سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بن علي يعلن الزيادة في الأجور الدنيا وإحداث جائزة الصحة والسلامة المهنية الإحتفالات الرسمية بعيد الشغل العالمي:
إكبار النقابيين لغيرة الرئيس بن علي على سيادة البلاد
أكرم الرئيس زين العابدين بن علي لدى اشرافه على الموكب الذي انتظم يوم الجمعة 1 ماي بمناسبة الاحتفال بعيد الشغل النقابيين والشغالين والمؤسسات. وألقى رئيس الدولة بهذه المناسبة خطابا جدد فيه التحية لكل الشغالين بالفكر والساعد ولكل المؤسسات واللجان الاستشارية وابرز ما شكّلته الجولة السابعة من المفاوضات الاجتماعية في القطاعين العام والخاص من فرصة متجددة لتعزيز الحوار الاجتماعي كخيار ثابت للنهوض بقطاع التشغيل وإرساء علاقات مهنية سليمة ومتطورة قائمة على التفاهم والوفاق والتكامل . وأعرب عن ارتياحه للنتائج الايجابية التي أفضت اليها هذه المفاوضات مكبرا المسؤولية التي تحلت بها مختلف الاطراف وادراكهم العميق لخصوصيات المرحلة وما تطرحه من تحديات جسيمة في شتّى الميادين . وأعلن الرئيس زين العابدين بن علي بهذه المناسبة عن قراره بالزيادة في الاجر الادنى المضمون في القطاعين الفلاحي وغير الفلاحي وستتولى الحكومة ضبط مقدار هذه الزيادات بعد التشاور مع المنظمات المهنية المعنية وأعرب عن أمله في ان تكون الزيادات حافزا على مزيد البذل وتحسين الانتاجية مذكرا في هذا الخصوص بما أذن به من حوار وطني حول الانتاجية خلال هذه السنة بما يساعد على بلورة السبل الكفيلة بتحسين الانتاجية دعما للقدرة التنافسية للإقتصاد الوطني وابرز ما يمثله النظام الجديد للتأمين على المرض من تحول نوعي في منظومة التغطية الاجتماعية والصحية مؤكدا ضرورة تضافر جهود مختلف الاطراف المعنية من اجل الإعداد المحكم لإصلاح انظمة التقاعد بما يؤمن المنافع التي تسديها لمختلف الشرائح الاجتماعية. وبعد ان استعرض ما حظيت به الموارد البشرية من رعاية فائقة لاسيما في القطاعات الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية وتشجيعا للمؤسسات الصغرى على النهوض بالسلامة المهنية أذن رئيس الدولة بتمكين هذه المؤسسات من قروض للغرض بسقف لا يتجاوز خمسة الاف دينار وبشروط ميسّرة مع منحة تساوي 50 بالمائة من قيمة القرض. كما أذن بمراجعة آلية القروض والمنح التي يسندها الصندوق الوطني للتامين على المرض لفائدة المؤسسات وذلك بتيسير شروط الحصول عليها والتخفيض في نسبة الفائدة بما يحفزّها على مزيد المشاريع في مجال الصحة والسلامة المهنية وأعلن الرئيس زين العابدين بن علي في السياق ذاته عن إحداث جائزة للصحة والسلامة المهنية تسند سنويا الى المؤسسات التي تتميز في هذا الميدان. وأثنى في ختام خطابه على ما يحدو كل الاطراف من شعور نبيل بالمسؤولية ووعي عميق بدقة المرحلة وعزم على كسب الرهانات بما يؤمن لمسيرة التنمية بالبلاد كل أسباب النجاح ومواصلة التقدم بإصرار واقتدار ثقة بالحاضر وتفاؤلا بالمستقبل. ثم تولى رئيس الجمهورية اسناد وسام الشغل من الدرجة الاستثنائية الى ثلة من الإطارات والمسؤولين النقابيين تقديرا لعملهم من اجل ارساء علاقات مهنية يسودها التفاهم والحوار بما يؤمن عوامل التنمية ويوازن بين مقتضيات النجاعة الاقتصادية والتقدم الاجتماعي كما أسند رئيس الدولة جائزة العامل المثالي لمن تميزوا بروح البذل والاجتهاد والحرص على الزيادة في الانتاج وتحسين الانتاجية. وأكرم سيادة الرئيس عددا من المؤسسات التي تميزت بالمجهود المتواصل لتطوير وسائل الانتاج وتحسين ظروف العمل وذلك بإسنادها جائزة التقدم الاجتماعي .كما أكرم اللجان الإستشارية للمؤسسات ونيابات العملة التي تميزت بمساهمتها الفاعلة في النهوض بالحوار الاجتماعي والعلاقات المهنية داخل المؤسسة. وكان الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ألقى بهذه المناسبة كلمة عبر فيها عن اكبار النقابيين والشغالين لغيرة الرئيس زين العابدين بن علي على سيادة البلاد مؤكدا انهم لن يدّخروا جهدا لتكريس توجهات سيادته المستقبلية والاسهام في انجاح المواعيد الوطنية المقبلة التي ستكون فرصة متجددة لتأكيد التفافهم حول خياراته الوطنية ووفائهم الدائم لتونس وتحفزّهم لمواصلة مسيرة الاصلاح التي يقودها على درب الرفاه والحرية والكرامة. وأكد ان تونس اليوم معتزة بتجربتها التنموية التي اثبتت التطورات العالمية نجاعتها وأكدت سلامة خيارات رئيس الدولة وصحة مقاربته لمفهوم التنمية القائم على دعم دور الدولة التعديلي والمراهنة على تحسين القدرة الشرائية ضمن مشروع تنموي يعزز تكافؤ الفرص بين الفئات والجهات ويستند الى التضامن كقيمة جوهرية. وعبر الامين العام للاتحاد عن سعادة الشغالين والنقابيين بالمشاركة في هذا الحفل المتميز الذي اصبح منذ تحول السابع من نوفمبر سنّة حميدة ومناسبة لتوسيم عدد من النقابيين وتكريم ثلة من العمال وأصحاب المؤسسات حرصا من رئيس الجمهورية على غرس ثقافة الإجتهاد وحفز التونسيين والتونسيات على مضاعفة البذل من أجل تأمين مقومات العزة للبلاد. ونوّه بحرص الرئيس زين العابدين بن علي على جعل الحرية النقابية والمفاوضة الجماعية دعامتين للحوار الاجتماعي وبسعي سيادته الى الإرتقاء بأوضاع الشغالين وتحسين مستوى عيش الفئات كافة. وأشار في هذا السياق الى ما تحقق بفضل الحوار الوطني من مكاسب تعكس حرص سيادته على أن تستفيد كل أطراف الانتاج من ثمار التنمية في اطار مقاربة تنموية توفق بين مقتضيات العدالة الاجتماعية ومتطلبات النماء الاقتصادي. واشار الى تزامن الاحتفال هذه السنة بعيد الشغل العالمي مع قرب اتمام الجولة السابعة من المفاوضات الاجتماعية مكبرا الرعاية الخاصة التي يحيط بها رئيس الدولة المنظمة الشغيلة ومواقفه الداعمة للمفاوضات الاجتماعية بما أفضى الى الترفيع في مرتبات أعوان الوظيفة العمومية والزيادة في أجور الشغالين كافة بالقطاع الخاص وتحسين تشريعات العمل . وأعرب عن الأمل في انهاء هذه الجولة في القريب باستكمال ما تبقى من مفاوضات في المؤسسات العمومية. وابرز الاخ عبد السلام جراد الثقة الكبيرة بنجاح الاقتصاد الوطني في تجاوز تأثيرات الازمة العالمية بأخف الأضرار بفضل التعاطي الرصين لسيادة الرئيس مع المستجدات وحرصه على مواصلة تنفيذ الاوليات الوطنية وفي مقدمتها تنشيط الاستثمار وفتح افاق التشغيل امام الشباب وبخاصة حاملي الشهادات العليا. واضاف ان الحوار مع الشباب شكل علاوة على الندوة الوطنية حول التشغيل احد ابرز العناوين التي رسمها رئيس الجمهورية للمرحلة القادمة والتي تستدعي من كل الاطراف وقفة تضامنية حازمة للمحافظة على مؤسسات البلاد وتسريع نسق النمو والتشغيل. كما عبّر عن بالغ تقدير النقابيين والشغالين لدعوة سيادته الى فتح حوار وطني حول الإنتاجية واستعداد المنظمة الشغيلة للإسهام في ايجاد الوسائل الكفيلة بكسب رهان الانتاجية لاسيما في ظل دورها في توفير فرص جديدة للشغل ودعم القدرة التنافسية للإقتصاد الوطني. وثمن الأخ الامين العام للاتحاد حرص رئيس الدولة على ترسيخ البناء الديمقراطي بخطى ثابتة من خلال المبادرات المتتالية لمزيد تطوير الحياة السياسية وتكريس التعددية مشيدا كذلك بسعي سيادته الى تثبيت التوجه الحداثي للبلاد من خلال اشاعة روح الإعتدال والإستثمار في المعرفة بما عزز اجماع التونسيين والتونسيات حول نموذج مجتمعهم وجلب للبلاد شهادات التقدير العالمي وآخرها تصنيف تونس الاولى عربيا وافريقيا في مجالي الترقية الاجتماعية وجودة الحياة. وقدم الاخ عبد السلام جراد خلال هذا الموكب الى سيادة الرئيس هدية تتمثل في مجسم لدار الشغالين الجديدة تقديرا لدعمه المتواصل للمنظمة الشغيلة وامتنانا لحرصه على تكريس هذا الحلم الذي طالما راود الشغالين والأجيال النقابية. وكان الرئيس زين العابدين بن علي قد التقى بأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل قبل انطلاق الموكب الذي حضره الوزير الاول ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين واعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي واعضاء الحكومة ومفتي الجمهورية. كما دُعي لحضوره الأمناء العامون للأحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية وعدد من الاطارات والشخصيات الوطنية.