوة لمناقشته والوقوف على اسبابه ومسبباته وانعكاساته على البلدان الاصلية للكفاءات المعنية. وبين الاخ الامين العام ان للبلدان العربية وخاصة المغاربية منها كفاءات في كل المجالات تعج بهم مراكز البحوث في الدراسات في اوروبا بالخصوص وامريكا وكندا وغيرها من البلدان الاخرى وتحظى هذه الكفاءات بالاحترام والتقدير لما تقوم به من عمل علمي وجدي مستعرضا اسباب هجرة هذه الكفاءات او العقول ومنها بالخصوص غياب اليات وميادين البحث والتكنولوجيا المتطورة وهي آليات لها تكلفة باهظة ليست كل الدول قادرة على توفيرها لابنائها من النوابغ والكفاءات المشهود لها داخليا واقليميا ودوليا مما يجعل هذه الكفاءات تفكر في المغادرة بالاضافة الى الجانب المادي في العملية والذي لا يجب ان ننكره باعتبار ان تكلفة البحث العلمي باهظة على ميزانيات الدول النامية بعبارة اخرى فان الدول المتقدمة والصناعية توفر للكفاءات العربية والافريقية ما لا تقدر عليه الدول الاصلية مما يحتم الهجرة طلبا للافضل وتحقيق الطموحات والرغبات. الاخ الامين العام اكد انه بتوفير الارضية الملائمة داخل الوطن يمكن للكفاءات ان تختار البقاء في بلدانها كما ان النسب تدل على ان عددا من الكفاءات والعقول المهاجرة لا ترى مانعا في العودة الى ارض الوطن والمساهمة في نهضة بلدانها الاقتصادية والاجتماعية وغيرها وهذا مؤشر ايجابي يحسب لفائدة هذه الكفاءات. الاخ الامين العام اكد بالمناسبة ضرورة احترام المهاجرين من قبل البلدان المضيفة وتمكينهم من حقوقهم كاملة اعتبارا لدورهم البارز في دفع عملية التنمية في هذه البلدان التي يجب ان تعترف بمجهود المهاجرين في ازدهارها وتطورها في عديد المجالات. من جهة اخرى اكد الاخ الامين العام ان الاتحاد لا يشجع على الهجرة غير الشرعية وغير القانونية داعيا في ذات الوقت الى ضرورة ايجاد حلول ملائمة للمقيمين بطريقة غير شرعية، طريقة تعتمد الحل الانساني مشددا على ان الحل داخل البلدان المعنية يكمن في التنمية ودفع الاستثمار الداخلي من اجل خلق مواطن الشغل والحد من آفة البطالة وبالتالي ايجاد حل للهجرة غير الشرعية التي ذهبت بعديد الارواح البشرية التي اصيبت بالاحباط واليأس. الاخ الامين العام تحدث عن علاقة الاتحاد العام التونسي للشغل بجمعيات الهجرة فأكد ان المنظمة الشغيلة لن تنغلق على نفسها ولن تكون بعيدة عن هذه الجمعيات التي لم تتغافل عنها ادبيات الاتحاد والتي مكنتها من حضور المجالس الوطنية والمؤتمرات العامة وبعض الانشطة النقابية داعيا الى ضرورة العمل على مزيد توطيد هذه العلاقات وتمكين الاتحاد من تقارير عن اوضاع المهاجرين حتى تكون لديه فكرة واضحة وبيّنة تجعله يوظف علاقاته مع المنظمات النقابية القطرية والاقليمية والدولية لفائدة قضايا المهاجرين وأمنهم واستقرارهم. من جهة اخرى دعا الاخ عبد السلام جراد الى ضرورة ان تكون للنقابات العربية والافريقية بالخصوص استراتيجية واضحة للمساهمة في معالجة اوضاع المهاجرين وحفظ كرامتهم ودعم حقوقهم ومكاسبهم وان لا تبقى هذه النقابات متفرجة فقط. الندوة كانت مناسبة ذكّر خلالها الاخ الامين العام للاتحاد بالملفات الخصوصية الكبرى التي هي محل متابعة واهتمام كملف التشغيل والتنمية والاستثمار وغيرها من الملفات الدقيقة.