منذ عشرة أيام، يشهد العالم باندهاش أزمة انسانية حقيقية في قطاع غزّة. وقد نتجت هذه الازمة عن الضربات الجوية الاسرائيلية التي تسببت في سقوط مئات الضحايا واغلبهم من النساء والاطفال الفلسطينيين. ان منظمة الوحدة النقابية الافريقية تعبر عن رفضها المطلق والصارم والواضح التبريرات الاسرائيلية لطوفان النار الذي لم ينفك ينصب على قطاع غزّة. إن الزعم بان حماس هي المسؤول الوحيد عن الوضع الراهن السائد في غزة هو بكل بساطة كذبة كبيرة ماذا يُقال اذن عن رفض اسرائيل تطبيق القرارات ذات الصلة الصادرة عن منظمة الاممالمتحدة والمتعلقة بالصراع الفلسطيني ومختلف الاتفاقات التي امضتها مع القادة الفلسطينيين؟ وماذا يُقال عن توسيع المستوطنات وعن هدم المساكن العربية والخنق المتواصل للاقتصاد الفلسطيني ... الخ... الخ؟ وبالنسبة لنا في منظمة الوحدة النقابية الافريقية فاننا نشاطر رأي من يؤكد ان اسرائيل تفضل الحياة باستعمال السيف على تقديم تنازلات ضرورية للسلام. انه ومن المهم ان نسجّل ان الاسرائيليين سوف يتوجهون الى صناديق الاقتراع خلال شهر فيفري. ان هذا يدفع الى الاعتقاد بان ما يحدث في غزة ماهو الا خطة انتخابية خبيثة لاولئك انفسهم الذين يمسكون اليوم بالسلطة في اسرائيل من اجل الفوز في الانتخابات القادمة. ان ملايين العمال والعاملات الافارقة المنضوين تحت راية منظمة الوحدة النقابية الافريقية يؤكدون مجددا بشدة تضامنهم المطلق مع الطبقة الشغيلة الفلسطينية المناضلة من اجل الحصول على حقوقها غير القابلة للنقض ولا للانتقاص في تقرير المصيروالعودة الى وطنها السليب وبناء الدولة الفلسطيني ة المستقلة وعاصمتها القدس. ويطالبون بانسحاب اسرائيل من قطاع غزة ووضع حد فوري لضرباتها الجوية الاجرامية التي تستهدف البنية التحتية المدنية الفلسطينية والمدنيين الابرياء ويدينون، من جهة اخرى، الصمت الذي التزمته جموع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان التي تغرق العالم ازاء جريمة التي تستهدف سكان غزة. اليس الصمت شبيها بالمشاركة في الجريمة.