تنتظم الدورة 26 لصالون الإبتكار في الصناعات التقليدية وذلك من 13 الى 22 مارس الجاري بقصر المعارض بالكرم وذلك بإشراف الديوان الوطني للصناعات التقليدية وبرعاية وزارة التجارة والصناعات التقليدية، وتتميّز هذه الدورة بتنوع الفضاءات والفعاليات وفرصة للحرفيين لعرض منتوجاتهم وموعدا لخلق باعثين شبان في إطار تشجيع أصحاب الشهائد العليا على الاستثمار في هذا الميدان. بمناسبة هذا الموعد السنوي التقت «الشعب» السيد محمد بوسعيد المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية وهو لقاء جاء على إثر اطلاعنا المباشر داخل الديوان على الأجواء الاجتماعية المتطوّرة كذلك النقلة النوعية في اداء الديوان وإصرار الموظفين مع الادارة العامة على إعطاء الديوان انطلاقة جديدة. في هذا الاطار العام كان اللقاء مع المسؤول الأول للديوان الذي بشهادة النقابة الاساسية حرص على توفير كل الظروف لتحفيز الموظفين على العمل والمثابرة. لو تقدم لنا خصائص الدورة الحالية لصالون الابتكار في الصناعات التقليدية، لا سيما وأن هذه السنة شهدت إضافات جديدة؟ إن صالون الابتكار في الصناعات التقليدية يعدّ من المكاسب الكبرى لكل التونسيين ومحطة تتاح للتونسي لتجسيد علاقته مع مخزونه التراثي وهويته، كما أن الصالون فرصة لتقييم ما تم إنجازه في السنة الماضية ومحطة لوضع أسس للمستقبل بعرض منتوجات الحرفيين وابداعاتهم وإن هذا الصالون يقترن باليوم الوطني للباس التقليدي الذي يكرّم فيه سيادة رئيس الجمهوريةحرفيا أوحرفية وكان له الفضل بإعطاء شارة انطلاق هذا اليوم وإحداث جائزة رئاسية للإبداع في الصناعات التقليدية والحرف الفنية. وتضمن صالون هذا العام عدة أهداف من بينها إبراز الابتكارات والتجديد الحاصل عبر تنظيم عديد المسابقات في الابتكار، كما تمّ إعداد فضاء الاستلهام وهو فضاء متحفي حيث اشتغل الديوان على النحاس وعرض منتوجات نادرة ونحن نهدف حاليا إلى تصدير هذه المادة. كما عملنا على خلق فضاء لتبيان اختصاصات الصناعات التقليدية (فضاء صناعة بلادي) والغاية الاطلاع على 75 صنعة ثم توثيقها في الكتب وتدوين المخزون التقليدي التونسي وتتميّز هذه السنة بإنشاء فضاء 21 سنة من المكاسب إضافة الى فضاء جديد خاص بالباعثين الشبان بغاية الاستثمار في الصناعات التقليدية وقد تم تمكين 48 شابا من الفضاءات لتأطيرهم وتحفيزهم. شهد الديوان في سنوات مضت صعوبات هيكلية حادة لكن يبدو أن الوضع تغيّر الآن... لو تقدم لنا الاستراتيجية المرسومة داخل الديوان وكيف تمكنتم من تجاوز تلك الظروف الصعبة؟ يجب التذكير بأن الديوان يحتفل هذه السنة بخمسينيته وحاليا لم يعد يقتصر دورنا على تأطير القطاع ولكن أيضا على الانفتاح والترويج وتكوين الكفاءات البشرية وكانت عملية إعادة هيكلة الديوان مرحلة وسطى وحاليا نعيش مرحلة انتقالية تهدف الى تجسيد خطة استراتيجية متكاملة غايتها تجذير البعد الثقافي والاجتماعي لهذا القطاع والتركيز على البعد الاقتصادي بدفع الاستثمار وتعزيز القدرة التشغيلية وخلق اليد العاملة داخل القطاع. وقد جاءت التوصيات الرئاسية لتضع الديوان حجر الزاوية لكل تلك الاصلاحات وهو ما جعل الديوان يسترجع أنفاسه ويسطّر برنامجا علميا من أهم نقاطه تأهيل الديوان وموارده البشرية وإعادة النظر في النصوص القانونية للديوان ومهامه العديدة كي تتماشى مع أهدافه الجديدة. كما أن الديوان حريص على دفع العمل الميداني داخل الجهات وهو ما يتطلب إمكانيات رهيبة لذلك دخلنا في برنامج توأمة مع مؤسسة تنتمي لفضاء الاتحاد الأوروبي من أجل تنمية قطاع الصناعات التقليدية في الجهات وسيعمل الديوان على ضبط برنامج لكل جهة وستكون هناك آليات متابعة وقد انطلقنا بزيارات ميدانية وانفتح الديوان على الطاقات الفكرية والكفاءات في البلاد لضمان أوفر النجاح لهذا البرنامج الذي يهدف الى المساهمة في اقتصاد البلاد والاستثمار والتصدير. تحدثتم هنا عن الاستثمار والتصدير، ألا يمثل تسويق المنتوج التقليدي احدى الصعوبات التي قد تعترضكم بارتباط بالاسعار وبالاسواق التي يمكن التوجه إليها؟ سنعمل أوّلا على خلق مؤسسات نموذجية حرفية كقاطرة للقطاع وسننكب على موضوع الجودة ووضع مواصفات محددة. اما على مستوى التسويق فستكون سنة 2009 محطة مهمة للتحول الى السرعة القصوى في مجال تسويق المنتوج باعتبار أن هذا الرهان يمثل واجبا وطنيا وسنحاول تنويع المشهد التسويقي وسنعمل الآن على إيجاد قرى حرفية بكل الجهات، كما عملنا على إيصال المنتوج التقليدي الى الفضاءات التجارية الكبرى، كما تشتغل حاليا مع الديوان الوطني للسياحة لتقريب منتوج الصناعات التقليدية الى عمالنا بالخارج وسنعد قريبا دراسة حول السوق السياحية ببلادنا وتكوين أدلة بمواصفات معينة قادرة على الترويج للصناعات التقليدية. أما بخصوص الأسعار فإننا عندما نتحدث عن القدرة التنافسية للقطاع فإننا نعمل على تخفيض الأسعار وعندما يجد الحرفي فرصا عديدة للانتاج وللعرض حينها يمكن له تخفيض الأسعار كما أن المنتوج التقليدي يعتبر فنّا ووقتا وجهدا ونحن ضد الاسعار المشطة ومع أسعار مدروسة.