احتضنت مدينة سوسة يومي 1و2 ديسمبر 2008 الدورة الرابعة لملتقى الشعراء النقابيين الذي تنظمه دوريا جريدة الشعب وقسم الإعلام والاتصال الداخلي والنشر باستضافة أنيقة من الاتحاد الجهوى للشغل بسوسة، وقد تزامن الملتقى مع الذكرى السادسة والخمسين لاغتيال الزعيم الوطني فرحات حشاد وفقدان الساحة الإبداعية الشاعر الاستثنائي محمود درويش. دورة رابعة جمعت الشعراء بالنقابيين وعشاق العمل والحرية لمزيد التأكيد على أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة وأن للفعل الشعري دورا لإدامة إرادة الحياة من أل أن يصل الإنسان إلى مطلق إنسانيته. قارب الملتقى مسألة الجمالية وطرق تلقي الشعر ملفتا الانتباه إلى شعرنا التونسي إضافة إلى إشكالية الترجمة انفتاحا للسان على الألسنة المحيطة به، وحاول في دورته هذه المهداة إلى الشاعر الفلسطيني محمود درويش المسك بنهج درويش الشعري الذي حلق عاليا في فضاء الشعر الكوني وتجلى النقاش في مستوى فكري رفيع مدللا على اهتمام الحضور بمجمل فعاليات الدورة. مكنت هذه الدورة جمهور الشعر من الاطلاع على التجارب الشعرية المتنوعة في أساليبها ومضامينها تخللتها وصلات موسيقية منسجمة مع سياق الملتقى وأهدافه. تجسيما لتوصيات بنزرت تم بعث جائزة الشعر باسم الزعيم حشاد وشهدت دورة سوسة تسليمها. احتفت الدورة الرابعة بالشاعر العربي السوري شاهر الخضرة الذي منح جمهور الشعر فرصة للاطلاع على تجربته الشعرية وبذلك يتدرج الملتقى نحو الانفتاح على التجارب الشعرية العربية مشرقا ومغربا. يقول الزعيم فرحات حشاد إن ازدهار تونس لا يتم إلا بالتحام الساعد بالفكر ونحن شاهدون على أن هذه المقولة لا تزال أساسية في عمل الاتحاد وتصوراته لدوره في تفعيل الثقافة الوطنية وشحذ الذاكرة الجماعية لذلك: 1 نثمن استمرارية ودورية هذا الملتقى بحيث تصبح تقليدا راسخا ومهيكلا في النشاط الثقافي للمنظمة الشغيلة. 2 نثمن تأسيس جائزة فرحات حشاد للشعر آملين أن تصبح في قيمة ومستوى حامل اسمها ماديا ومعنويا بحيث تصبح عاكسة لقيمة الإبداع الشعري في بلادنا لذلك نوصي بتشكيل لجنة مشرفة على هذه الجائزة. 3 نجدد تمسكنا بملحق منارات كفضاء فكري وثقافي جدالي يعكس اتجاهات هامة في ثقافتنا الوطنية والثقافة الكونية ونطالب بإعادة إصداره شهريا بداية من شهر جانفي 2009، سنة الاحتفال بمائوية الشابي والدوعاجي. 4 نوصي بالانفتاح انطلاقا من الدورة القادمة على الفضاء المغاربي والمشرقي والاحتفاء بالتجارب المنفتحة على الفكر الإنساني والقيم الكونية البديلة من حب وحرية وعدالة اجتماعية ومساواة في مواجهة القبح المعمم وسلعنة الثقافي والجمالي وعودة ثقافة الموت بما هي تزمت وانغلاق وتطرف. 5 نهيب بالاتحاد العام التونسي للشغل لمواصلة الاهتمام بالنشاط الثقافي كعنصر أساسي لشحذ وتعميق الوعي الثقافي والفكري لدى الطبقة العاملة.